الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظامُ السوريّ و دعشَنةُ الثورة !

مهند الكاطع

2014 / 8 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


بعد أن فشل النظام السوري في القضاء على معارضيه و إنهاء الثورة وقمعها و إخماد صوتها بجميع الوسائل "إقتلاع حنجرة القاشوش ، و قتل حمزة الخطيب ، و قمع مظاهرات درعا بشكل دموي ، و إرتكاب مجزرة بساحة الساعة بحمص، وإغتياله ابن حي غويران في الحسكة الطفل عبد الحميد العواك الذي هاجم تمثال حافظ الأسد في الحسكة" ، لجأ النظام إلى محاولته على اللعب على الوتر العالمي المتمثل بمكافحة الإرهاب ، وعمل بنصائح حلفاءه على استخدام ورقة داعش بما يمكن أن نسميه "دعشنة الثورة" ، فقبل أن تظهر داعش بأسمها الجديد "الدولة الإسلامية في العراق والشام" والتي جاءت منها تسمية داعش إختصاراً ، سعى النظام السوري لدفع الناس للتسلح ، وحاول بكافة الوسائط إثبات أن المتظاهرين السلميين يحملون السلاح عبر بثه مقاطع مفبركة يتذكرها الجميع ، فبدون متظاهرين يحملون السلاح ويمارسون الإرهاب سيكون قمع الثورة وذبحها أمراً محرجاً بالنسبة لحلفاء النظام ، التي تريد التذرع أمام شعوبها والرأي العام في العالم بأن النظام السوري يتحمل مسؤولية اخلاقية في مكافحة الإرهاب ، ولا يوجد في سوريا شئ اسمه ثورة ، وكل التجمعات التي تشهدها المدن السورية هي إما ابتهالاً بالأمطار ، أو تأييداً للنظام في قمع الإرهاب ، أو أحتفالات في عيد التصحيح وعيد الشجرة .

دعشنة الثورة كانت بداية عبر قيام النظام السوري بإطلاق جميع المعتقلين لديه من تنظيم القاعدة أو ممن شاركوا في أعمال قتالية في العراق ، او ممن يمكن ترشيحهم للقيام للإنخراط بأعمال مسلحة ضد النظام أو التعاون مع النظام ايضاً والتغلغل بين صفوف الثوار لنقل المعلومات للنظام ، كما تواردت العديد من التقارير وشهادات عيان عن تجنيد ضباط في صفوف المجاهدين الذين أطلقوا لحاهم وبدؤوا يقودون بعض العمليات بعد سابق خبرة في تجهيز مفخخات كان يتم إرسالها بشكل منتظم إلى العراق .
يمكننا دون الخوض بالتفاصيل حتى لا تكون الأفكار مملة للقارئ والتي يستطيع هو التوسع بها إذا ما اراد ، أن نُلخص ما أستطاعت داعش تقديمه للنظام بالنقاط التالية :
1- تشويه صورة الثورة ودعشنتها !
2- إطالة عمر النظام بدعمه دوليا لتدمير كل شيء!
3- ذبح الثوار الصامدين بسكين داعش !
4- السيطرة على مناطق خسرها النظام !
5- فتح المجال لكل الميليشيات المرتزقة من ايران ولبنان والعراق وحزب العمال الكردستاني من قنديل بمباركة دولية!
6- إيجاد مبرر لذبح المدنيين في اي منطقة تسيطر عليها داعش بمباركة دولية!
7- تشويه صورة الاسلام والعمل على تسويق اسم الدولة الاسلامية للصق أفعالها بالدين في إطار حملة محاربته !
8- إشعال نيران الفتنة بين مكونات المجتمع وبين أبناء القربة الواحدة والمدينة الواحدة !
9- ضمان حماية المطارات وخطوط إمداد النفط وحدود مناطق الساحل والعاصمة !
10- جعل السوريين بين خيار سكين داعش وعودة النظام !
11- تقديم خدمات لرسم حدود جديدة في المنطقة وفق مخطط دولي تشترك فيه ايران وأمريكا وإسرائيل وفقا لتقسيمات مذهبية وقومية ومناطقية متناحرة وبناء كيانات ضعيفة !
12- نشر ثقافة الرعب من داعش ودفع المنطقة للتسلح بسلاح امريكا المكدس في المستودعات "الستوك"!

نستخلصُ بأنَّ الخاسر الوحيد اليوم من دعشنة الثورة هم أبناء سوريا والعراق في الوقت الراهن ، تحديدا المكون السني العربي "إن جاز لي التعبير"رُغم أني لا أُحبذ تلك التقسيمات ، لكن الذي يجري اليوم هو تمدد داعش ضمن مناطق توزع هذا المكوّن! ولا استبعد ان الموضوع مقصود ومدروس بشكل جيد ، ويهدف إلى زعزعة الاستقرار والأقتتال في مناطق العرب السنة كما تشهده الساحة اليوم ، أيران وإسرائيل وأمريكا غير بريئة أبداً مما يحدُث فكله يبدو أنه بموافقتها ومباركتها بدليل عدم تدخلها في سوريا ضد تلك المجاميع ، بينا تدخلت ضدها عندما تعلقَّ الأمر بقرب داعش من كركوك وشمال العراق و على ما يبدو الموضوع له علاقة بأستقرار أسواق النفط ليس إلا .

اتمنى أن نستفيق من هذه الغيبوبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ستتجه السعودية نحو التطبيع مع إسرائيل بعودة ترامب إلى الب


.. شاهد رد فعل هيلاري كلينتون عند إعلان ترامب بشأن -خليج أمريكا




.. هذه رسائل حماس من استعراض عناصرها بالأسلحة في غزة


.. الرئيس ترمب: غزة تعرضت لدمار هائل ويجب إعادة إعمارها من جديد




.. أبرز محطات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة