الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات مشروعة حول - الفضائية العراقية -

جاسم هداد

2005 / 8 / 11
الصحافة والاعلام


كنت اعتقد سابقا ان " الفضائية العراقية " تمثل الدولة العراقية و تعود لها , وهي الناطقة بإسم الحكومة العراقية والمعبرة عنها , أي انها " التلفزيون الرسمي " , ولكن في يوم الأحد الموافق 7/8/2005 , تبين لي انني كنت مخطئا , حيث ظهر ان الفضائية المذكورة تعود ملكيتها الى كيان سياسي محدد هو ( المجلس الأعلى للثورة الأسلامية ) , وهي الناطق بأسمه على ما يبدو , مثلها مثل زميلتها " فضائية الفرات " .

وللتدليل على هذا الأستنتاج نأخذ مثالا واحدا فقط . فبمناسبة الذكرى الثانية لأستشهاد السيد محمد باقر الحكيم , توشحت " الفضائية العراقية " بالسواد , وقامت بنقل وقائع الأحتفاء بالمناسبة , مفضلة إياه على نقل اجتماع الجمعية الوطنية العراقية , والتي تأجل لاحقا اجتماعها لعدم اكتمال النصاب بسبب حضور " ممثلي الشعب " لأحزاب الأسلام السياسي الأحتفاء التأبيني الذي اقامه المجلس الأعلى , مفضلين إياه على اجتماع الجمعية الوطنية , ولم تكتف " الفضائية العراقية " بذلك بل قطعت المؤتمر الصحفي للناطق الرسمي بأسم الحكومة العراقية , وهو يعرض إيجازه الصحفي " كما يسميه هو " , ناقلة كلمة السيد عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في الأحتفاء . وبعد انتهاء الكلمة , عادت لتكملة نقل المؤتمر الصحفي للحكومة , وهي بذلك فضلت نقل كلمة رئيس المجلس الأعلى على المؤتمر الصحفي للناطق بأسم الحكومة . ولم تكتف الفضائية المذكورة بذلك بل عرضت في الساعة العاشرة مساءا وضمن نشرتها الأخبارية فيلما وثائقيا عن السيد محمد باقر الحكيم .

ومن اجل ان لا تخلط الأمور وتفسر الملاحظات هذه في غير محلها , نود ان نشير الى ان الشهيد السيد محمد باقر الحكيم , شخصية سياسة وطنية لعبت دورا نضاليا ضد النظام المقبور , وختم حياته السياسية بالأستشهاد , فله الحق في استذكار استشهاده , سواء من قبل حزبه السياسي , او من قبل القوى السياسية التي شاركته النضال , وله الحق في ان يقوم التلفزيون الرسمي بنقل بعض وقائع الأحتفاء التأبيني في اخباره مثلا , وان لا يقتصر ذلك النقل من طرف " الفضائية العراقية " على جهة معينة دون غيرها , ويهمل الآخرون , ولدينا العديد من الأمثلة على اللاعدالة التي تمتاز بها الفضائية المذكورة في هذا المجال , نشير الى اثنين منها فقط .

وكما معروف للجميع , بما فيها السادة المسؤولين عن " الفضائية العراقية " فإن الأحزاب السياسية العراقية التي كانت معارضة للنظام البائد , والمتواجدة الآن في الساحة السياسية , والمساهمة في العملية السياسية , قدمت هي الأخرى شهداء من اجل بناء العراق الجديد , فالحزب الشيوعي العراقي , على سبيل المثال لا الحصر , استشهد عضو مكتبه السياسي وعضو الجمعية الوطنية الأنتقالية الشهيد وضاح حسن عبدالأمير " سعدون " , وحركة الدعوة الأسلامية استشهد مؤسسها وزعيمها الشهيد عبدالزهرة عثمان " عزالدين سليم " , وكان عند استشهاده رئيسا لمجلس الحكم , والحزبين أقاما احتفاءا تأبينيا بذكرى استشهاد شهداؤهما , فلم تبادر " الفضائية العراقية " بنقل وقائع هذه الأحتفاءات , ولم تقم بقطع برامجها لنقل كلمة لمسؤول حزبي لهذه الأحزاب بمناسبة فعالية حزبية لهما . أليس المفترض من التلفزيون الرسمي والعائد للدولة العراقية , التعامل مع الأحزاب السياسية العراقية طبقا لمبدأ العدالة والمساواة في عراق يطمح الجميع الى تجاوز نزعات الهيمنة والأستئثار , اذ ان الأنحياز السافر لحزب دون غيره , ينفي صفة الرسمية عن الفضائية العراقية ويطرح شكوكا جدية امام تسميتها , ويكون تسميتها بـ " الفضائية المجلسية " نسبة الى المجلس الأعلى , وبذا تتكرس الهيمنة لطرف دون غيره , وهذا يتعارض مع ابسط شروط الأعلام الجديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه