الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- المغرب كادحو ايفني وشبابها يلقنون درسا لمن يتجاهل إرادة الجماهير الشعبية

المناضل-ة

2005 / 8 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الجماهير الشعبية متمسكة بمطالبها وبحقها في التظاهر

بعد ما يفوق 100 يوم على تأسيس لجنة للنضال ضد الإقصاء ومن اجل الحقوق الاجتماعية، سميت السكرتارية المحلية لتتبع الوضع بايفني -ايت باعمران، وبعد شهرين ونصف من المسيرة التاريخية (22 مايو 2005) ، وبعد تسجيل تجاهل جميع الجهات للمطالب الشعبية، عادت جماهير ايفني ايت باعمران الى ساحة الكفاح استجابة لنداء السكرتارية وحققت نصرا نوعيا غير مسبوق ودال على السرعة التي ينمو بها وعي الكادحين عندما يتحركون.

السلطة تنزل بكامل ثقلها لافشال المسيرة الشعبية

مباشرة بعد توزيع النداء الداعي لمسيرة 7 غشت ، شرعت السلطة المحلية في حملة لتعبئة سكان ايفني والقرى المجاورة ضد سكرتارية متابعة الوضع بايفني وايت باعمران . حملة قوامها التهديد بقصد ثني المواطنين عن القدوم الى ايفني يوم المسيرة. لقد أرادوا عزل ايفني عن محيطها القروي بعد ان كان لهذا الأخير دور فعال في نجاح مظاهرة يوم 22 مايو. و نظم عامل الإقليم لقاءا مع مواطني المنطقة العاملين بالخارج وحثهم على عدم الاستجابة لنداء التظاهر يوم 7 غشت. وكان جواب الحاضرين بأنهم سيشاركون، بل سينظمون احتجاجات ببلدان إقامتهم بالخارج أمام سفارات الدولة المغربية.
كما قامت السلطة المحلية بتوزيع بيان على أعيان ايفني و أيت باعمران لقطع أي مساندة للسكرتارية و التبرؤ منها ومن مواقفها، لكن مسعى السلطة باء بالفشل برفض الأعيان التوقيع تفاديا لتصادم العلني مع إرادة الأغلبية الساحة من كادحي المنطقة .
بادرت السلطة بداية الأسبوع المنصرم إلى استدعاء 5 أعضاء من السكرتارية الى مقر الشرطة القضائية بتزنيت رغم وجودها بإفني .
تعرض الأعضاء الخمسة صباح الأربعاء 3 غشت للاستنطاق ( حول الانتماء إلى هيئة غير قانونية ـ توزيع منشورات ـ التحريض على التجمهر غير القانوني )، وظلوا محتجزين طيلة المساء بعد حوار بسيط مع عامل الإقليم ( انتزع المحتجزون عدم إستنطاق باقي أعضاء السكرتارية)
كما أودع باشا إيفني شكاية ضد مواطن يمتلك مخدع هاتف يتهمه فيها بنسخ منشورات السكرتارية في محله في حين هو لا يتوفر على ألة ناسخة فوتوكوبي.
وقد اصدر فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بيانا تضامنيا ونظمت السكرتارية احتجاجا أمام مقر حزب الإتحاد الإشتراكي شارك فيه 150 فرد. واطلق سراح أعضاء السكرتارية المستنطقين، واغلق الاتحاد الاشتراكي مقره بوجه السكرتارية.
بعدها أصدرت السكرتارية بيانا يندد من جهة بالمتابعات التي تعرض لها أعضاء السكرتارية و المواطنين و يدعو، من جهة ثانية ، الى المشاركة الواسعة في المسيرة المرتقبة.
ومنذ ليلة السبت شهدت المدينة استعراضا مكثفا لعضلات القمع ( القوات المساعدة ـ السيمي ـ الشرطة الحضرية)، المستقدمة من اكادير وتزنيت والعيون وكلميم.
لقد أغلقت كل مداخل المدينة الرئيسية و الثانوية في وجه السكان القرويين الذين قدموا للإحتجاج صباح الأحد . تم عزل مدينة ايفني كليا عن محيطها وعن باقي المغرب .
لقد احتج بعض القادمين أمام الحواجز(طريق كلميم -إيفني )، ففرضوا على السلطة المحلية رفعها و السماح لهم بالمرور.أما الطريق من تزنيت الى ايفني فقد قطعت عند مخرج مير اللفت حيث رابط رجال السلطة على رأسهم القايد وقوات الدرك الملكي. ومنع الحاجز مرور المواطنين، وارجع وفد تضامني من اكادير ( سيارتين تقلان نشطاء من اطاك اكادير والاندية العمالية ومناضلا نقابيا) ومدير جريدة المناضل- ة على أعقابهم.

عصا القمع تخل بالأمن العام

سبق للجماهير الشعبية بايفني- ايت باعمران ان نظمت مسيرة يوم 22 مايو 2005 شارك بها ما لا يقل عن 7 آلاف مواطن، وانفضت المسيرة دون أي إخلال بالأمن العام ولا أي ضرر بسلامة أي كان. وعلى هذا النحو بالذات كان مرتقبا أن تمر مسيرة 7 غشت. لكن الخائفين من تقدم الوعي والتنظيم الشعبيين أرادوا غير ذلك. فكان المبرر الزائف الذي اعتادوا عليه طيلة عقود: مبرر الإخلال بالأمن العام. فكانت حالة الاستنفار البوليسية، و رابطت قوات القمع في الملتقى الذي ستنطلق منه المسيرة. وكان ذلك مقدمة ما ستشهده ايفني من مواجهات يتحمل مسؤوليتها الاولى والاخيرة من اصدر أمر قمع المطالبة الشعبية بانهاء سياسة الاقصاء و باتاحة امكانية حياة لائقة بالبشر: الشغل، الصحة وباقي الخدمات العمومية، وتنمية حقيقية.
و بفعل التطويق واحتلال الميدان من طرف قوات القمع تشكلت من الوافدين للمشاركة في المسيرة مجموعتان لتلتقيا في الشارع الرئيسي للمدينة ثم الانطلاق.
كان تدخل القمع أسرع فشتت المجموعتين، لكن سرعان ما التأمتا بالجبل فوق حي بولعلام .
ونظمت الحشود الشعبية نزولا جماعيا، فتمت محاصرتها وتعرض المحتجون للهجوم قصد تشتيتهم ، واستعملت الهراوات والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي .دامت المواجهات ساعتين. صدرت بعدها الأوامر بوقف مهاجمة المحتجين وتم الرضوخ لإرادة الجماهير بتنظيم المسيرة وفق المسار الذي حددته السكرتارية. وقبل انطلاقها تم الإفراج عن 5 أفراد اعتقلوا عند بدء المواجهات.

استمرت المسيرة الشعبية، مسيرة شباب ايفني - ايت باعمران ونسائها وكادحيها، ساعتين وانهت مشوارها أمام مقر مفوضية الشرطة الإقليمية حيث رفض المحتجون الانسحاب.
شارك في المسيرة، حسب تقدير مشاركين فيها، ما يزيد عن 15000 مشارك، كان ضمنهم حتى المصطافون بشاطئ ايفني.
لم تقع إصابات ماعدا حالات إغماء في صفوف بعض الشباب و بعض النساء اللواتي وفرن الماء و البصل لمقاومة تأثير القنابل المسيلة للدموع .
كان لهذا الشوط من النضال، أي انجاح المسيرة رغم القمع، وقع كبير على معنويات الجماهير الشعبية، ولا شك انه سيرفع الثقة في الذات ويعزز الاقتناع ان لا غنى عن التنظيم لانتزاع الخبز والحرية.

ماذا يريد كادحو ايفني - ايت باعمران ويرفضه من يقمعهم؟

في بيان تأسيسها، يوم 25 ابريل 2005، أكدت سكرتارية متابعة الوضع بايفني -ايت باعمران على خطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، واستنكرت الإقصاء والتهميش الذين مارستهما الدولة بمنهجية ووعي، ونددت بممارسات المسؤولين المحليين المنتهكة لحقوق الإنسان والمضايقة لعمل الجمعيات.
وحددت مطالبها في حماية المال العام والملك العام ومحاسبة نهابيه، و استقالة المجلس الجماعي، وفتح تحقيق نزيه في حسابه المالي 2003-2004 ، وفتح تحقيق في ملفات الفساد التي أضرت بالمنطقة وايفني. و أحداث مشاريع اقتصادية واجتماعية تعوض للمدينة فرص التنمية الضائعة وإحداث صندوق للإنماء الاجتماعي.
وفي نداءها للمشاركة في مسيرة 22 ماي، طالبت السكرتارية بإتمام بناء الميناء والاستثمار بالحيين الصناعيين، و محاسبة مستنزفي المال العام و انجاز الطريق الساحلي الى طانطان وتحسين الخدمات الصحية وإلغاء تسعيرتها و إحداث فرص عمل .
تلخص هذه المطالب، وغيرها مما قد يتبلور مع تقدم النضال، في الحق في حياة لائقة في مجتمع ديمقراطي حقيقي.انه الاصطدام الاجتماعي المألوف بين ارادتين: إرادة أقلية لا يهمها غير انماء مصالحها، وارادة أغلبية شعبية تواقة الى حياة غير حياة العبيد.
هذا التوق الى حياة لائقة هو الذي حرك الجماهير الشعبية الكادحة بالعديد من المناطق المهملة، هو الذي حدا عام 1999 بسكان ايت بلال، ناحية ازيلال، الى تنظيم مسيرة الى مراكش لتقديم مطالبهم الى الملك بعد ان كذب عليهم عامل الإقليم قبل عامين من ذلك.
وهو نفس ما دفع سكان املشيل الى التمرد على السلطة الظالمة، وسكان أيتزر الى تنظيم احتجاجات قوية كان آخرها، ولن تكون الاخيرة، في ماي 2005، وكادحي تارميلات الى التضامن في هبة نضالية جامحة مع عمال معمل والماس سيدي علي في مطلع عام 2000 ، وسكان طاطا ونواحيها الى تنظيم مسيرات وانشطة نضالية عديدة منذ مارس 2005 ، ومنكوبي الزلزال بالشمال الى تنظيم كفاحات عديدة.
إنها أمثلة ضمن حالات عديدة متباعدة جغرافيا وزمنيا، لم يصل عن الكثير منها أي خبر، قاسمها المشترك كونها رد فعل شعبي على سياسة طبقية دامت عقودا لتحطم القليل من المكاسب الاجتماعية، وتزيد قهر الكادحين. هذا هو أساس وحدة كفاح كادحي المغرب، وهنا تنبع الحاجة الى التضامن وتوحيد الحركة المطلبية الشعبية.
ها هو وعي الجماهير يخطو خطوات كبيرة في فرن النضال، وقنابل الغاز المستهدفة لعيون الجماهير المطالبة إنما تفتحها لتبصر حقيقة جهاز الدولة: لصوص المال العام مفلتون واليات النهب مستمرة، واغناء الأقلية بمزيد من إفقار الأكثرية يتسارع، بينما الكادحون المطالبون بحقهم في العيش في ظروف ملائمة يتعرضون للتنكيل.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل