الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاهيم ... (34 ) ... تشرق الشمس من الشرق لعامة الناس ... أما للأقوياء فتشرق من حيث ينتظرون

حكيم العبادي

2014 / 8 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أشارالملك العظيم من مقصورته في الملعب الأولمبي وهو يتوسط ولي عهده الصغير البالغ من العمر 9 سنوات ، وزوجته الملكة رائعة الجمال ( أوليميباس ) ، لضباطه ان يبدأوا لعبة ترويض الخيول .
كانت هذه اللعبة تقضي بان يقوم أفضل الضباط الإغريق ، وأشجعهم ، واكثرهم مهارة ، بالتنافس لترويض أكثر الخيول البرية جموحا ً ووحشية .
بمهارة يحسدون عليها تمكن ضباطه المميزون من ترويض جميع الخيول ، حتى جاء المهر الاخير .
مهر ابيض ، بعرف ٍ رائع ٍ طويل ، وبعيون غاية ً في السواد ، وبعضلات تناسقت حتى صارت أمنية لكل فنان ، وبذيل أقرب إلى شلال ٍ من نور !!! .
تساقط ضباط الملك أمام جموح المهر واحداً بعد الآخر وكأنهم كانوا على موعد ٍ مع الفشل !!!! .
- أبي !!! ... صرخ ولي العهد الصغير ... - أبي !!! ... أرجوك ، دعني أروض هذا المهر الذي فشل ضباطك في ترويضه ، أرجوك يا أبي !!!! .
أُسْقِطَ في يد الملك ، وهو يوازن بين خوفه على ولي عهده من خطورة المغامرة ، وبين إضطراره للموافقة ليثبت لحاسديه ، ولخصومه ، وللتاريخ ، وللملكة إبنة غريمه كيف هو ولي عهده !!!! .
أشار بالموافقة ، لكن قلبه العاطف الحاني الكبير كان يضطرب بخفقات لم يعهدها من قبل .
نزل الطفل الصغير مبتهجا ً ، منتشيا ً ، متسلحا ً برجولة ٍ لم يبلغها بعد ، وبدأ الضباط الفاشلون بالإبتعاد عن حلبة الترويض .
إقترب الطفل الصغير من المهر الجامح وأمسك بقياده بنعومة ... ثم أدار رأسه برقة نحو الجهة المعاكسة تماما ً ... ثم ربت على رقبته ... وعلى ظهره ... ومسد ما بين عينيه ... ثم إمتطاه بكل يسر !!!! .
ضجَّ الملعب بتصفيق هائل ٍ لا شبيه له ، وبهتاف ٍ لا تكرره السنين ، وبنظرات إختلط فيها الإعجاب بالحسد ، بطريقة ٍ ، قلما تعرفها الأيام !!! .
دار الفارس ، الطفل ، الملعب بطريقة خاصة ... وهو يتملك مهره كما لم يتملك فارسٌ حصانه ! !! ... تباهى كما لو ان الغرور لم يخلق لغيره !!! .
توجه بمهره نحو المقصورة ... حيا والده ووالدته ... هبط قافزا ً وسلم المهر لأكبر الضباط رتبة قائلا ً : (( هذا حصاني ... لن أسمح لاحد بركوبه !!!! )) .
لقد أحبَّ الطفلُ الحصانَ حد العشق !!!! .
بعد عشرة سنوات فقط يتوفى الأب ، ويحكم الشاب ذو ال 19 عاما ً بلاد الإغريق ... وسيجتاح العالم متوجها ً نحو الشرق !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
يلف بلدان الدنيا فاتحا ً وإتجاهه نحو الشرق دائما ً !!!! .
هذا الحصان إسمه بوسيفالوس ...
والطفل إسمه الإسكندر المقدوني !!! ...
والأب هو فيليب المقدوني ( الأعور )...
نسيت أن أخبركم أن فيليب حين عاد إليه ولده الصغير ظافرا ً ، ناجحا ً في ترويض المهر الجامح ، سأله كيف نجحت في ما عجز عنه أبطال جيشي ، وقادته يا ألكسندر ؟؟؟؟.
قال له : الأمر بسيط يا والدي !!!! ... لقد لاحظت أن المهر يخاف من ظله !!!! ... وكلما شاهد ظله على الأرض نفر و أسقط راكبه !!!! ... ولهذا غيرت إتجاهه بحيث يكون مسقط الشمس على وجهه ، ويكون ظله خلفه ... ولهذا لا يرى ظله على الأرض فيخاف ، وينفر !!!! .
نعم هذا هو السبب الذي حدا بالإسكندر ان يجتاح العالم متوجها ً نحو الشرق دائماً !!! ...
لقد أحب الحصان ... ولم يكن راغبا ً بإمتطاء جواد ٍغيره ... ولهذا غزا العالم متوجهاً نحو الشرق دائما ً لكي يكون مسقط الظل خلف الحصان الذي أحبه ، فلا يخاف حين يرى ظله فيرميه عن ظهره ، أو يضطر هو لتغييره !!!! .
لقد تفائل به ليغزو العالم !!! .
ملاحظتان :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1. كان معلم الإسكندر هو ارسطو ، وقد رافقه حتى وفاته !!!! .
2. حين بدأ ت خدمة الإيميل حاولت ان اجد لنفسي إسما ً مميزا ً لم يستخدمه أي مخلوق في الكون ، ولا يعرفه إلا النادرون ...ولهذا إخترت بوسيفال ، المخلوق الذي لا يعرف الا التوجه نحو الشمس ... وقد استخدمه مئات بعدي ولكن مع بعض التحوير ,,, اما بوسيفال دون اضافات فهو انا .

الدكتور حكيم العبادي
https://www.facebook.com/hakim.alabadi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو