الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام و الصعلكة و الدين الجديد

بوشتى الركراكي

2014 / 8 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


اللهم اعز الإسلام بأحد العمرين هكذا كان يدعو سيد البشرية أن يهدي الله رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجالا الإسلام دينهم و ديدنهم، الإسلام و مرضاة الله غايتهم، الإسلام عقيدتهم في السر و العلن، رجالا لا هم بالمبدلين لكلمات الله و لا لعقيدته ، و ما بلغ الإسلام ما بلغ إلا بمثل هؤلاء عصب الأمة، فكر و حنكة و شجاعة و مروءة و قيم بعضها عاشوا عليها حتى في الجاهيلية، لا هم بسدنة المال أو السلطة، كانوا يهربون منها بقدر إقدامها عليهم و حين تحملوها تركوا ذكراهم في العالمين من خلال منجزاتهم و فتوحاتهم و علاقاتهم بالأمم و الشعوب و الأفراد.
أعداء الإسلام منذ أول الزمان لا زالوا على عهدهم الأول، حين اكتشفوا أن السلاح الأمثل لمحاربة هذا الدين هو محاربته من داخله، فاسلم العديد من الأعداء خوفا و طمعا و مكرا و خديعة، فأثاروا الفتن و القلاقل و أسالوا دماء زكية و قتلوا الأئمة و الخلفاء و ذبحوا وصلبوا و استباحوا حرمات الله. فتنهم أثرت على مسار الدولة الإسلامية و قطعت بعض أوصالها حتى صار الدم العنوان الأبرز لحقب معينة من تاريخ الإسلام عاشها العباد و الزهاد و المنافقين و شداد الافاق تحت راية واحدة كل يرى نفسه الأحق بالذكرو الأحق بان يرفع لواء الإسلام و على من تحتها الطاعة و الولاء كل يرى نفسه الفرقة الناجية لكن عند ربكم تختصمون.
اليوم أصبح الإسلام قبلة لمنتفعين جدد مسلمين جدد جماعات مرتزقة و عصابات بألوية تحقق الآمال و الأماني للأمم و الشعوب و الأفراد صحيح أن لا اله إلا الله أصبحت تسمع في جميع بقاع العالم، و خصوصا حيث يذبح الناس و يدفنون احياء و تقطع أوصالهم و لا تسمع إلا لا اله إلا الله. قتل و تنكيل في أبشع صوره الغاية منه التقرب إلى الله و نشر و إظهار دينه و إحياء شريعته و على يد من؟ على يد "الحباسة" و المجرمين و المرضى النفسيين و العصابات المأجورة و مافيات دولية. يكفيك لحية طويلة و أن تجتهد في حفظ كلمة التوحيد و التكبير و التهليل و ها انت جندي من جنود الله ترتدي عباءة الشيطان.
عشرات الآلاف يدخلون الدين الإسلامي و بوثيرة كبيرة اغلبهم منحرفين في السابق و أصحاب سوابق و عتاة في الإجرام الدولي بين عشية وضحاها أصبحوا مسلمين و حملتهم الغيرة على دين الله و أعلنوا الجهاد في سبيله.، أمر لا يصدق بل و غاية في الغرابة، و المرعب في الأمر أنهم يتجولون في الأقطار العربية بسلاسة و طول يد و حرية متناهية، فرحلتهم من فرنسا أو ألمانيا أو أمريكا او... إلى قلب العراق يتم في رمشة عين، الأمر هنا لا يتعلق بحارس حدود مرتشي أو دركي في ميناء او مطار سهل مأمورية مسافر بل الأمر اخطر بكثير، الأمر يا سادة متعلق بدول و أنظمة جندت و تجند هذه الميليشيات الدينية لغاية السيطرة بها و من خلالها على مقدرات بلدان إسلامية تتمتع بثروات" ماشي ديال وجههم" كما تستعمل جماعات الدين الجديد أسلحة ردع لدول أوروبية و افريقية لتكميم أفواهها من خلال عمليات إرهابية هنا و هناك الغرض منا إرسال إشارات مفادها أن يد المد الإسلامي المتطرف تطال الآمنين القريب و البعيد على حد سواء.
أصبح الإسلام يا سادة سلاح بيد الدول العظمى يفوق أسلحتهم المتطورة سلاح قوامه العنصر البشري الهارب من حياته إلى حياة أخرى، كل واحد يراها بشكل و بطيف حسب غايته،و لانجاح الغايات تستعمل الجهات الراعية للإرهاب السياسي علماء باعوا أنفسهم للشيطان، يفتون لضعاف البصيرة بمشروعية الجهاد هذا للمغرر بهم فقط، أما لعتاة الإجرام فهم لا حاجة لفتاوى مشروعية و عدالة القضية ، ما يحتاجونه فقط جواز سفر و رصيد بنكي بعد نهاية مهتهم التي انتدبوا لها.
داعش و النصرة و جيش محمد و أنصار الإسلام و غيرها من الجماعات الإرهابية العفنة كلها اسلحة بيد الغرب تديرها و توجهها كما تريد، أليس من البله المعرفي أن كل هذه الجماعات لم تتعرض لاسرائيل بسوء في عزة العدوان على غز؟، أليس من الحماقة أن يقوم جهاد اخلاق حربه تسمح بدفن البشر أحياء ، أي دين هذا؟ و أي وحوش هؤلاء؟ جعلوا أنفسهم أوصياء على دين الله، دين عمر و خالد ابن الوليد و حمزة و علي و ابن العوام و بلال و سلمان الفارسي،
إعلامنا المريض يطبل أكثر من اللازم لإسلام مغنية أو شطاحة أو قس أو كائنا من كان، تجد الخبر على الصفحات الأولى بعناوين بارزة " سوسينا صاحبة أجمل نهدين تعلن إسلامها" و يحلون ضيوف على التلفزيونات العربية "كيجاك الإسلام؟" ناسيين أن إسلامه و عقيدته أمر شخصي و ليس له بالغ التأثير على مسيرة الأمة الإسلامية، " مصاب غير نسلموا حنا لي مسلمين" لو صلحت عقيدتنا نحن 1.5 مليار مسلم لكان كافيا أن نصلي جماعة من البحر للبحر.
كم نحن سلعة غالية أرضنا تنبث ذهبا و ديننا أصبح بأيديهم مشتل لصناعة الأسلحة البيولوجية بأجساد حرم الله أن تلقي بنفسها إلى التهلكة.
لقد أصبحنا بيد قوى الشر نحيى زمن الإسلام و الصعلكة، ليست تلك التي كان عليها طرف بن العبد بل صعلكة بطيف جديد و مفهوم جديد ظاهرها الحق و باطنها فيه غاية الشيطان.
كثر أيضا من يدخلون ديننا الحنيف بعقيدة صحيحة و يقين صحيح و هؤلاء أكيد يصمون أدانهم عن سماع دعاة يرونهم بعين المبصر لجوهر الحق و لا يتأثرون بصراخهم على المنابر ، مسلمين عرفوا الدين حق قدره اسلموا و أحبوا الله و رضي عنهم أولائك هم الفائزون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في