الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي وحكم التاريخ / 1

اسماعيل شاكر الرفاعي

2014 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


المالكي وحكم التاريخ

اسماعيل شاكر الرفاعي

هل يصح قراءة المالكي بمعزل عن الظروف والملابسات التي أحاطته في المنفى او في الحكم ؟
فكرة ان المالكي انسان قبل كل شئ ، وهو ككل انسان نتاج ظروفه وبيئته ، وما تشّرب في تلك البيئة من أعراف وتقاليد وتصورات وافكار ، هي الفكرة الاساسية التي يجب ان تحضى بالدراسة المستفيضة ، لنخلّص الرجل من شرنقة الخطاب السياسي الغارق في دوّامة السلب والايجاب : بين الرفض الكامل لكل سياساته وبين الدفاع بالمطلق عنها ، بين شيطنة تلك السياسات والقرارات ، وبين كونها خلاصة الرحمة الاسلامية ...
هناك مفاتيح في حياة كل انسان تؤرخ لمراحل عمره الزمنية وتتحكم بحاضره ، وبالنسبة للمالكي الذي ترأس مجلس الوزراء في الدورتين الانتخابيتين السابقتين : يمكن القاء الضوء على مواقفه وقراراته في الحكم من خلال هذه المفاتيح : اولها مفتاح الظرف التاريخي الذي تسلم به رئاسة المجلس ، وهو ظرف استثنائي غير عادي من حيث وجود جيش أجنبي مختلف على تسميته : أهو جيش أحتلال أم جيش تحرير ، ومختلف وطنياً على التعامل معه ، وهناك ما هو ادهى : الارهاب ، أي القوى الرافضة للعملية السياسية ، والداعية الى مقاومة وجود هذا الجيش ، وبروز اجتهادات فكرية ومدارس متعددة ، بعضها يعزز وجهة نظره حول حدث الحرب والاحتلال ، بشواهد تاريخية ، وبنصوص من الموروث الفقهي في حالتي الرفض والقبول ، وهناك شبه دولة أو دولة في طور التأسيس ، يراد لبنيتها ان تكون حديثة من حيث المؤسسات ومن حيث آليات عملها ، وهناك بلاد خارجة من سلسلة حروب وحصار قاس طويل : بشعب منهك وببنى تحتية متهرئة ...فكيف تعامل المالكي مع هذا الواقع المضطرب ؟ هناك اذن مهمات هي بمثابة التحديات التي تواجه الحكومة ، وتواجه السياسي الذي يقود الحكومة ... هل ترك المالكي وراءه بصمات على هذه الفترة التاريخية التي يصح وصفها بالمدلهمة ، والتي تحتاج لظلمتها الشديدة الى ألاستعانة بأضوية كاشفة غير عادية ولا تقليدية لأنارتها ؟...
كيف تصرف المالكي بموروثه وبخبراته ؟ هل كانت خبرته الحزبية هي الطاغية على ما اتخذه من قرارات سياسية ؟ لكن هل تكفي الخبرة الحزبية لوحدها في ادارة دولة ، أو بالأصح في بناء دولة يراد لها ان تدير الشأن العام لشعب هو مجموعة من الطوائف والقبائل والاثنيات المتجاورة لكن غير المتفاعلة ، والتي نشبت بين طائفتيها الكبيرتين سجالات آيدلوجية تصاعدت وقت تسلم المالكي لرئاسة المجلس الى مستوى الحرب الطائفية ؟ .. لكن ما شكل العلاقة الداخلية السائدة وسط هذه الأحزاب ، لكي نتحدث عن خبرة حزبية ؟ هل تصلح خبرة النضال الحزبي ان تكون التراث الذي يمكن ان ينطلق منه السياسي في بناء دولة ديمقراطية ؟ وماذا اذا كانت علاقات الاحزاب الداخلية غير ديمقراطية ؟ هل يمكن لسياسي الاحزاب بناء دولة ديمقراطية ؟
الاحزاب التي وصلت الى السلطة كحزب البعث ، انتهت الى بناء مشيخة وليس دولة .. أما الأحزاب الأخرى فبسبب من غياب الديمقراطية في علاقاتها الداخلية اضمحلت جماهيريتها وتحولت الى مكاتب لا تختلف عن المكاتب البيروقراطية لمكاتب الدولة .. هل يستطيع السيد المالكي تجنب هذه الحقيقة الموضوعية التي تحكت بمآل النشاط الحزبي في العراق ؟...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس