الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة الجديدة و اهمية دور الجماهير !

مهند البراك

2014 / 8 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد تأريخ حافل للجماهير العراقية باطيافها، التي لعبت اهم الأدوار في تحقيق و تثبيت الإنتصارات التي تحققت للبلاد في عقود سابقة . . الاّ انها انقطعت بفعل ارهاب الدكتاتورية و بالعمليات الفوقية للتغيير و ادوار العوامل الخارجية في تحريك التغيير وصولاً الى تنفيذه كما تم باسقاط الدكتاتورية بحرب خارجية حققت ذلك و اعلنت الإحتلال و وقفت بقوة بوجه اي تحرّك جماهيري معارض . . ثم مالعبته الأدوار الخطيرة للإرهاب بشكل غير مسبوق لإسكات و تحطيم التجمعات الجماهيرية . .
في وقت يلعب فيه التحريك الجماهيري و كسب الجماهير دوراً مصيرياً في انجاح اية سلطة استلمت الحكم، لأنه يبرز حجم المؤيدين لإجراءات الحكومة القائمة و يشجّع على الأنتماء لهم من جهة، و يبرز حجم المطالبين بقضية ما و تقدير مدى جديّتها و خطورتها من جهة اخرى، و هو مسألة هامة لمعرفة و قياس مدى صحة الخط او البرنامج الذي تنتهجه الحكومة . . اضافة الى كونه المدرسة الأولى للجماهير لتلعب دورها في تقرير مصيرها و مطاليبها بيدها . .
ولابد من القول بأنه لايخفى الدور الخاطئ الذي لعبه رئيس الوزراء السابق المالكي في تحريك الجماهير باستغلاله المناسبات الدينية ذات المدلول الطائفي فقط و محاولته تجييرها لتأييده هو بشعارات مزايدة توصفه بكونه (مختار العصر) معمقة اساليب تعمية الجماهير و ضياعها في المقدّس و استغلال ذلك لمنافع انانية شخصية . . و قيامه بتحريك اوساط مدفوعة الأجر، لمواجهة تحركات جماهيرية حقيقية كما حدث في تجمعات نصب الحرية في بغداد و تجمعات مشابهة في ساحات على طول المحافظات العراقية و عرضها، التي تلاحمت مع المطالبات الكردستانية في تحقيق ضغط على الحكومة الأتحادية لتحقيق حكم فدرالي برلماني عادل .
و فيما ووجهت الحركات الجماهيرية المطالبة بالإصلاح و بالحريات، بالعنف و الضرب و وصلت فيها اجهزته الى مواجهتها بالرصاص الحي و سقوط العشرات شهداء و جرحى، و جرت مطاردات و اعتقالات و حفلات تعذيب بأخسّ الأساليب لخيرة شابات و شباب البلاد . . في مجرى مطالبات شعبية عادلة كان من شأن تطبيقها، تثبيت الحكم على اساس تحقيق خطوات على طريق الرفاه و العدالة الإجتماعية . .
الضامنة الأساسية لكسب الجماهير لصالح العملية السياسية و من اجل تحقيق نجاحات حقيقية ضد العصابات الإرهابية . . حتى صارت البلاد تعيش محناً جديدة متواصلة و متزايدة الخطورة تمثّلت في غياب الامن و سيطرة الإرهاب الذي فتح الباب عريضاً لـ داعش الاجرامية اللااخلاقية الناشطة بستار ادّعائها بحماية الدين بل و ادّعائها بتأسيس دين جديد !!!
و على ذلك، لابد من القول ان تغيير المالكي بالرغم من كونه لم يخرج عن عملية تغيير اشخاص يعودون لقيادة حزب واحد، و ان المرشح الجديد قيادي معروف في ذات الحزب و لم يبدر منه بعد ضمان عملي للتغيير، ضمان الى انه لن يسير عمليّاً على نهج سلفه المالكي الذي يحتل موقع رئيسه في حزب الدعوة الى الآن . .
الاّ ان ذلك التغيير بتقدير اوساط تتسع، جاء تلبية لرغبات الشارع المكبوتة، رغبات غالبية مكونات الشعب العراقي بسنته و شيعته و اديانه بعربه و كرده و قومياته الأخرى، و يشكّل بداية واعدة لنجاح المطالب و الشعارات التي رفعتها معارضة المالكي و قدمت في سبيلها انواع التضحيات، و يشكّل بداية لتحرّك تلك الطاقات الشعبية بالإتجاه الصحيح ان أحسنت قيادتها و التعامل معها . . قياساً بما جرى من تبديدها المؤسف في المناطق السنيّة و ضياعها الى جانب داعش الإرهابية و الذي تسببت به اساساً حكومة المالكي، رغم بدء الأنتفاض ضدّ داعش الآن في تلك المناطق . .
و يرى سياسيون و مجربون، ان التغيير اضافة لأهميته في الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، فإنه بداية لإنطلاق حركة شعبية واعية قائمة على الأسس المجربة للحكم الوطني و ليس حركة ضائعة تائهة في النواح على ماجرى في قرون مضت يتطلب احياء ذكراها مناقب من نوع اخر تصون ذكر و مكانة آل البيت . . حركة شعبية لاميليشيات مسلّحة حتى الأسنان تتحرّك تلبية لأشارات مصالح خارجية اقليمية او دولية او تكون اداة لجهة واحدة للسيطرة الأنانية على الحكم . .
فوجود حركة شعبية منظمة يشكّل الأساس الضروري لكل حكم يبغي النجاح و الثبات على اسس التبادل السلمي للسلطة ، لدعم المسيرة السياسية و تحقيق اوسع دعم و تطوّع منظّم في القوات المسلحة الحكومية لمواجهة المنظمة الارهابية داعش . . خاصة و ان احتجاجات متفرقة تظهر الآن و تتحوّل الى مشاجرات قد تتطوّر، بدأ بها من فقدوا امتيازاتهم غير المشروعة اثر تنحيّ المالكي . . بعد كبت تراكم للمتضررين لسنوات !

16 / 8 / 2014 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء