الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصر غزة مميز و استثنائي .

خضر خلف

2014 / 8 / 14
القضية الفلسطينية


خضر خلف

نعم آلام وحزن يصيب فلسطين وشعبها ، وتتعدد تلك الآلام والأحزان في كل وقت وكل حين ، ومن خلال هذا الألم والحزن انطلق النصر من غزة هاشم ، وليس لها إلا الرجال الذين “صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً”.

هاهي غزة التي كُتب لها العناء والتعب والأحزان صامدة أمام العدوان وطمعه في تحقيق شيء ملموس ليبعد عن نفسه عار الهزيمة .. وجعل الله نخبة جيشهم وقادتهم أذلة ، و بمشيئة الله تعالى: “كلما أوقدوا ناراً أطفأها الله”، نعم وبلا أدنى شك ..وفي العشر الأواخر من رمضان تجلت بشائر النصر والثبات، وصمود رجال المقاومة الغزاويين الأبطال في أرض غزة ، أنهم أرهبوا الاحتلال وجيشه بكافة قواته وعتاده رغم إمكاناتهم القليلة محلية الصنع ، الاحتلال قهر جيشه الذي لا يقهر في نظر القادة العرب فجن جنونه الاحتلال والمتآمرين من العرب، فزاد الاحتلال من جرائمه على مرأى ومسمع العالم أجمع، وللأسف أمام صمت عربي وتخاذل عربي فاضح .

نعم بلا شك غزة حرقت ... قتل أطفالها ... نسائها ... شيوخها ... هدمت مساجدها ... بيوتها ... نعم عزة تألمت... غزة بكيت... غزة حزنت، رغم كل ذلك غزة ظلت طول الوقت قابضة على الرؤية الصحيحة، مدركة أن عدوها الحقيقي هو الاحتلال واعدت نفسها من اجل مقاومة الاحتلال، ولأنها امتلكت القدرة والرؤية فإنها تعرضت للإبادة للتدمير والاجتياح والحصار والتجويع .
واليوم للأسف أصبحت تعاني من تأمر وغدر االاشقاء العرب ، لأنهم وجيوشهم خجلوا من أنفسهم أمام صمود غزة ورجالها ، بقهر الجيش الذي لا يقهر، وأهم ما ميز هذا القهر أن صواريخ المقاومة الفلسطينية كافة تجاوزت كل الحدود التي يعرفها هؤلاء، ووصلت إلى تل أبيب وحيفا والقدس وغيرها لأول مرة في تاريخ الصراع العربي مع الاحتلال.
وأهلنا بغزة صمدوا و ظلوا يستقبلون القصف بالقذائف بالصواريخ من الدبابات والمدفعية والطائرات والبوارج البحرية بصدورهم العارية من عدوهم، والطعنات في ظهورهم من أشقائهم العرب ، ورغم كل ذلك غزة لم تنكسر ولم تركع، نعم رغم الدماء التي تسيل بغزارة بقيت غزة برجالها وأهلها صامدة. فلم ترتجف ولم تعرف الخوف ولم تستسلم ، فرجالها ذهبوا إلى أبعد الحدود، وردوا مقابل الصاع بصاعين، وكان القصف يقابله القصف والرعب يقابل بالرعب.
أهم ما ميز هذه الحرب أن الاحتلال أصبح عاجز عن حسم أي معركة و فقدَ قدرته على الردع، ولم يستطع الحد من قدرة المقاومة الفلسطينية عن أن تقصف المواقع التي ما خطر على بال الإسرائيليين أن المقاومة قادرة على بلوغها. لكن صواريخ المقاومة احدثت ترويع مخيف لدى الإسرائيلي لم يكن بالحسبان .

هذه الحرب أثارت انتباه العسكرين والساسة لدى الاحتلال ولدى القادة العرب هذه المرة أن المعركة تمت إدارتها من قبل المقاومة بطريقة تعجز عنها امهر جيوش العالم ... معركة تدار من فوق الأرض وتحت الأرض وبالطول والعرض، صواريخ تنطلق لا يبدو لها أثر ولا مكان على سطح الأرض، لتصل إلى شمالها - بحيفا - والوسط - بالخضره ونتا نيا - جنوبها بتل أبيب وضواحيها ومحيطها ، وإغلاق مطار بن غوريون و صافرات الإنذار تدوي في مختلف أنحاء المدن المحتلة، واقع وحصار أثار ذهول المسؤولين الإسرائيليين ودفع الآلاف إلى الاحتماء بالمخابئ.



ورغم الجروح والآلام غزة لم تقبل أن يصيبها الوهن أو تفقد الثقة بالنصر للمسلمين، غزة هاشم تؤمن بأن ( وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ-" (64) سورة العنكبوت ، وإن الصراع هو صراع بين الحق والباطل قائم إلى قيام الساعة.

نعم غزة حققت نصراً بالرغم من سنوات الحصار التي طالت القطاع ، نصرا جاء من خلال صمود أسطوري قاد إلى نصر مميز و استثنائي .

خضر خلف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م