الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ثلاثي جبران-يعانق بدموعه شجن العود

امتياز المغربي

2005 / 8 / 10
الادب والفن


عندما تتفجر انهار دموعنا المختبئة خلف قناع مقاومة الرضوخ، لجراحات الحياة، تشتاق دموعنا إلى لحن وتري، يجيش عما بخاطرنا من أحزان خرابات مدمرة. وعلى ألحان وتر نغفو، نحلم بأن هناك من سيحمل العصا السحرية، حتى ولو بالأحلام، ويجعلنا نحلم مثل البقية. هل نحاكم على احلامنا؟ لست ادري. و لكن في الواقع ما يترجم الرد .

تضاريس الوجه الفلسطينية ،دونت من خلال ايحائاتها الالم المستمر والوجع الدامي ،الذي عبر عنه اللحن الناطق في المعزوفات الموسيقية ،التي تخللت تجسيد حياة عائلة جبران في الفلم الوثائقي "ارتجال".

احب سمير جبران ،ان يعبر عن مكنونات تتفجر في دخله ،جبران ممنوع من الكلام ،ولا يسمح له باستخدام لغة الاشارة ،التي قد تدينه كارهابي ،اذا فكر ان يشير بايمائاته الى قضيته .فيذهب راكضا الى حيث العزف الملتحم مع الوجع الفلسطيني. بحث سمير عن الوطن والحب و العطاء المسلوب منه ، فوجد نفسه يحتضن العود ليعبر عن ثورة غضبه على كل ما يعترضه كونه فلسطيني من عرب الداخل.

صمت خلفه اعاصير من التمرد ،على واقع يعاني من الدمار، و بانفعالات عاضبة ، ورافضة و مستنكرة للمعاناة باكملها .احسن العود في ترجمة اوجاع وسام جبران الذي اغدق الكثير من مشاعره على عوده خلال تغريد الحانه الوترية الوردية.

تساقط اللؤلؤ من عينا عدنان جبران الاخ الاصغر سنا الذي باح بكل اسراره لعوده الصديق. يطل العناد من احداق عدنان، لكنه يرسم ذلك العناد لكل من حوله بمقطوعات موسيقية هي الاجمل من شاب في مثل عمرة مازال يعانق الطفولة الفلسطينية.

باقة المشاهد في فلم ارتجال سافرت بجمهور المشاهدين الى حيث المنصة. فوجدوا انفسهم شخصيات الفلم. وعبر ذلك عن تقارب المفاهيم و الاوجاع و الجراح و الالم في عائلة فردية مصغرة هي عائلة جبران التي جسدت ببساطة احلام الاسرة الفلسطينية و اوجاعها الحياتية والاحتلالية.

ريشة الفنان مارسيل خليفة ابدعت في استخدام الكلمات التي تشابكت مع نجوم السماء ورسمت خريطة لفلسطين متمثلة بالاسرة الفلسطينية والالحان و الاوجاع الازلية في الفلم الوثائقي "ارتجال" و ذلك خلال مقال نشر في صحيفة الايام قبل عرض الفلم على خشبة مسرح وسينماتك القصبة في رام الله.

نغمة تصفيق الجمهور الحارة نبعت من قلوب اتصلت بالفلم خلال دقائق عرضه وعاشت في زواياة واتحدت مع معزوفاته وشخصياته الحياتية . عبارات التقدير صاغها التصفيق المتواصل في نهاية عرض الفلم و رغبت الحضور في عدم مغادرة الصالة بعد انتهاء العرض.

صعدت الاسرة الفلسطينية الجبرانية الى منصة المسرح لتعلن ان البساطة في الحياة هي التي اوصلت ابنائها الى ما هم عليه الان، وان البداية كانت قصة حب على خشبة مسرح.

فلسطينين بدون اقنعه كل ما تمناه المخرج الفلسطيني رائد انضوني . رافق ذلك غلاف الهزيمة الذي حضر نفسه لها ، فما كان من الجمهور الا ان رفضها و توجها بطاقة النصر والنجاح المميز للفلم الوثائقي الفلسطيني.

بعيون بريئة ومصممة على خلق واقع مميز للمواطن الفلسطيني ولقضيته نجح ثلاثي جبران في المغامرة و التجربة وصياغة نظرية جديدة بأن للوطن وجوهاً وعقولاً تحبه ،من خلال صناعة قد لؤلؤ من الجمل الموسيقية، غزلته على اوتار اللحان حياتنا غير الاعتيادية لشعب يحمل قضية غير عادية ، فلهم منا كل التحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هوليوود في دقائق.. خيارات صباح العربية لك في السينما والمنصا


.. بعد هروبه من بلاده بسبب القمع.. المخرج الإيراني محمد رسولوف




.. فيلم -أنورا- يحصل على السعفة الذهبية.. تعرف على جوائز الدور


.. الأهلي هياخد 4 ملايين دولار.. الناقد الرياضي محمد أبو علي: م




.. كلمة أخيرة -الناقد الرياضي محمد أبو علي:جمهور الأهلي فضل 9سا