الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل إنتهى حزب البعث في العراق ؟ : لماذا يرفض حزب البعث التنديد ب -داعش- وجرائمه في العراق ؟

عبدالله بنسعد

2014 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


توالت جرائم التنظيم الإرهابي "داعش" الذي ظهر فجأة وبقوة على الساحة العراقية منذ إستيلائه على مدينة الموصل في بداية شهر جوان ثمّ توسّعه إلى عديد المحافظات والمدن والقرى العراقية في الشمال والوسط لكنّ الملفت في الأمر أنّ حزب البعث في العراق يدّعي أنّ ما يحدث في العراق هي "ثورة تحرير" وهي ثورة كل الشعب ينخرط فيها
"مجاهدو البعث وفصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية كافة" (بيان 25 جويلية 2014)
غير أنّ هذا التنظيم الإرهابي يرتكب بصفة تكاد تكون يومية جرائم مريعة لا فقط ضدّ الأقليات التي تمثّل إحدى مكونات الدولة العراقية منذ تأسيسها (المسيحيون ، اليزيديون ، الأكراد ...) بل أيضا ضدّ بقية جماهير شعبنا العربي في العراق وخاصة منهم النساء لكنّ الغريب في الأمر أنّ حزب البعث لم ينبس ببنت شفة طيلة هذه الأشهر حول تلك الجرائم التي لا يمكن أن يقبل بها أي تنظيم سياسي يعمل من أجل تحرير العراق من الإستعمار وخاصة حزب البعث الذي حكم العراق لعقود طويلة في إطار دولة مدنية ولم يصدر إلاّ بيانا يتيما بتاريخ 8 أوت يرفض فيه القتال ضدّ إقليم كردستان دون أن يذكر بالأمس ولا بالتلميح التنظيم الإرهابي المذكور بل عنوان البيان يؤكّد أنّه "مع الفصائل الجهادية كلها" أي مع التنظيم الإرهابي "داعش" أيضا (البعث مع الفصائل الجهادية كلها يواصل ثورة التحرير ويرفض رفضا قاطعا القتال ضدّ إقليم كردستان).
هذا يدعونا إلى الإستنتاج بأنّ حزب البعث في العراق :
- إمّا أنّه متحالف مع هذا التنظيم الإرهابي وهو تأكيد لما قلناه سابقا حول التحوّل العقائدي لحزب البعث منذ سقوط بغداد حيث تخلى عن علمانيته ليصبح حزبا ذو مرجعية إسلامية (أنظر مقالنا في "الحوار المتمدّن" بعنوان : بين حزب البعث في العراق و"داعش" وبين الحقائق على الأرض والتضخيم الإعلامي ، أية سيناريوهات ممكنة في المستقبل ؟ بتاريخ 17 جوان 2014)
- أو أنّه خائف من سطوته وردة فعله وهو ما يعني بأنّ الحزب لم يعد رقما صعبا في الساحة العراقية وأنّ القرار بيد التنظيمات الإسلامية "الجهادية" أي الإرهابية وخاصة منها "داعش" علما وأنّ الأغلبية الساحقة للتنظيمات الإسلامية في العراق اليوم ، ما عدى داعش ، يقودها بعثيون سابقون أو جنرالات من الجيش العراقي السابق.
وفي كلتا الحالتين فإنّ هذا الموقف يعتبر موقفا خيانيا لدماء الشهداء وعلى رأسهم الشهيد صدام حسين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة