الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات حرب غزة 2014 على حركة حماس والسلطة الفلسطينية و الاقليم

نافذ الرفاعي

2014 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لا يستطيع احد ما قراءة تبعات حرب رمضان 2014 بعزل عن تفاعلاتها على كافة الصعد والمجالات سواء المحلية او العربية او الاقليمية وعلى صعيد العدو الاحتلالي.
انها ليست حماس التي عرفتموها والتي كانت ضعيفة التجربة ساذجة الفعل، بل هي مختلفه تماما عما كانت .
لقد ساهمت الازمة السورية وموقف القيادة السياسية لحماس بالانحياز الى المعسكر القطري المعادي للاسد الى تدهور العلاقة ما بين حماس ومعسكر المقاومة الممتد من ايران ىسوريا وحزب الله، لم يستسلم الايراني لهذا التغيير السلبي والذي يطال الساحه الفلسطينية مدركا ان فلسطين راية عربية واسلامية تحصد الاعجاب الدائم .
وبالتالي لضرب المحاور المعادية كان هناك ضرورة لاختراق غزة وفتح قنوات مع حركة حماس والجهاد الذي يتمتع بعلاقة استراتيجية مع حزب الله ومع ايران ، وكذلك جموع كتائب فتح العسكرية والتي بلا دعم مادي او عسكري او اتصال قيادة فتح في رام الله.
واستعادت ايران التحالف مع القيادة العسكرية لحماس وكتائب القسام على الارض ودعم منظومة الصواريخ ، وانشاء مصانع في غزة لصعوبة تهريب الصواريخ والاكتفاء بالرؤوس المتفجرة والقطع الالكترونية سهلة النقل ، وحفر وتطوير الانفاق والابار والتمويه والاختفاء ، وتعزيز القدرات الامنية والعسكرية والرصد والتمويه.
نتيجة التغيرات على الصعيد المصري وقعت القيادة السياسية لحركة حماس في مأزق الرواتب والخدمات، وهنا تم تأثير الجهاز العسكري بضرورة التخلي عن السلطة وتبني عنوان المقاومة ما يشبه نموذج حزب الله ، حيث تتحمل السلطة الفلسطينية اعباء الرواتب والصحة والتعليم والخدمات.
ومع ثلاثين يوما من الحرب والوقائع على الارض احدثت زلزالا سياسيا على الصعيد الفلسطيني والاقليمي واهمها:
• أعادت المعركة العسكرية مع العدو الى الواجهة ، وشهوة الانتصار او الدفاع وإيذاء العدو المتغطرس والذي يقتل ويعتقل ويبني مستوطنات ويذل ورافق ذلك عقم المفاوضات والسخط المصاحب.
• اسقطت الاسترتيجيات القديمة من قاعدة ارتكازية في الاردن او لبنان ، ورسخت غزة كقاعدة إرتكازية لشن حرب التحرير وتحقيق الانتصار.
• اسقطت الكذبة العربية الكبرى للأنظمة الدكتاتورية والعميلة بدعوى الدفاع عن فلسطين ، وخاضت المعركة وحيدة بجبهتها الداخلية ودون جيش الانقاذ العربي على الصعيد العسكري.
• اسقطت الجامعة العربية ومقولة الجبهة العربية المساندة وأثبتت ان دول امريكا اللاتينية افضل من الحليف العربي الرسمي.
• كشفت كذب النفاق الاوروبي الحليف التاريخي للحركة الصهيونية منذ ان انشأها وانه لم يتنازل عن مصالحه الاستعمارية ، وان ما يسمى المجتمع المدني في هذه الدول يناصر فلسطين والإرادة السياسية مع اسرائيل ، اذن ليسقط هذا المجتمع المدني الرخو والذي يخدر المشاعر لان قياداته استعمارية بلا حدود .
• عرت حلفاء المحور الامريكي على انه وسيط نزية وتغير موقفه، وان اوباما يختلف واثبت انه عبد زنيم في الادارة الامريكية يقبل الحذاء الصهيوني ولا يجرؤ على بنت شفة.
اما التغيرات على صعيد الجبهة الفلسطينية فهو كالتالي:
• على صعيد حماس لقد تراجعت القيادة السياسية لمصلحة القيادة العسكرية وانكسار المحور القطري التركي لصالح محور ايران حزب الله وسوريا والمقاومة في غزة.
• ان العسكر المنتصرون يفرضون اجندتهم وهي انتزاع القيادة بعدما فقدت القيادة السياسية من خلال تراجع تنظيم الاخوان المسلمين العالمي والجار المصري، وقفت ايران الى جانبهم مالا وسلاحا وتدريبا ايران وحزب الله وسوريا، اذن لا بد من صعود السيد في غزة على نمط السيد حسن نصر الله ، والمؤهل الوحيد هو البطل محمد ضيف أي السيد محمد ضيف مرشدا وإماما وقائدا أعلى للمقاومة.
• فصائل غزة تنحاز لقيادتها العسكرية الموحدة والقادمة الى الطريق وهي تفرض اجندة جديدة ، ان حرس الرئيس والسلطة ليس لها تواجد سوى على المعابر وترتيبات الشرطة المدنية وبقية الاجهزة الامنية ممنوعه من التواجد على ارض غزة، تحت دواعي التنسيق الامني.
انطلاقا من ضرورة تعزيز الحصاد السياسي وتقاسم الادوار ما بين رام الله وغزة يتطلب ذلك عدة خطوات هامة :
اولا : وضع خطة عمل طارئة من رام الله لملاحقة المحتل ومجرمي الحرب الصهاينة.
ثانيا : تغيير استراتيجية المفاوضات بان تتم تحت الضغط الفلسطيني بتوجيه مذكرات جلب للقادة المجرمين ألصهاينة وهي افضل من اساليب الاستجداء للأمريكي والأوروبي العربي ليضغط ، ونحن نملك الضغط المرعب لهم.
ثالثا: ان مهام رام الله هي الثورة الشعبية ومقارعة المستوطنين وخوض المعركة الاعلامية في فضح الاحتلال ومحاصرته وتبني استراتيجية اعلامية مبرمجة والاستفادة من كافة الخبرات والكفاءات .
رابعا : الاستفادة من كافة المؤسسات القانونية الفلسطينية والدولية والإنسانية وتحضير ملفات لقادة العدوان والمستوطنين.
خامسا: تبني استراتيجية عزل اسرائيل دوليا والمقاطعة الاقتصادية على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية.
سادسا : شن حرب دبلوماسية واسعة الشمول تتحرك من خلالها السفارات الفلسطينية والجاليات الفلسطينية والعربية وأصدقاء الشعب الفلسطيني في كافة الدول والتجمعات الدولية . وضرورة وضع خطط واستراتيجيات وبرامج لذلك.
ان الاهم من اجل تحقيق ذلك بشكل فوري اقالة حكومة الحمد الله والتي اداؤها سلبي جدا واعادة رجل او سيدة نشيطة مثل عصر سلام فياض ، والاستعانة بتكنوقراط وطني يؤمن بفلسطين وليس مصالحه الذاتية حال كثيرين.
عودة الى ما قاله القائد الراحل هاني الحسن: مجرم من يزرع ولا يحصد".
لقد زرعت حرب غزة 2014 فخارا لفلسطين شعبا ومقاومة وضرورة ان يقوم بالحصاد ادوات جديدة وطنية تحب فلسطين وتؤمن بالشعب وقدراته، وان الاحتلال لا يرحم ويستحق الهزيمة الماحقة كي يرضخ لمطالبنا العادلة في الحرية والاستقلال، أتمنى قيادة فاعلة لتبشر بعصر الانتصار القادم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر