الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة العبادي بين الاخطاء و التحديات

محمد فريق الركابي

2014 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان انتهت الازمة السياسية التي كادت ان تعصف بالعراق ارضاً و شعباً بسبب منصب رئاسة مجلس الوزراء و رغبة الكتل السياسية المنضوية تحت خيمة التحالف الوطني الحصول عليه او بعبارة اخرى منع تولي السيد المالكي هذا المنصب للمرة الثالثة على التوالي , و الاتهامات المتبادلة بين مكونات التحالف نفسه بسبب تكليف السيد حيدر العبادي لرئاسة الحكومة في خطوة جريئة و مفاجئة للجميع و اولهم السيد المالكي الذي بات امام الامر الواقع و مما زاد في شرعية السيد العبادي التهاني التي انهالت عليه منذ الساعات الاولى لتكليفه سواء من الدول الكبرى كالولايات المتحدة الامريكية او الدول الاقليمية كالدول العربية وايران و ايضا المنظمات الدولية كالامم المتحدة و جامعة الدول العربية و كذلك من الكتل السياسية في داخل العراق و الاهم من ذلك كله هو مباركة المرجعية في النجف الاشرف و هي ليست تهاني روتينية بل كانت رسائل مبطنة تدل بشكلاً لا يقبل الشك على عدم دعمها ترشيح السيد المالكي و قبولها بالعبادي رئيساً جديداً لمجلس الوزراء على الرغم من ان الاخير لم يكن مرشحاً بارزاً او نداً للمالكي و لكن اتفاق التحالف الوطني عليه جعله محط انظار الجميع و بالتالي اصبح تكليفه امراً لا يمكن الرجوع فيه و ان على الجميع ان يتعاملوا معه على انه امر واقع و بالفعل رتبت الكتل السياسية اوراقها تماشياً مع المواقف سالفة الذكر.

ان المهم في كل ما حدث هو كيف سيعمل العبادي و حكومته وسط هذه الاجواء المشحونة خصوصاً و ان ترشيحه سبب ازمة داخل التحالف نفسه و تحديداً ائتلاف دولة القانون ؟ و كذلك مواجهة الارهاب الذي لا يزال يهدد العراق باكمله ؟ و ايضاً مطالب الكتل الممثلة لمكونات العراق و اهمها بالنسبة للعبادي كتل التحالف الوطني في المحافظة على التحالف نفسه كخياراً استراتيجياً لا يمكن التنازل عنه بأعتباره ممثل الشيعة في العراق و الذي اوصله الى هذا المنصب بعد ان انتهت ازمة تمسك المالكي بمنصبه و اعلانه سحب ترشحه , ان العبادي تنتظره الكثير من الازمات التي تراكمت بسبب اخطاء الادارة السابقة و التي يجب ان تنتهي اذا ما اراد النجاح و ابرز هذه الازمات هي النظرة الطائفية الى منصب رئيس الوزراء و هو امراً يحتم عليه (العبادي) ان يطمئن الجميع و منذ الايام الاولى له في المنصب و خصوصاً في هذه الظروف التي تتطلب من الجميع العمل بروح وطنية حقيقة بعيداً عن الروح الطائفية للتخلص من هذه الهجمة الارهابية فوحدة الكتل السياسية و الحماس الشعبي المتأهب للقتال سيغني العراق عن طلب المساعدة من الدول الاخرى و هو ما يعني ان الحكومة الجديدة يجب ان تعمل بروح الفريق الواحد لا على اساس المصالح الحزبية و العمل لهذا المكون دون غيره و تكرار تجربة الحكومة السابقة.

و اذا كانت الحكومة الجديدة ستواجة مشكلات على الصعيد الامني و السياسي فيجب ان لا ننسى مشكلات المواطن العراقي كالخدمات و البطالة و البطاقة التموينية و غيرها التي يعاني منها المواطن العراقي في وقت السلم و الحرب الى الدرجة التي اصبحت حالة طبيعية لاية حكومة تأتي لحكم العراق و على هذا الاساس لا يعتقد الكثير من العراقيين ان الحكومة الجديدة ستقدم حلولاً جذرية لها و عليها ان تغير هذه النظرة و تعمل من اجل المواطن اولاً و اخيراً , و على اية حال فحكومة العبادي ستكون بين نارين الاولى هي الاخطاء التي ارتكبتها الحكومات السابقة و الثانية التحديات التي تنتظرها و ابرزها تحرير المحافظات التي يسيطر عليها الارهاب و ازمة الاقليم و المركز و ايضا تحسين الواقع الخدمي للمواطن العراقي الذي لا يكترث بأسم المرشح او انتمائه بقدر اهتمامه بما سيقدمة له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت