الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألقَادِسِيّة النّفطِيّة الثَالِثَة

فرياد إبراهيم

2014 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



أن تحويل منظمة إرهابية في سوريا إلى دولة إسلامية في العراق لهو في الحقيقة لمؤامرة دولية كبرى شاركت فيها أطراف متعددة كثر الحديث عنها والتكهنات بشأنها لا داعي لإعادتها. وعلى ايّة حال فإن ما يحدث في العراق لهو في الحقيقة القادسية الثالثة النفطية . إذ فيها فوائد لا تعد ولا تحصى للحلف الأمريكيّ الغربي منها : ابعاد خطر الإرهاب عنها والهاء الشباب العاطل بايجاد وظيفة ومعاش وجنس ومتعة مجانية. ألإغراءات هذه لهي اصلا اغراءات غربية في نظرتها تجاه الحروب. حتى ان هذه الإغراءات جذبت مقاتلي الشيشان وكوسوفو والبلقان وبوسنيا وطالبان وافغانستان والبعث وكل الشباب الضائع في المنطقة ، و المتطرفين الإسلاميين وغير الإسلاميّين من اوربا ومن امريكا ، وهذه الوجوه الحمر والشعور الشُقر ، والعيون الزرق (رجالا ونساء) في صفوف قوات المنظمة الأرهابية شواهد. وانهم مدربون. وقد يكونون أو كانوا جنودا في قوات (المارينز) الأمريكية التي غزت العراق جاؤوا تحت تسمية متطوعين، فهم خبراء بحرب المدن.
ثم هناك الفائدة الكبرى وهي: انتعاش تجارة السلاح ، واستقرار اسعار النفط . وها نرى انهم شرعوا في ابداء استعداداتهم لتقديم السلاح لبغداد واربيل، متزامنا مع زرع الرعب والفزع بإطلاق أخبار عبر إذاعاتهم وصحفهم، وحديثا قال باحث بريطاني ل (سي ان ان) الأمريكية: أن داعش على حدود بغداد ، والحسابات الأكترونية المقربة من التنظيم تروّج لإقتراب موعد معركة العاصمة .
وانّي لعلى ثقة بأنهم سوف لن يدخل لا بغداد ولا أربيل. لانه ليس ذلك هو الهدف. الهدف واضح في مقالي هذا.
بالأمس قالت المستشارة الالمانية ماركل بان المانيا لن تقدم اسلحة الى كوردستان لأن القانون الالماني يمنع بيعها الى مناطق النزاع والحروب. لكن نائبها "بكى" لنا وقال: أنهم لمساكين، سنقدم لهم السلاح ، لأن التجاوزات في كوردستان خطيرة للغاية. ونسي نائب المستشارة أن تضيف عبارة (ولأن كوردستان ستكون (بل هي) دولة نفطية . وفرنسا ، وبلسان وزير خارجيتها ، بكت اولا علينا ، ثم مسحت دموعها وقالت وهي تشهق : (سنقدم لهم اسلحة للدفاع عن انفسهم .) وامريكا لها حصة الأسد . وقد عادت القوات الأمريكية سرّا تحت مسمى (مستشاربن عسكريين) للتجسس على ايران وعراق العرب الشيعة، وعقد الصفقات النفطية مقابل السلاح مع الطرفين.
الجدير بالذكر انه ومنذ قرابة عقد من الزمن تمرّ اوربا بركود اقتصادي لا سابقة له. بينما بلغ الإنتعاش الاقتصاد ي ذروته في اعوام الثمانينات بسبب حرب الخليج الأولى وقادسية (دون كيشوت) والتي هم اشعلوا نارها، أي أمريكا واوربا. فتدفق النفط اليهم بابخس الأسعار مقابل اغلى الاسلحة. فكانت ثماني سنوات من النعيم الاروبي مقابل ثمان سنوات من الجحيم العراقي . وهاهم بعد الإفلاس يضرمونها من جديد (قادسية ابو بكر البغدادي) المعدّة سلفا من قبل ( سي آي أي)، والبعث الدوري ورغد ، ومن ورائهم السعودية وتركيا والأردن وكوردستان الغنية بالنفط . فبدأ العد التصاعدي لإنتعاش إقتصادهم، وسيقومون ببيع الأسلحة الى الأطراف المتنازعة جميعا، كما كانوا في القادسيّة الأولى يفعلون. لعنة الله عليهم: إنهم يأكلون مع الذئب ، ويبكون مع الرّاعي.
فرياد ابراهيم
15– 8 - 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا