الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخبوا من شئتم ستظل مافيا المال والسلاح و الإعلام هي التي تحكم

بشير الحامدي

2014 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


انتخبوا من شئتم ستظل مافيا المال والسلاح و الإعلام هي التي تحكم
ـــ
" إن الأنجليز اعتقدوا أنهم أحرار لأنهم ينتخبون ممثليهم كل خمس سنوات، دون أن يدركوا أنهم ليسوا كذلك إلا في يوم واحد كل خمس سنوات"
جان جاك روسو
ـــ
"أن تقرر من سيتخذ القرار ليس نفس الشيء أن تقرر لنفسك"
كورنيليوس كاستورياديس
ـــ
الانتخابات في الديمقراطية التمثيلية دائما وتاريخيا كانت سلاحا بيد الأقلية التي تملك لفرض الأمر الواقع على الأغلبية التي لا تملك وما الأمر الواقع إلا إعادة إنتاج علاقات المصنع وديكتاتورية السوق في البنى الفوقية أي في بنية الحكم.
في الديمقراطية التمثيلية لا يهم من يحكم المهم أن تدور عجلة السوق لأنه بعجلة السوق يبقى النظام محافظا على أساس وجوده.
في الديمقراطية التمثيلية السياسة تجمّل بؤس علاقات الاقتصاد تجمل العلاقات عموما بإنتاج جنيس لها وهمي بقناع وتتكفل ماكينة الدعاية والإعلام بإنتاج الوهم الوثن.
في الديمقراطية التمثيلية تعتنق الحشود الوهم وتعيش على الوهم وتختار بؤسها وتشيُؤَها بأوهام .
في الديمقراطية التمثيلية كل شيء بيد الأقلية المالكة لرأس المال: الدساتير القوانين التعليم الإعلام السلاح...
في الديمقراطية التمثيلية يمكن أن يستصدر 240 نائبا قرارا يهم 10 ملايين أو حتى 50 مليونا أو مائة أو حتى أكثر.
في الديمقراطية التمثيلية يختفي خطاب الطبقة والحقوق والمطالب والثورة والمقاومة والحرية والتحرر والعدالة والسيادة والمحاسبة لصالح خطاب مصلحة الوطن ومصلحة الشعب والوفاق وتقاسم التضحيات والسلم الاجتماعي ووو.
في الديمقراطية التمثيلية ليس هناك تقسيم للسلطات كما يدعي اللبراليون بل هناك سلطة واحدة هي السلطة التنفيذية أي سلطة المال والسلاح.
في الديمقراطية التمثيلية السياسة قائمة على المال وهذا لا يظهر كثيرا بل فقط أثناء الحملات الانتخابية وسجل الرشاوي المدوي الذي تعرفه أعرق" هذه الديمقراطيات معلوم لدى الجميع الجميع.
لذلك فمن الوهم الحديث عن إمكانية للتغيير لصالح الأغلبية يمكن أن تأتي بها انتخابات في ظل نظام رأس المال.
إنه من قبيل الوهم أن نصدق أن طبقة سائدة في المجتمع بيدها البورصات والبنوك والمعامل والثروة والموارد وسائدة في أجهزة الدولة ومتحكمة في جهازي الجيش والبوليس أن تزيحها عن الحكم انتخابات أو أن ترضى أن تقصى من الحكم عقب خسارتها في انتخابات هي في الأصل لا تخسر فيها أبدا لأنها هي من يضع قوانينها وهي من يمولها وهي من ينفذها وهي من يقرر نتائجها.
أخبرونا كيف يمكن أن يحدث ذلك ؟
أخبرونا متى و أين وقع ذلك وفي أي انتخابات حصل ذلك؟
إذن إلى ماذا ستأخذنا هذه الأقلية الفاسدة من الأحزاب والمرتزقة المرتبطون موقفا وتمويلا بالانتخابات ؟
هل بالانتخابات سننفذ مهمة المحاسبة لكل من أجرم في حق التونسيين منذ حكومة بورقية الأولى إلى حكومة العميل مهدي جمعة اليوم ؟
هل بالانتخابات سنحقق السيادة على القرار ونحقق أوسع مشاركة فيه ؟
هل بالانتخابات سنحقق فرض السيادة على مواردنا وثرواتنا وسنخطط للاقتصاد بما يمكن من حل مشكلة بطالة مليون معطل ونجعل الثروة في يد العشرة ملايين لا في يد كمشة السراق والفاسدين ؟
هل بالانتخابات سنتمكن من فرض التعامل المتكافئ مع القوى الاستعمارية ونعيد العلاقة معها بما يضمن تحقيق استقلال فعلي على كل الاصعدة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية؟
لا فائدة في الاستطراد لأنه بالملموس لاشيء من كل هذا أو بعضه يمكن تحقيقه.
إذن لماذا تنخرط أحزاب و شخصيات في هكذا لعبة مكشوفة الغايات والنتائج منذ البداية ؟
ترى هل حقا أنه لا بدائل أمام هذا الرهط من الناس لممارسة سياسية أخرى؟
ترى ما هو الوضع الذي يمكن أن يجعل هؤلاء ينخرطون في وهم كبير لتجميل سياسات هي في الأول والأخير سياسات حيف اجتماعي وقهر وإذلال واستغلال وتفقير وتبعية وفساد؟
ليس هناك من إجابة إلا القول أنها كلها أحزاب النظام ولا حزب ولا شخصية منهما يمكن أن تحمل حقا أو تتبنى مطالب الأغلبية أو تمثلها على الأقل . إنها انتخابات تحقق بالأخير صراع حراس النظام فيما بينهم لاقتسام إدارة النفوذ.
لا فرق في الأخير أن يحكم الخوانجية متحالفين مع بعض الكتل الأخرى القزمية أو يحكم التجمعيون من كل كتل أحزاب التجمع المتذرر مع كتل قزمية أخرى كما لا فرق كذلك أن يحكم التجمعيون والخوانجية في تحالف الفاسدين وتبقى الكتل القزمية الأخرى أقليات برلمانية متذررة للنباح في البرلمان لا تقدر على أي شنئ حتى لو تجمع أقصى أقصاها من اليمين مع أقصى أقصاها من اليسار اللبرالي.
المؤكد أن كل من سيكون في السلطة سيكون عونا منفذا لسياسة البنوك المانحة والمستثمرين والقوى الاستعمارية و المؤكد كذلك أن الأزمة ستتواصل أزمة تدهور أوضاع الأغلبية أزمة البطالة أزمة الغرق في التداين والتبعية وسيتواصل القمع كما سيتواصل بعبع الإرهاب كلما احتد الصراع واتخذ طابعه الصميم الطبقي و الأكيد أنه وقتها سيتحد كل هؤلاء على إشاعة وضع الفوضى و الارهاب والترهيب لقطع سيرورة تجذر الصراع ووقفها لكن لاشك أنه بتجاوز بعض عوامل الضعف الذاتي للحركة سينفلت في لحظة ما عقال المارد الطبقي وسيتقدم وسط الفوضى و الدماء فارضا حلول الأغلبية .
إننا في بداية سيرورة جديدة لانتفاضات قادمة باكتمال "السيكل" الأول من سيرورة 17 ديسمبر الثوري
ــــــــــــ
بشير الحامدي
15 ـ 08 ـ 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت