الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اليسارُ المتكلس
عبدالله خليفة
2014 / 8 / 15ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
تداخل اليسار في الشرق مع ولادات الرأسماليات الحكومية الشرقية فيها. كانت هذه لحظة لقاء معقدة وتركيبية، وذات إشكاليات متعددة، تضافرَ فيها اليسارُ الغربي مع الشمولية الشرقية، والرغبة في القفزة النهضوية مع الاستبداد، وتسريعُ الحداثةِ مع هياكل اقتصادية متخلفة جامدة، وتم جلب أحدث الأفكار التقدمية لوعي شعوب تعيش في قرون سابقة!
أسرعت قوى سياسية في تنميط موديل سياسي يساري نهضوي رأت فيه الشفرة الموجزة والمتكاملة وجعلت من الدكتاتورية طريقة سياسية لحل كل هذه الإشكاليات.
تداخل الموديل التاريخي العابر مع إطلاقيات مقدسة وأنه يؤدي إلى زوال الرأسمالية في العالم ككل، وتوجه لإزالة الأديان والقوميات (الشوفينية) وإحلال لغة قومية لشعوب أخرى.
الطريق الرأسمالي الحكومي الشرقي عامة وصل إلى طريق مسدود، وعادت الرأسمالية السوداء والفوضوية وعاد الدين المحافظ ليتبوأ مكانة مقدسة، وعجزت اللغة القومية عن أن تكون لغة عالمية للشعوب التي عادت إلى لغاتها وتقاليدها العتيقة!
أخذ اليسار الشمولي ينهار وينعزل، ولا يقدم إجابات عن الأسئلة المعقدة والمركبة للشعوب الشرقية، واستمرت أصواتٌ يسارية قليلة ونادرة في مثل هذا الزحام بين يسار شمولي متآكل تاريخياً وقوى رأسمالية بيروقراطية امتلأت بالفساد ونهج العصابات. بين قوى شعبية عاملة يئست أو تجمد وعيها واضطربت أفكارها بين يسار شمولي وعد بالجنة، وبين جنان رأسمالية في الغرب تهفو إليها!
كان نجاح اليسار الشمولي في تصعيد التنمية الهائلة لهذه البلدان وبين إخفاقات الديمقراطية والتطور الاجتماعي المتكامل، بين خلق نهضة كبرى لا أحد قادر على إنكارها، وبين دهس الشعوب ورفض حرياتها وتعبيرها عن ذواتها، تناقضات ضخمة استعصت على الحل التاريخي الملموس في ظرف زمني قصير قياساً لعمر الحضارات!
وكان غياب التطور المتكامل الجامع بين النهضة الصناعية والتحديث والديمقراطية، له ثمن فادح، في قفزة القوى الدكتاتورية الحكومية العسكرية والاستخباراتية إلى سدة الحكم، وفي تدمير الكثير من إنجازات القطاعات العامة، وتصعيد مليونيرات من الأقبية السرية للبيروقراطية، وفي انهيار المؤسسات العامة للثقافة ودعم الدول للمفكرين والمبدعين.
كان السؤال الخطير هو: لماذا عجزتْ هذه التجاربُ العالمية الهائلة عن إنتاجِ يسارٍ يجمعُ بين التنمية والديمقراطية، بين تقدير الأديان ونقد جوانبها المحافظة السلبية، بين قيادة القوى الاشتراكية المفترضة واحترام المؤسسات الديمقراطية التي تكونت في بدء الثورات؟
ولماذا تم مجاملة القوى الحاكمة وعدم نقدها وتسلق قنواتها السياسية؟
كانت هزيمة الاشتراكية الديمقراطية التعددية وسيطرة النموذج (الشيوعي) كارثة في تطور شعوب الشرق، رغم أنه كان في خلال عقود نموذج الحلم المسقبلي.
لا بد من بحث نتائج هذه العملية الآن، بعد سنوات من الصراع بين الموديلات السياسية المختلفة، وخاصة بين اليسار الشمولي واليسار الديمقراطي، ماذا حدث؟ وما هي نتائج الانهيار؟ وهل ظهر يسار ديمقراطي يجمع بين التنمية والديمقراطية؟ بين احترام الأديان والتقاليد وشق الطريق لصعود قوى الكادحين؟
ماذا تقول الأحزاب الشيوعية عن تجاربها؟ وهل ظهرت أحزاب اشتراكية ديمقراطية؟ وما هي أوجه الاختلاف بينها؟ وهل ثمة صيغ متقاربة ومتداخلة؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الزمن كفيل لترقي هذا القرد(المتكلم)!
حميد كركوكي {صيادي}
(
2014 / 8 / 15 - 09:18
)
في أعماق كينونة إنسانيتنا جرثومة {الملكية الفردية } من المستحيل فرض عالم كوزموپوليتي وغير طبقي على هذا القرد المتقدم نسبيا، في هذا العصر، عصر الإحظآر الديني { الفترة الأخيرة هذه للفكر الماورائي )!
الزمن كفيل بترقي هذا القرد المتكلم، عندما 7 بلاين منها تتعلم القرآة والكتابة وتتغلب على المجاعة الأفريقية والديانة الشمولية الأسلامية ووضعها في مكانهاالمناسب{الجامع} فقط.
التغير الطبيعي التدريجي للأمپريالية الأمريكية الحتمي فكريا! وشطب شعار (بالله الإعتماد) من عملتها العالمية الدولار وعزل المسيحية واليهودية المتطفلة على كيانها الفكري والمستحمقة للطبقة المتوسطة والفقيرة! والإمتناع من إختراع المشكلات الإقليمية في سبيل هيمنتهاالأحادية {القطب الأحادي} للأسواق العالمية بعد أن إندحرت {الشيوعية الشمولية} في السوفيت حيث جعلت اليسار تتكلس و تنطوي على نفسها وخجلها لصارع الإمپريالية وبذلك ظهرت يسارية منافقة و صفيقة وفي أحضآن الرجعية والكمپرادورية العشائرية والدينية الغيبية الغبية.
هذا وشكرا.
.. قراءة في المشهد العربي ، في ضوء وعي الفوات الحضاري - يديرها
.. مسيرة احتجاجية إلى دافوس: المتظاهرون يعترضون على سياسات المن
.. سؤال شفهي : -مشاريع تحلية المياه- من الرفيقة زهرة المومن، با
.. الرفيق عدي شجري يتقدم بسؤال شفهي بشأن -التدابير الحكومية الر
.. تعقيب إضافي للرفيقة مريم وحساة حول - التدابير الحكومية الرام