الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعيداً عن السياسة ....لاتسألونى ما اسمه حبيبى

محمد منير

2014 / 8 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


وكما قال خالد الذكر "محمود شكوكو " ..الحب بهدلة .. وبعيداً عن السياسة والتسيس والمسيسين سأكتب عن العاطفة المصرية وعن الحب والكراهية عند المصريين ، فالعاطفة هى المحدد الأول لسلوك كل المصريين حتى فى السياسة والتسيس الذى أكتب بعيداً عنهما ، وهو ما جعل الحب بهدلة والكره أيضاً بهدلة .
زمان عندما كان أحد يقول لى إن شخصاً ما عاطفي، كنت استقبل الصفة بمعنى إيجابى مريح وكأنه مدح غير محدود .. وبالتجارب أدركت خطورة أن تكون عاطفياً فى مصر .
منذ سنوات مضت بسرعة ، قد تراها ذاكرتى قريبة ، وتراها ملامحى بعيدة ، وقفت أمام أحد رؤسائى المسيطرين المتباهين بقدرتهم على تلعيب المجتمع على الحبال وخاصة من هم تحت إمرته ، وقال لى بحكمة تقليدية " عارف مشكلة فلان فى الإدارة إيه .. مشكلته إنه بيحب ويكره ، مشكلته إنه بيدير بالعاطفة فمش ممكن يكون عادل " ، كانت كلمة حق صدرت من شخص غير مناسب فقد كان محدثى من الذين يديرون علاقات العمل بالحب والكراهية ، كان من الممكن أن ينصب القرد ملكاً للغابة إذا أحب القرد ، ويمسح بكرامة الأسد الأرض إذا كره الأسد ، وحتى محددات الحب والكراهية فى بلادنا لا تخضع لمعايير موضوعية ، فيكفى مثلاً أن تبتليك الصدفة بملامح وجه تذكر ولى أمرك فى أى مكان بملامح وجه شخص يكرهه أو ذكراه تؤرق ضميره "فيخفس" بك الأرض و"يرازيك" يومياً بأى مصيبة تشفى غليلة من الشخص الذى يكرهه ولا يشاهده أمامه إلا فى وجهك المبتلى ، ولو كنت نيوتن أو أينشيتاين لوظفك عامل معمل تحت رئاسة مهبول ليشاهد فى وجهك يوميأ مؤكدات انتصاره على الشخص الذى يكرهه والقابع فى ذاكرته وضميره .
أفرطنا فى الحديث عن الكراهية ولنتحدث قليلاً عن الحب ، فما أسعدك إذا حصلت على رضا ولى أمرك وحبه ، والساذج الذى يتصور أن العمل الصالح والخبرة والكفاءة هى الطريق لعاطفة ولى الأمر ، فقد اختلف الأمر ، وهو يحتاج منك أن تكون لماحاً فطنا ، وإليك بعض نصائح من لماح فطن ، إذا كان ولي أمرك من أصحاب الوجوه السمحة والميول الدينية فصلّ فروضك الخمسة أمامه ويا حبذا لو تبعتها بعشرين نوافل وبعض من التسابيح بحمده وبفضله والأدعية له ولذريته بالفلاح والزيادة فى الخير ، أما إذا كان " فوريجى " ، فبضعة روايات نسائية ، مع بعض التساليك تكفى للوصول إلى قلبه ، وما أسعد حظك لوكان متقمصاً شخصية المثقف العالم ببواطن الأمور ، يكفيك بضع عبارات مديح لآرائه التى لولاها ما انضبط الزمان وما استقام ، ولا مانع أن تكون أحلامه مصدراً لكل إلهاماتك اليومية .. ، وإذا كان من رواد الأندية الرياضية فانفخ صدرك وكن بطلاً وخبيرا صحياً وحمّر خدودك بالصحة والعافية .. وإذا كان من محبى الحيوانات فانقل الاحمرار من خدودك إلى منطقة أخرى وكن قرداً يتسلق الأشجار فى خفة ورشاقة أو كلباً ينبح بكلمات الحب لصحابه ويعوى على أعدائه .. المهم فى كل الأحوال لا تنس حصة التنكيل اليومى بالأغبياء الذين وضعوا أنفسهم فى فريق المكروهين ..
نسيت الحديث عن معايير الكفاءة والعمل والخبرة .. هى أشياء ليست مهمة ونسبية وتصنيعها سهل .. فلا داعى لأن نشغل أذهاننا بها
وفى النهاية لا تسألونى ما أسمه حبيبى .. حبيبى هو ولى نعمتى فى كل مكان وزمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا