الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاعر عراقي مازال مغترباً!

هديب هايكو

2014 / 8 / 12
الادب والفن


كريم راهي، «رسالة مفتوحة» الى رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي

بيننا، أيّها الزميل، أكثر من وشيجة رغم أنّنا أكملنا تعليمنا العالي الأوّلي في الصرح الدراسيّ ذاته (الجامعة التكنولوجيّة)، إلاّ أنّكم كنتُم أوفر حظّاً، ولم تفوّت عليكم حكومة البعث فرصة الفرار خارج الوطن لإكمال الدراسة، بينما اصطفتنا في الفترة نفسها، وثلّةٍ من الأوّلين، لكي نرعى قملات سجن الشعبة الخامسة والسجن العسكري رقم واحد وسجن أبي غريب، ونغذّها بالدماء اللازمة لحفظ النوع والبقاء على قيد الحياة، على الرغم من محاولاتنا الحثيثة لقتل عدد كبير منها. ويوم التحقنا بكم في المنافي، كان الإجهاد قد نال منّا مانال، سجون وحصارات وحروب لا قِبلَ لأحدٍ بها، حملنا معنا ذكرياتنا المريرة عنها، وصرنا نتعايش معها على أساس طول العشرة، بينما كنتم قد قطعتم شوطاً طويلاً في تجاوزها إلى ما هو أفضل، وعدتم للوطن، مع من عاد من الروّاد، بما يمكّنكم من إدارة دولة رزخت تحت حكم الجلاّدين لعقود من القهر والتعسّف. لكن الدولة الفتيّة لم تتمكّن من أن تُسعد مواطنيها كما كانوا يحلمون، فسرعان ما تحوّل مناضلو الأمس إلى جلاّدين جُدد، وبدأ عهدٌ جديدٌ من العنف، رافقه بالضرورة، أطرافٌ في الجانب الآخر ممّن وجدوا في العنف المضاد، سلاحاً للحفاظ على النوع، فيما فعل الإقصاء والتهميش فعلهُ مع أطراف أخرى. عنك اتساع الهوّة مابين فقراء البلاد وأثريائها، وظهور طبقة من حثالات الموسورين، أكلت في طريقها الأخضر واليابس، حتّى صار اسم الوطن يتربع مكانات لا تُنافس في إحصاءات العالم حول الفقر والفساد والظلم .. إلخ. نحن يادولة الرئيس، لا نريد أن يعود العراق إلى سابق عهدِه في الريادة، فهذا بالطبع غير ممكن، ولا نريد مشاريع عملاقة وبنى تحتية محكمة، فدولتكم لا تملك أيّة عصا سحرية، لكننا (نحلم) أن ينعم جيلٌ عُدّ بالملايين ببعض من الديمومة والراحة التي ليس كثيراً عليه أن ينعم بها، وليس في الأمر الكثير من المشقّة، فأمامكم ثلاثون يوماً من المداولة لاختيار التشكيلة الوزاريّة المقبلة، ولا أعتقد أن من الصعوبة على شخصكم الكريم، الذي عاش أكثر من نصف حياته في الغرب، أن يستنسخ بعضاً من أسباب نجاح تلك المجتمعات في مسعاها، وتصدّرها اللوائح التي غالباً ما تجد اسم بلدك في أواخرها. فأنا لا أعتقد أنّ هنالك وزراء أو مسؤولين في دول الغرب، لهم قرابة لرئيس الحكومة، من قريب أو بعيد، وإن حدث ذلك، فلا ريب أنّه بمحض الصدفة. كما إنني (بحكم كوني أعيش في منفى أوروبي)، لم أجد في إدارة هذه البلاد سوى الرجل الصحيح في المكان الصحيح حتّى وإن كان ذلك من ضمن الكتلة التي فازت بإدارة البلاد. قد يُجيب أحدٌ هنا أن قوىً خارجية تتحكّم بمصير البلاد لاحول ولا قوة لكم بها، لكن أن تكسب ثقة شعبك، وتجعلهم يلتفّون حول راية المواطنة، لا الدين أو القوميّة أو الطائفة، هو العصا السحرية الحقيقية، والسبيل الأنجح لكي يُقال عنكم فيما بعد، أن رجلاً حكم البلاد لأربع سنوات (أو ثمان لا أكثر)، كان مثالاً للحاكم الوطنيّ الذي انتشلها من القعر، وقادها لشاطيء الأمان، وسلّمها من بعده لمن هو يستحقّ. لا مزيد من الوقت عندي للكتابة، فأمامي عملٌ ينتظرني لإنجازه، لا علاقة له تماماً بالهندسة التي درستُها، عمل يستوجب أن أبقى على قيد الحياة، لكي أتأمّل بقدر من الهدوء، عالٍ، يمكّنني من كتابة رسالة لرئيس وزراء في أوّل يوم من ولايته، ثمّ أعود لإكمال عمل أدبي أفضّل الكتابة فيه أكثر من السياسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الطبيب النفسي
د. ريكان إبراهيم ( 2014 / 8 / 13 - 17:21 )

دعنا نتفقُ على أنَ الاسم: عراقْ
أنا مكسورُ العينِ إذا استعملتَ الإعراب وعِلْمَ الصَرف ولكنْ مرفوعُ الحاجب بالضَمّةْ والحاجِبُ عندي مسؤولٌ عن كلّ مصيِر الأُمةْ
أنا لا ألبسُ-مكياجَ- امرأةٍ كي أبدو أُنثى
وأنا لا ألبسُ في الرأس عقالاً كي أبدو ذكرَا
في جوفي كٌلُّ نساء الأرضِ وكُلٌّ رجال التاريخْ
هل من تلدُ-المتنبي- أُنثى؟
هل من تلدُ-الزقورة- والَحرفَ الأول أنثى؟
هل رجل من يحملُ نهرينِ على ظهْرهْ؟
وسَلْ إبليسْ
أنا لا أصلُح للتجنيسْ
في كُلّ بلادٍ منها يتواجدُ أبنائي المغتربون
ويُسمي الجائعَ حين يثورُ على حاكمهِ خائنْ
ذيلي جغرافيةٌ تمتدُّ جنوباً حتى آخر أطراف البصرةْ
ويُطَلُ السيابُ على شط العرب المسكين
و-عبدالحسين يؤدي صلاةَ الجماعة في نينوى-
و-آزادُ صار مديراً على شرطةِ الناصريةْ-.

اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي