الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصمت العربي يزيد الكورد شوفينية و داعش توحد الاحزاب الكوردية

نهاد القاضي
كاتب

(Nihad Al Kadi)

2014 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ان الطاعون الاسود القادم من خلف الحدود وتحت اسم داعش سابقا او اسم الدولة الاسلامية حاليا بدأ ينتشر في جسد العراق ابتداء من الرمادي والفلوجة وديالى والموصل وصلاح الدين ثم سهل نينوى ومناطق في اقليم كوردستان التي تسكنها اعداد كبيرة من مكونات العراق الاصيلة والاصلية. اتصف هذا الطاعون الاسود بجرائم بربرية فاقت كل الحدود الحمراء وتجاوزت على أهم مفاهيم حقوق الانسان فقد قتل الابرياء، وشرد الاطفال واستباح النساء ولم يكتفي بهذا فقط بل كان لداعش فتاوي جديدة نابعة من أحقاد دفينة أهمها اصداره وثيقة واضحة بثلاث خيارات للمكون المسيحي أفضلها مر كالحنظل واهمها ان يتركوا دينهم او يدفعوا الجزية او يقتلوا. وبعد ان نَشر وثيقتهم غادر البقية المتبقية من المسيحيين في الموصل حيث كان يسكن فيها سابقا ما يقارب 150000 مسيحيا وقبل انتشار الطاعون الاسود كان هناك ما يقارب 10000 عائلة مسيحية لم يبقى منهم مسيحيا واحدا في الموصل، ولم تكتفي داعش بالمكون المسيحي بل وجدت لها مكون مسالم اعزل آخر ألا وهو المكون الايزيدي الذي يسكن كوردستان منذ الازل اكثر من 2000عاما، الايزيديون يسكنون هذه المناطق. واليوم يغزو الطاعون الاسود الارض والعرض ويستبيح النساء ويقتل الاطفال والرجال ويعرض النساء للبيع وكأننا في قرون الجاهلية.
ان ما حدث من تهجم واجرام وهتك للأعراض واجتياح لمناطق كوردستانية بحتة دفع الكورد والاحزاب الكوردية وقواتها المسلحة في اربعة اجزاء كوردستان الكبرى للاتفاق ونسيان الخلافات والاختلافات، وتوجيه فوهات بنادقهم صوب العدو القادم ليغزو ارضهم، وتركيزها لطعن الطاعون بحراب بنادق الݕ-;-يشمرگه من كل صوب، وهذا ما اسعد الشعب الكوردي برؤية الاتفاق السياسي بين الاحزاب الكوردية، وتوحد هذه الجهود لمحاربة الارهاب بكل انواعه، وفي كل بقعة من بقاع كوردستان رغم قلة العتاد وسوء نوعية الاسلحة وقِدَمِها، لكنهم اتحدوا في ضرب البربرية، اتفقوا على ان يحرروا ارض كوردستان دون النظر الى الخلافات. من هذا وجدنا ان داعش وغيرها رغم اجرامها وسلبياتها كان لها دورا ايجابيا مهم في الشعب الكوردي ألا وهو اتحاد الكورد في شمال وغرب وشرق وجنوب كوردستان ليكون المطرقة التي تطرق المسمار الاخير في نعش داعش قريبا.
من المعروف في كل الحروب هناك ابطال وجبناء وتجار حروب وطابور خامس، وهناك ايضا تآمر وتخاذل وتقاعس. هذه الامور عادة ما تطفو على سطح الحقيقة وتعلن بالسرعة الممكنة قبل ان تكون نقطة سلبية، تٌستغل من قبل الانتهازيين والمتربصين والذين يريدون الاصطياد في الماء العكر تحاول قيادات المعارك ان تعلنها بالسرعة الممكنة لكي لا تأخذ هذه الامور مجراها وتؤثر في النهاية على القيادة نفسها وعلى سبيل المثال لا الحصر ان الايزيديين والمسيحيين والشبك وغيرهم من المكونات في اقليم كوردستان فقد استاءوا كثيرا من المزايدات الحزبية بين الاحزاب الكوردية وتنافسهم على ادارة مناطق المكونات الاصيلة والى درجة شكلت تصرفات الاحزاب الكوردية تصورا سلبيا لدى المكونات الاخرى بعدم اهتمام واكتراث الاحزاب الكوردية لضحايا هذه المكونات قياسا بما تهتم به الاحزاب بمزايدات بعضها على بعض وتنافس غير مبرر لا يليق ولا يناسب هذا الظرف. من نتائج هذه المزايدات رفعت اعلام الاحزاب في جبهات القتال من قبل قوات البشمركة بدلا من رفع علم كوردستان واعلان حيادية البيشمركة و ولائها للوطن وليس للأحزاب، مما دفع بالقيادة الكوردية لرئاسة الاقليم بإصدار بيانا خاصا الى كافة القوات الكوردية المقاتلة بعدم رفع اي علم غير العلم الكوردي. وهناك نقطة مهمة اخرى لم تفهم هي ما قيل عن الانسحاب التكتيكي وعن التخاذل عند بعضا من القيادات وانسحابها دونما سابق انذار من المناطق الكوردية حيث تركت سنجار وغيرها لقمة سائغة بأيدي اعتى انواع الارهاب. وعلى اثرها اصدرت القيادة الكوردية هذا اليوم قرارا بمحاكمة المتخاذل بعد ان اثبتت ادانته واعلن اسمه على الملاء لكي يعرف الشعب أمثال هؤلاء ويرميهم في مزبلة التاريخ والوطن، وعودة الثقة و صفاء قلوب المكونات في المنطقة الى وضعها السابق واشعارها بالأمان تحت ظل القيادة الكوردية. وللعلم ربما هناك بعضا من المسيحيين والأزديين والشبك المقربين للقيادة الكوردية غير الصادقين معها لا ينقلون سخط شارع المكونات الاصيلة على الحدث وسخط الشارع الكوردي ايضا لكي لا تتضرر مصالحهم
ان الارهاب المصنع والمنتج في دول أخرى اقليمية وغير اقليمية واسناده المادي من دول اخرى عربية وغير عربية وعتاده ورجاله من دول على الاغلب عربية واسيوية وافريقية هذا الحدث المؤلم والاجرامي هذه البربرية الزاحفة على اقليم كوردستان بوضح النار وامام اعين الدول الصغيرة والكبيرة الاوروبية والعربية والاسلامية هذه الانتهاكات لحقوق الانسان والمرأة والاطفال هذا التجني على العرض وبيع النساء الايزيديات في سوق النخاسة وعودة نحو اسواق العبيد والجاريات هذا التدمير للتراث والاثار والاماكن المقدسة وهذا التغيير الديموغرافي والسكاني لهذه المنطقة لم يحرك في بدايته اي شعور في دول العالم ولولا اجتياح سنجار وهروب مائة الف ايزيدي الى جبل سنجار ما نطقت دول العالم وامريكا بهذا الطوفان البشري الذي اغرق جبل سنجار بدماء ضحاياه وابتدأت التحركات الدبلوماسية لتجول وتدور في اروقة البرلمانات العالمية الاوروبية والامريكية الى ان استيقظ لبرهة الضمير الامريكي والاوربي وهذا ايضا ليس عن الجميع بل النزر اليسير فيه ومازالت كثيرا من دول العالم متفرجة على الجريمة دون ان تحرك ساكنا وكأنها تتابع فلم من افلام هوليود الحربية والدرامية ولكني هنا ساترك اوروبا ومن فيها لضميرهم الاوروبي الذي ينادي ليل ونها ر بحقوق الانسان ولكن يتضح انها حقوق الانسان الاوروبي في ثروات الدول الاخرى سأتركه لكي يراجع نفسه وقوانين حقوق الانسان ولماذا تطبق في بلدانهم وتصان ولا احد يفكر بالإنسان في دول اخرى، واسلحتهم هي التي تقتل الفرحة في دولنا نعم ساترك اوروبا ودولها وحقوق الانسان فيها ولكني مجبر ان انظر وبعدسات مكبرة عسى ان استطيع ان اقرا في سطور الصمت العربي الاسلامي وبرلمانات الدول العربية والمملكات العربية تفسيرا لصمتهم وقانهم في قبور منسية التي لم تسمع منها أي موقف اتجاه ما يحدث في هذه البقاع ولكنها كانت تلهث قبل ايام للاستثمار في كوردستان مما يدل ويعطي الاشارة الواضحة على دور فعال لبعض من الدول العربية في إسناد داعش وماعش ومن معها .
نعم لهذا الصمت العربي والاسلامي أثر كثيرا في الشارع الكوردي وزاد في هيجانه وخاصة بعد أن راى ان الحكومة الاتحادية المتمثلة بأحزاب شيعية قد اقرت قطع الارزاق ورواتب الموظفين عن شعب كوردستان ولم تزود الݕ-;-يشمرگه بالمعدات والعتاد العسكري الكافي مما أضعفها امام المعدات الكبيرة التي اهديت الى داعش وماعش. ومن الطرف الاخر ينظر الشارع الكوردي الى مجموعة السنة ويرى فيها داعش وكثير من المساندين لها المرتبطين بحكومة صدام حسين السابقة من البعثيين الذين اظهروا الحقد من القلوب لكي يغرزوا السم في هجمات الطاعون الاسود. هذه الامور وامور اخرى فردية نذكر منها الشيء بما حدث في سنجار بقيام بعض أفراد من العشائر العربية بإسناد داعش في هجومها على الايزيديين والمسيحيين هذه الامور زادت في الطين بلة واشعلت نار الحقد والشوفينية الكوردية في قلوب الشباب وما عادت حواصلهم تتحمل هذه الخطايا الكبيرة. لذلك تنامى الحقد الكوردي للعرب وظهرت في الافق علامات الحقد الكوردي للعرب والعكس صحيح وازدادت الشوفينية الكوردية وعلى اثر ذلك قررت وزارة الداخلية في إقليم كردستان السبت 09 أغسطس / آب 2014، اعتقال كل من يحرض على ترحيل العرب ومنع أي تظاهرة تطالب بترحيل العرب من الإقليم، مؤكدة أن وزارة الداخلية في الإقليم قررت اعتقال أي شخص يشارك في تظاهرة تحرض على ترحيل العرب. في الوقت الذي نثني على قرار وزارة الداخلية في اقليم كوردستان بهذا القرار نرجوهم ان يتابعوا بدقة ايضا مجموعات دخلت كوردستان وصفقت وهتفت بأحياء الدولة الاسلامية وخاصة من خلال منابر الجوامع والمساجد من الائمة والخلايا النائمة في كوردستان والقاء القبض عليها قبل ان تستيقظ وتشعل نار فتنة اخرى. وننبه الاخوات والاخوة من الشعب الكوردي بان يكونوا اكبر من ذلك ولا ينسوا ان ا الشوفينية العربية التي بدأت من ايام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اهلكت العرب ودولها واوصلتها الى موقف لا يحسد عليها. وتلتها شعارات بطل العوجة في سباق الدخول للجحر حيث قام وقعد وصرح باسم العروبة مما أدى الى تفتيت العروبة بيده ودخل الكويت بأسم بطل العروبة وضرب السعودية بنفس النهج. ولا نود ان نتكلم عن شوفينية الترك التي بدأت اخيرا في التراجع لكي تحترم قليلا الشعوب الاخرى. لذلك نقول لشعب كوردستان وشبابه حذار حذار من الشوفينية الكوردية
اما عن الدول الاسلامية وبرلماناتها والكارتونية والمملكات العربية للأسف الشديد انهم لم يحرروا كلمة او ينطقوا حرفا واحداً ضد هذا الارهاب الذي يدعي الاسلام في ايديولوجيته والجميع يعرف ان هذه المنظمات لا علاقة لها باي صورة بالإسلام وشرائعه للأسف لم نسمع فتوى واحدة من مرجعيات وائمة المسلمين تكفر ما يحصل بهذه الالاف المؤلفة من البشر والمؤمنين بالكتب السماوية. حتما مثل هذا الصمت غير المعهود من هذه الدول حيث طالما اشتهرت بطول اللسان وقلة الاداء سيكون محفزا واضحا لزيادة في الكره الديني والعنصر والشوفيني لدى المكونات الاصيلة والاصلية ضد الاسلام ومن يحمل رايته زوراً
واخيرا نقول ان داعش ضد الجميع فعلى الجميع ان يسند العراق و اقليم كوردستان والمكونات والشعوب والقوميات التي فيه وبغيره ستنقلب السفينة على الملاح وستقرع داعش ابواب هذه الدول واديانها، لأنها لا تؤمن الا بالقتل والارهاب نهجا في دولتها . ولنحذر جميعا ان نكون أداة من ادوات من الطابور الخامس المروج للتفرقة والعداء وتمزيق اللحمة الكوردية - الكوردية من خلال مزايدات الاحزاب وتنابز الالقاب، وترويج التفرقة لتمزيق الاخوة العربية – الكوردية من خلال تصريحات واتهامات اعلامية غير مجدية معزز ة للصراعات الشوفينية والقومية.

نهاد القاضي
12-08-2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو