الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول التصريح ببطء المساعدة من المجتمع الدولي

بولس ادم

2014 / 8 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


اعترف وللأسف، في يومنا هذا، اصبح طلب العون، الخيار الوحيد، في زمن اقام فيه لصوص الدولة الأرهابية ولائم ابادات جماعية.. انهيار وشلل والقصة اصبح لها خاتمة سوداوية حزينة تمثلت بالنازحين والمحاصرين والمقتولين غدرا بدم بارد والتباهي بالرؤوس المقطوعة و اجبار اطفال يعانون السرطان بحمل علم الدولة الأرهابية في مستشفى الموصل وتصويرهم وعرضها، ثم قتل الطبيبات أوتهديدهن باقامة الحد بعد الحرشة الجنسية المعلبة في علبة الخمار الصدئة، فكيف الحال بمن يسمونهم بالكفرة ويتفننون بأضطهادهم، ترويعهم وقتلهم ونسف كل مايتعلق بهم وبصلبانهم ولالشهم..والخ من انجازات الدولة الأرهابية؟
الكرامة والعزة والتاريخ والحضارات والأديان والرجولة الوطنية، هي ان يمسك الربابنة بمقود القيادة بثقة كاملة بأهل البلد أجمعين وأن تراعى السلامة في القيادة على طول الطريق ويتم تتبع العلامات والأشارات ونوعية الطرق بالأضافة الى فهم سليم لقدرة المركبة التي تساعدنا في الوصول .. دون التورط في المخالفة والعطب وسط القفار وطلب النجدة ( المجتمع الدولي ).
الم تكن فضيحة صفقة الأسلحة الروسية منبه ساعةٍ كاف لأيقاظ النائمين وكون الجيش لأستلام المعاش فقط؟ ومن جهة أخرى اشتركت في الملف الأمني ، بل سيطرت عليه في مناطق خاصة بسكان الوطن الأصليين، وفي الوقت الذي نقدر فيه مواقفهم الأنسانية وتقديمهم الشهداء في سبيل ذلك، لماذا اصر الأخوة الكورد على استلامهم الملف الأمني لما تسمى بالمناطق المتنازع عليها، لماذا لم يبذلوا المستحيل للحصول على قدرات اكبر تحمي بلدات آمنة من بخديدا والى سنجار لو كانوا يؤمنون بأن مواطنيها العراقيين هم مواطنين من كردستان الم يفطنوا وهم الثوار الى ان العراق ينهار من 1958 مرورا بحلبجة والأنفال؟
يَئِسَ الجميع من اي امل للخلاص ياتي من الداخل سواءً فيما يخص الأمن والحماية أو أدنى مستلزمات البقاء على قيد الحياة ، واصبح طلب الحماية الدولية والمساعدة من المجتمع الدولي، هو الطريق الوحيد المرتجى بما يمثله من اعتراف بعدم القدرة و العالة على الغير والضعف ومن ثم الذل المغلف .. بل أن، حتى الذين ظلوا يصرون على التشبث بالأرض (بدون ضمانات) وألبقاء على ارض الأجداد و.. الخ، يطالبون اليوم بمنح النازحين اللجوء وحتى لو كان في القمر. بعد هروب من تباهوا بأحزمة الرصاص على مؤخراتهم وترك الأبرياء عزلا بمواجهة الذئاب.. هؤلاء الذين يطلبون الحماية الدولية بعد نوم طويل بعين واحدة وبعد فوات الأوان هم نفسهم جماعة الحوار مع الذئاب والأصرار على ان الثعلب ارنب والعقرب فأرة من سكنة الجوار.
قبل التوجه الى المجتمع الدولي، توجهوا الى انفسكم اولا يامكونات عراقية منكوبة، فعلى سبيل المثال، انها اقسى ساعة مسيحية عراقية، بماذا تنفع اموال الكنائس والمطرانخانات في الداخل والخارج اذا لم تبذل حتى آخر نقد فيها خدمة للنازحين ولماذا تترك العقارات المهجورة بلا فائدة؟ اليس من الأولى بيعها وشراء سقف لنازحين لا أحد بمقدوره تخمين موعد تحريربلداتهم. يا أخوتي ياعراقيين لاتراهنوا مرة اخرى على حكومة محبوكة بذات حبكة سيناريو الحاكم بريمر! واذا كان رجال الدين المسلمين من دعاة التحاور والسلم والعيش المشترك صادقين والكل يعلم بأن الصراع الديني الطائفي هو جوهر الأزمة ، فلماذا لاتتفتح قرائحهم بأفكار حول جمع المساعدات الأنسانية للمنكوبين من أهل الكتاب وغيرهم من البشر الشرفاء الأحرار.. مافائدة المبنى الفخم للحوار بين الأديان الذي بنته السعودية في فيينا النمسا، ان لم تترجم الرحمة المدعاة من الحوارات الى رحمة فعلية على طفل تختلط دموع طريقه المجهول نزوحا بغباره؟ المعتدى عليه من قبل الدولة الأرهابية التي (خطفت الأسلام) على حد وصف ملك السعودية..
اذا كان حزبا قوميا متطرفا قد قطع نصف مشوار التدمير وأكمله حزب اسلامي طائفي، فلماذا نكرر ونضرب كل عشر اعوام صورا للقادة بالأحذية؟
لوعرفنا الجواب الصحيح، فلنعدل الوجهة وفق مؤشر البوصلة بدلا من التسرع في نقد بطء مساعدة المجتمع الدولي الذي لولاه ، لربما كان الوضع أسوأ وانا على ثقة بأن المساعدة والأسعاف في اللحظة الأخيرة لن تتم الا على يد دول، يُطلق عليها الذين ينكحون ماطاب لهم من المنكوبات في غزواتهم، بالدول الكافرة. خاصة وان الأقوال اكثر من الأفعال وطلب المساعدة من المجتمع الدولي، هوايتنا المزمنة في كل مصيبة تحل بنا لسوء في تدبيرنا ايضا..نهرع الى المجتمع الدولي متباكين ومهدودي القوى .. الم يقل سيد المجتمع الدولي ، بأنهم لايتمكنوا من المساعدة عند حلول كل أزمة في العالم، مع أن مخابراته صانعة ماهرة لمعجنات الأزمات ومنها كعكة ازمتنا العراقية الشهية لبراطم الدولة الأرهابية. واخيرا، يشكو أيضا المنكوبين في الموصل من تجاهل المجتمع الدولي لهم وقسم منهم رحب بالدولة الأرهابية متوهما تحريره وتحريره بحد ذاته كان مسألة مصير ومستقبل، يالسوء الحظ، كيف يمكن الوثوق بجماعة اعدامات الدولة الأرهابية؟ والتوهم بأنها هبة الله التحررية؟ واذا كانت الخدعة محتملة بمحتل كالدولة الأرهابية من ابشع الأحتلالات للموصل، فأن التوهم بالمحتل الأمريكي كمحرر كان أجدى وأرحم!

14.08.2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها