الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاجل عاجل إلى أطراف التحالف الوطني

محمد ضياء عيسى العقابي

2014 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



أعتقد أنه أضحى من الواجب أن تتوقف التعليقات الجارحة والتهجمات الصادرة من أنصار أطراف التحالف الوطني نحو بعضهم البعض لأنها تضر ولا تنفع؛ والتركيز على دفع قيادات تلك الأطراف للتعاون والتلاحم والإنسجام فيما بينها وتجميد الخلافات وتأجيل الإمتعاض والعتب والمضي بروح وعقلية مسؤولة عالية إلى صياغة رؤى ستراتيجية موحدة للتحالف في المجالات الداخلية والعربية والإسلامية والعالمية وفرضها على مجلس النواب بواقع الأغلبية الكبيرة التي يتمتع بها التحالف الوطني كي لا تدع مجالاً لذوي المصالح الضيقة من الطغمويين(1) الذين تقلص عددهم وإنحصر برؤوس قليلة بزعامة أسامة النجيفي، والشوفيينيين الجدد وعلى رأسهم مسعود البرزاني - إلغاءَ فاعلية هذه الأغلبية ومحاولة تشويه أو الإطاحة بالديمقراطية عبر استغلال الخلافات الثانوية لأطراف التحالف الوطني. ولنا من سيطرة داعش على مساحات واسعة من العراق بدعم خارجي داخلي جرس إنذار عنيف.
على جميع اطراف التحالف الوطني الإقتداء بالعبر التي وردت في الخطاب الرائع الذي القاه الرئيس المالكي يوم 14/8/2014 والذي أظهر في عمقه أنه رضي بالتنازل إحتراماً لوحدة الصف وللمرجعية الرشيدة التي لا ينفع الديمقراطيةَ بشيء الجدالُ حول موقفها الآن فالوقت ليس وقت عتاب (ولنا ملاحظات في هذا الصدد) بل وقت توحيد صفوف التحالف الوطني لمواصلة السير(2) في تنفيذ جوهر سياسة بناء الدولة الديمقراطية وتحقيق التنمية في جميع المجالات ومكافحة الإرهاب ودحر محاولات إفشال الديمقراطية؛ وبالأخص مواجهة الهجمة والمخطط الأمريكي الطغموي الداعشي الرامي إلى إثارة إقتتال شيعي - شيعي على مستوى الشارع لتمكين أداتهم المجرمة داعش من التسلل تحت جناحه لإستكمال المخطط الأصلي الكامن وراء هجومها على الفلوجة والموصل وتكريت وديالى بالإندفاع نحو مدن الوسط والجنوب للقيام بحملة إبادة شاملة وتهجير واسع إلى خارج العراق وتوطين أجانب من جنسيات الإرهابيين المقاتلين في سوريا والموصل وذلك من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في العراق من شأنه أن ينتزع 81% من نفطه، العراق، من أيدي الأغلبية الشيعية وتقديمه لقمة سائغة لشركات النفط الإحتكارية عبر صيغة "المشاركة في الإنتاج" ونقض الصيغة المأخوذ بها من قبل حكومة الرئيس المالكي وهي صيغة "عقود خدمة عبر جولات التراخيص الشفافة" والفرق بين ربحي الصيغتين يقارب ال (25) ضعفاً.
يجب التركيز على الأمور التالية:
1- جاء تنازل المالكي إحتراماً لرأي المرجعية الرشيدة ولوحدة صف التحالف الوطني وزرع الروح المسؤولة في قادة بعض اطرافه. ولم يكن التنازل إمتثالاً لرغبة أمريكا أو أي طرف داخلي أو دولة أجنبية حرّضتها أمريكا أبداً. فأمريكا إن لم تكن عدوة للشعب العراقي فهي ليست صديقة له على أقل تقدير. الصديق لا يزرع داعش على حدودنا في سوريا و"يسكت" عن إرسالها للعراق ويحرمنا من سلاح الطيران بعد تدمير ما كان لدينا ويعارض الجيش الرديف الذي أعلنه المالكي ويعارض دعوة الجهاد الكفائي التي أعلنتها المرجعية الرشيدة ودعمتها المرجعيات الخيرة الأخرى بل عارض حتى قيام الطيران السوري بضرب ارهابيي داعش في مدينة القائم الحدودية.
2- إن موقف المرجعية الذي ضحى بالإستحقاق الإنتخابي الدستوري أراد وضع المتحججين على المحك: فإما الإمتثال للدستور والديمقراطية لنصدقكم وإلا فأنتم تريدون التخريب الشامل تحت غطاء "لا يمكننا التفاهم مع المالكي". الآن تنازل الرجل بشرف فما هي حجتكم؟ تكلموا بشرف أيضاً.
3- ضرورة إفشال مخططات الأمريكيين وعملائهم في الداخل والخارج الرامي إلى تأجيج قتال شيعي - شيعي على مستوى الشارع، ففي هذا القتال خراب العراق والمنطقة تماماً بسيطرة داعش ونجاح مخطط التدمير الأمريكي الصهيوني السعودي التركي القطري.
4- وجوب إفشال مخططات الإمبرياليين وعملائهم الداخليين والخارجيين وعلى رأسهم تنظيم داعش الإرهابي وداعموه - المخططات الرامية إلى القضاء على فسيفسائنا العراقي الجميل. يجب إحتضان التركمان والمسيحيين والأزيديين والشبك والكاكائيين والصابئة المندائيين والكرد وخاصة الفيليين واليهود وإسكانهم في العيون والقلوب ريثما يعودوا إلى بيوتهم معززين مكرمين.
5- تعزيز التعاون مع الدول الداعمة لطموح العراقيين في حياة حرة كريمة ديمقراطية على أسس المصالح المشتركة والشفافية وعلى رأسها إيران ودول البريكس أي الاتحاد الروسي والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.
6- تعزيز التعاون والتضامن مع الدول العربية الشقيقة الرافضة للمشروع الإمبريالي الصهيوني التركي السعودي القطري الرامي إلى تصفية القضية الفلسطينية والتطبيع مع إسرائيل وإلى تشتيت الدول العربية وضرب رابطتها وتسفيه جامعتها وتفتيت كل دولة من داخلها ومنع تضامنها والسير نحو وحدتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته: “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع أحد الروابط التالية رجاءً: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
(2): فيما يلي المنجزات الأساسية التي أصبحت من الثوابت التي لا يجوز التراجع عنها:
- مقاومة محاولات الأمريكيين وعملائهم في الداخل لتشتيت الشعب العراقي عموماً والشيعة بالذات.
- المحافظة على الثروات الوطنية وخاصة النفط ورفض صيغة “المشاركة في الإنتاج” والأخذ بصيغة “عقود خدمة”.
- رفع معدل الدخل الشهري للمواطن العراقي من ربع دولار إلى 400 دولاراً .
- رفع الإنتاج النفطي فتخطى مستوى ما كان عليه قبل عام 2003. لقد جنب ذلك العراقيين ويلات الأزمتين الإقتصادية والغذائية العالميتين.
- إصدار قوانين رعاية ودعم إجتماعي وتقاعد لصالح الجماهير وخاصة الفقيرة ومحاولة تحقيق العدالة الإجتماعية ومجتمع الكفاية والكرامة.
- تحقيق نسبة عالية من الإكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الزراعية المهمة كالحنطة والشعير وذلك عبر المبادرة الزراعية.
- إطلاق مبادرة التعليم العالي.
- رفع الرصيد الإحتياطي من العملة الصعبة إلى ما يقرب من 80 مليار دولار بعد أن كان العراق مديوناً بمئات المليارات.
- إخراج العراق من طائلة الفصل السابع.
- إخراج القوات الأجنبية.
- عدم منح الأمريكيين أية قاعدة أو موقع عسكري وكانوا قد طلبوا 320 منها حسب صحيفة الاندبندنت البريطانية.
- إسترجاع الإستقلال والسيادة الوطنيتين المفقودتين منذ عام 1991.
- مقاومة الضغوط لشن حرب مفتعلة ضد ايران للتسلل تحت جناحها لتدمير مفاعلاتها النووية.
- مقاومة الضغوط للمساهمة في تدمير الدولة والجيش العربي السوري.
- عدم المساهمة في ضرب محور المقاومة العربية وتصفية القضية الفلسطينية.
- مقاومة الهيمنة السعودية القطرية الخليجية على الجامعة العربية التي تسببت في إخراج الجامعة عن مسارها الصحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالة رائعه وطنيه عراقيه عرضا واستنتاجات ادعوكم لق
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2014 / 8 / 15 - 22:01 )
شكرا أستاذ ضياء على هذا الجهد الرائع في تنوير الراءي العام العراقي بالراءي السديد المدعوم بالوقائع الحقيقية بعيدا عن اضاليل الحاقدين الطغمويين والبعثوهابيين والاغبياء من الانانيين
شكرا ثانية أستاذ ضياء العقابي

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة