الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الرفيق الأمين العام للحزب

حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى

2014 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



فريد العليبي الامين العام لحزب الكادحين الوطنى الديمقراطى يوضح الاسباب التى حدت بحزبه الى اتخاذ قرار مقاطعة الانتخابات التشريعية و الرئاسية القادمة و البديل الذى يتقدم به الحزب الى الشعب من خلال تفعيل قرار المقاطعة و تقييمه للوضع السياسي العام في البلاد و المهام المطروحة على عموم الكادحين .

ـ قرر حزبكم مقاطعة الانتخابات القادمة فهل من تفسير لذلك ؟
يستند قرار حزب الكادحين القاضى بمقاطعة الانتخابات التشريعية و الرئاسية القادمة الى عدم توفر الشروط الاساسية لاجراء انتخابات نزيهة في تونس الان فالانتخابات عبارة عن مباراة بين قوى سياسية متعارضة او متناقضة و من اسباب نجاح ذلك تكافؤ الفرص امام تلك القوى جميعها و بانعدام ذلك فان المباراة تكون مغشوشة و فاشلة لا محالة . و حاليا تخضع العملية السياسية الى تدخل المال السياسي الداخلى و الخارجى و الاعلام الفاسد و عودة التجمعيين و تلاعب الرجعية العربية و العالمية و تاثير الارهاب الدينى و يحصل ذلك لفائدة احزاب بعينها و خاصة اليمينية الدينية و اليمينية الليبرالية بينما يجرى فرض حصار شامل على الاحزاب الثورية و منها حزب الكادحين و الحجج على ذلك كثيرة متمثلة في وقائع تصل الى مستوى الفضيحة فعندما تتدخل دول في تمويل احزاب يمينية و تغدق عليها الهدايا فضلا عن النفخ في صورتها و تعترف مؤسسات اعلامية جهارا نهارا بان جهات عربية حاولت رشوتها بملايين الدينارات و يعود اباطرة التجمع الدستورى الى النشاط السياسي من الباب الكبير و تعقد الصفقات الانتخابية لتقاسم السلطة و التوافق على توزيع مراكز النفوذ قبل حتى ان تبوح صناديق الاقتراع بأسرارها و تسكت المؤسسة القضائية عما يجرى و كانه يحدث في بلاد بعيدة فان الحياة السياسية السائدة تكون ملوثة و الانتخابات مجرد مسرحية هزلية لاضفاء الشرعية القانونية و الشعبية على ذلك الفساد العام ، لاجل ذلك كله فان الشعب بغريزته الثورية يدرك ما يجرى و يقاطع التسجيل و يتذمر من الفساد السياسي المستشرى و حزب الكادحين يصغى الى صوت الشعب و من هنا نبع قرار المقاطعة .
ـ الا تخشون ان يفتح قرار المقاطعة الباب امام سيطرة النهضة على الحكم مجددا ؟
نحن نرى ان النهضة و حلفائها قد وصلوا الى السلطة سابقا بمقتضى اتفاق مع لاعبين كبار من وراء الستار لذلك قاطعنا انتخابات 23 اكتوبر 2011 ايضا و عقدنا ندوة سياسية مع قوى حليفة لنا و قلنا وقتها ان هناك حكاما قادمين من وراء البحار بقرار من الامبرياليين الامريكيين و الاوربيين و بعض الرجعيات العربية و الاقليمية و اليوم نرى ان حركة النهضة لم تغادر السلطة بل تبسط يدها عليها من خلال السيطرة على القصور الثلاثة في قرطاج و القصبة و باردو و هى و حركة نداء تونس ستتقاسمان الحكم في الفترة القادمة برعاية قوى خارجية ايضا و هما على وعى بان اى طرف منهما لا يمكنه الحكم وحده بل بالتوافق مع الطرف المقابل و ستشهد تونس من جديد ازدواجية السلطة مثلما يجرى الان مع حكومة المهدى جمعة فالمطلوب هو انتخابات تحقق بمعنى ما استمرارية الوضع الحالى على مدى الخمسة سنوات القادمة غير ان ذلك مشكوك فيه فنحن نرجح انفجار ذلك الوضع و خضوعه الى اضطرابات و هزات متلاحقة فالازمة تعصف بالجميع حكاما و محكومين و من هنا فان مشاركتنا في الانتخابات لن تفيد في قطع الطريق على هذا المخطط في حال نجاحه بل على العكس ستعززه باضفاء الشرعية الشعبية عليه طالما ظل العامل الخارجي متحكما في تشكيل المشهد السياسي السائد ، كما لن تفيد ايضا في تجنيب الكادحين الكارثة المحدقة مع انفجار الوضع في قادم الايام و الشهور لذلك فاننا نرى البديل في المقاطعة و المقاومة و علي سبيل الذكر فان الانتخابات التى جرت في اوضاع شبيهة في بلدان مثل العراق و افغانستان و ليبيا و مصر لم تحل المشكلة لذلك نضع في قائمة الاولويات اغلاق الباب بشكل كامل امام التدخل الامبرياليى و تحقيق شعار الحرية للوطن حتى يصبح بامكاننا انجاز الشعار الذى يليه و هو حكم الشعب لنفسه بنفسه اى حل المسالتين الوطنية و الديمقراطية و التقدم على طريق تمكين الكادحين من التمتع بالثروة التى ينتجونها بقوة سواعدهم و عرق جبينهم في بلد قامت انتفاضته على شعارات استراتيجية وطنية و اجتماعية مثل : الشعب يريد اسقاط النظام والتشغيل استحقاق يا عصابة السراق و الاراضى تباعت و الاهالى جاعت .
ـ الا يؤدى ذلك بحزبكم الى العزلة ؟
في تونس الان هناك احزاب السلطة و احزاب الثورة و الصراع بينها سيتواصل على ارضية شعارات انتفاضة 17 ديسمبر المغدورة التى وضعت على جدول اعمالها مشاكل جوهرية مثل التحرر الوطتى و الديمقراطية الشعبية و الاصلاح الزراعى في الريف و التشغيل و غلاء الاسعار و تدنى الاجور دون القدرة حتى الان على حلها و نحن نرى ان العزلة الحقيقية تتمثل في التنكر لهذه الشعارات و الاستغراق في البحث عن مكاسب و مغانم يمكن ان تجود بها الرجعية علينا فاما ان نكون مع الكادحين أو ضدهم و قد اخترنا موقعنا منذ البداية و اذا كانت الرجعية تسعى لعزلنا عما هو رسمى و سائد فان ذلك امر ايجابي بالنسبة الينا وما يهمنا هو عدم الانعزال عن الشعب و من هنا اتخذنا قرار المقاطعة الذى نعتبره متفقا مع مصلحته و نتمنى ان تشاركنا سائر القوى الوطنية إياه .
ـ هل تنسقون مع احزاب اخرى لتفعيل المقاطعة و اى بديل تقدمون به الى الشعب ؟
نعم نحن ننسق مواقفنا و انشطتنا مع مجموعة من الاحزاب و المنظمات و الجمعيات و عدد من المثقفين و النقابيين اى مع القوى التى تشاركنا هذا التقييم للوضع السياسي العام و اتخذت مثلنا قرار المقاطعة و قد اصدرنا بيانا مشتركا مع حزب النضال التقدمى يفيد ذلك و هناك خطوات اخرى قادمة فالمقاطعة لا تعنى فقط عدم التصويت بل تعنى ايضا المقاومة ، مقاومة الفساد السياسي و الاقتصادى و الاجتماعى و تغيير موازين القوى لصالح الكادحين لذلك كانت دعوتنا لايجاد اطار يجمع القوى المقاطعة للانتخابات على قاعدة مواصلة انتفاضة 17 ديسمبر حتى تحقق مهامها التاريخية بما من شانه ان يفتح الباب امام اجراء انتخابات ديمقراطية في المستقبل فتونس تعيش ازمة على مختلف الاصعدة و لن تفلح الانتخابات القادمة بشروطها الحالية في حلها لذلك فان الكفاح السياسي و الاجتماعى سيزداد قوة مع مرور الايام و ستلجأ الرجعية الى القمع و الارهاب و هذا كله سيصاحبه فرز متواصل للقوى السياسية و الاجتماعية و سيمكن البديل الثورى المرتكز الى شعارات انتفاضة 17 ديسمبر من أن يشق طريقه الى الكادحين بمعنى ان البديل تمثله الانتفاضة نفسها و نحن متمسكون به و اوفياء لمن استشهد و جرح من اجله و لمن يواصل الان الكفاح بطرق مختلفة في سبيله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا لم تتراجع شعبية ترامب رغم الإدانة؟| #أميركا_اليوم


.. 10 شهداء بينهم أطفال وعدد من الإصابات في قصف استهدف منطقة رم




.. بن غفير: الصفقة تعني التخلي عن تدمير حماس فإذا ذهب نتنياهو ب


.. تشويه لوحة فرنسية شهيرة بسبب التقاعس بمواجهة التغير المناخي




.. تظاهرة في مدينة بينغول التركية دعماً لفلسطين وغزة