الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الأعلام وثقب الهلام

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2014 / 8 / 15
كتابات ساخرة


قبل ثلاثة أيام ظهر خبر عاجل على الفضائيات قال في حينه أن الرئيس (أوباما) سيظهر بعد ساعة ليلقي خطاباً عن العراق , على الفور أنتقلت الى الغرفة الأكثر هدوئاً في البيت حاملاً علبة السجائر و البيبسي و الكرزات لأستمع بتمعن لذلك الخطاب , فهو في نظري سيكون الأكثر تأثيراً على المستقبل القريب للعراق , لم أنزل (الريموت كونترول) من يدي طوال تلك الساعة , أصبت بحالة من الهستيريا كانت مزيج من الفضول و الترقب والأنتظار , أنتقال مستمر لا على التعيين مابين القنوات , حتى أتت لحظة الفرج , ظهر أوباما واقفاً أمام البيت الأبيض , العالم كله ينتظر ماسيقول هذا الرجل الذي يحكم العالم ويؤثر في كل قرار , وكانت الصدمة أخوتي الكرام , فخطابه كان مقتضباً جداً , ساند فيه تشكيل حكومة جديدة و أهتمامه بالمدنيين في العراق ! أقل من نصف دقيقة , كان هادئاً رغم مسحة الأمتعاض , لم يشتم بوش لأنه ورّطه بقضية العراق , ولم يتطرق الى (الشهداء) من الجنود الأمريكان الذين سقطوا دفاعاً عن أميركا و الصليب في العراق , ولم يذكر أسماء القتلى من (عصابات داعش) في الغارات رغم أن الأقمار الصناعية صورتهم وكذلك رآهم الطيّار الأمريكي وهو يصول على الأرهاب , و نسي أيضاً مسألة المساعدات التي قدمها للنازحين بالأرقام والكيلو غرام , لم يشجب أفعال الأعداء التاريخيين لبلاده و لم يثني على الأصدقاء , حاول التقليل من شأن ما قامت به أميركا خلال البضعة أيام الأخيرة , لم يبالغ أو يدعي بل ألتزم بالمقولة العربية التي نسيناها نحن مخترعوها (خير الكلام ماقل ودل) , لم يكن متفضلاً على أحد وكان خطابه يتناسب تماماً مع الفعل الذي قدمته دولته في هذا المجال , وشتان مابين ظهور رئيس أميركا العظمى و ظهور (مسؤولينا) في واجهات الأعلام . في حالتنا أعتدنا ظهور شخصيات أول ما يتبادر الى أذهاننا و نحن نطالعها أن يتخذ قرار سريع بتغيير أسم الـ (عراق) الى الـ (عراك) , البعض منهم مستنسخ فعادة مانجده حاضراً في أكثر من قناة , يسيئون للمشاهد أكثر مما يسيئون لأنفسهم بقلب الحقائق وتسويق الخرافات والأوهام , أغلب الناس يئسوا من رؤية أي جديد يفضي الى أمل بالخلاص من هذا (الچـيح) المسمى مستنقع التخندق و الصراع , صراع بين الطوائف , وداخل الطائفة الواحدة و بين الأحزاب , وشخوص الحزب الواحد يتصارعون فيما بينهم , فبنتا نشهد كل يوم أنشقاق , وظهور الجديد من المسميات التي تفرق الجماعات , المكسب الوحيد الذي حصل عليه المواطن هو وصول أنواع جديدة من الشتائم يتناقلها البسطاء , فالناس على دين ملكوها و إن أنحدروا بهم الى الظلمات .
وتبقى الحقائق ثابتة مهما كانت الحال , فعندما يكون الواقع مضطرباً لايتلائم مع طموحات الناس , يلجأ الأخيرون الى أي شخص يحملونه الأسباب , وبسبب السيكولوجية البدائية لبعض أصحاب القرار و أرتماسهم القسري في أفكار عقائدية لاتزيد عن حدود الكلام , و من خلال نافذة الأعلام سارع القريبون للسلطة في أشباع غريزتهم بحب الظهور و لذة الخطاب , فيأتون بأرجلهم ليجلسوا قبالة الشعب وهم خالين من كل أنجاز , لايعلمون حجم الخطر الذي يجازفونه , فهم كلما ظهروا وأيديهم فارغة على الشاشات أنخفضت شعبيتهم وأزداد كرههم بسبب المقارنة بين مايقولون و بين الواقع الواضح للعيان , الزبدة أن على المسؤول التقليل من ظهوره على الشاشة والأكثار من فعله الأيجابي عندها ينال الرضا و الأهتمام و يخلّص نفسه من لسان الناس خصوصاً أهل العراق , فلايخفى عن المتعمقين أن أكثر ما سبب أقصاء (دولة رئيس الوزراء) ظهوره في الكلمة الأسبوعية يوم الأربعاء وهو خالي الوفاض , في الأربعاء الأول تابع أغلب الشعب العراقي تلك الكلمة , وفي الأسبوع الثاني أنخفض العدد حد الأنقراض !
خبر سعيد سمعته أن السيد العبادي و المتباحثين معه (وفقّهم الله) قرروا دمج وزارتي النفط بالكهرباء و ألغاء (الوقفين) وضم متعلقاتها الى وزارة التربية و التعليم العالي , وأن هناك حديث يدور حول أعادة تقييم وبناء لشبكة الأعلام !
أنتظر خبر سعيد آخر بأن تنظف تلك الشبكة من الطفيليات والهلاميات وأن تتعاطى وفق مبدأ المصلحة العامة و درء الضرر العام , بأن تنتقل من (مصيدة الثقب أسود) ذلك الذي يقلب الأشياء الى ( هلام) , لتكون فضاءاً رصيناً يجمع أبناء العراق لتنفتح على محبي الوطن الصادقين على شاكلة سرمد الطائي و علي عبد الأمير عجام وغيرهم ممن عرفوا بالصدق والأنصاف خلال العشر سنوات , أستأذنكم لمشاهدة الأخبار عسى أن أرى جديداً يزرع الأمل ويبشرنا بالسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان