الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العبادي والعصا السحرية
حامد الشريفي
2014 / 8 / 13مواضيع وابحاث سياسية
العبادي والعصا السحرية !
الكل يطالبه بتشكيل حكومة وحدة وطنية ، وعلى رأس المطالبين هم امريكا وايران .
السؤال هو ؛ ما فرق بين تلك الحكومة المطلوبة حالياً وحكومات الشراكة الوطنية السابقة ؟ اليست كلها تصب في خانة حكومة المحاصصة الطائفية ؟
فاسمها الاول (حكومة المحاصصة) كان اكثر صراحة من اسماءها الاخرين !
ففي كل الحكومات الماضية كان هناك تمثيل سني وشيعي ومسيحي وكوردي ، بل وحتى آيزيدي ومندائي ، وكل حسب استحقاقه الانتخابي ونسبة تمثيله في البرلمان .
فاين هي المشكلة اذن ؟
المشكلة ليست طائفية بحتة كما يتصورها البعض ، او مشكلة ثقافة وشهادات جامعية عليا كما يراها البعض الاخر ، او تدخل للموساد كما يعتقده "فلاسفة هذا الزمان" ، بل هو صراع على نفوذ اكبر في العراق الجريح بين دول الجيران الثلاث التي تورطت في شراكة شيطانية متباينة لادارته ، وبموافقة الدولة العظمى الفاتحة له وبضمانات على عدم المساس بمصالحها ، والتي نصبت تلك الشراكة صبيانها لتنفيذ تلك المهمة .
فالتحالف التركي السعودي على سبيل المثال ، حصته لا بأس بها من مسؤولين كبار و محافظات باكملها (لتُهيئ للتقسيم المرتقب) ، ومقاعد في البرلمان ووزارات منها سيادية .
لذلك فهذا التحالف الكبير والغني لا يريد وزيراً او وكيلاً او مستشاراً او سفيراً او مديراً اكثر ، كون ذلك لا قيمة له .
وكذلك ايران صاحبة حصة الاسد ، باعتبارها الراعي الوحيد لشيعة العالم ، فهي لا تهتم ان زاد او نقص وزير من حصتها ، وهي التي بيدها الحسينية والمرجعية ، وهذين هما المفتاحين الذهبيين لاغلبية الشعب العراقي !
فبيت القصيد هو الامن والمال ، اللذان وحسب الدستور العراقي ينحصران بيد رئيس الحكومة فقط ، والذي هو من حصتها دوماً من خلال المفتاحين الذهبيين اعلاه .
وهنا نحن لا نتحدث عن مال دول كالاردن او سورية او لبنان او مصر او غيرها ، بل عن اموال ارض الرافدين الكبيرة وخيراتها الكثيرة .
لهذا نرى الصراع مستمراً وبلا هوادة بين تلك الدول الاسلاموية الثلاث ، وهو ما ينعكس سلباً على الشعب العراقي .
لذلك لا نرى اي جدية من اي حكومة اتت ولو في ابجديات البنية التحتية ، كونها تنضوي تحت ملف المال ، وكذلك الانفلات الامني الكبير والذي لا يخص اي حكومة كونه ينضوي تحت ملف الامن ، وهذين الملفين هما أُس المشكلة بين الدول الثلاث المتصارعة عليه .
سمعنا كثيراً من مسؤولين عدة ، ان اي وزير يعين من قبل كتلة معينة يوقع لهم على بياض ، بمعنى انه لن يسرق لحسابه فقط بل لتلك الكتلة التي عينته وبالتالي للدولة المالكة لتلك الكتلة .
لذلك فأي رئيس حكومة يأتي نراه مقيداً من قبل ايران المالك الرسمي لذلك المنصب الشديد الربحية ، فكيف نتوقع منه ان يفعل ما يمليه عليه ضميره وهو يسمع انين شعبه المبتلى ؟
لذلك فلا يمكننا ان نتوقع الكثير من هذا الموظف الجديد !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24
.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح
.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري
.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب
.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي