الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(مارينا) للشاعر: ت. س. إليوت

عبد الكريم بدرخان

2014 / 8 / 16
الادب والفن


يا لها من بحارٍ ومن سواحل!
يا لها من جزرٍ وصخورٍ رمادية!
يا لهُ من ماءٍ يعانقُ مقدّمة السفينة
بينما عطرُ الصنوبرِ وغناءُ العصافيرِ ينتشرانِ في الضباب
يا لها من صورٍ تتوالى...
آهٍ يا ابنتي!

أولئك الذين يشحذون أنيابَ الكلب، يُضْمِرُون الموت
أولئك الذين يزْهُون بأمجاد الببغاء، يضمرون الموت
أولئك الذي يسكنون في عفنِ اليقين، يضمرون الموت
أولئك الذين يكابدونَ النشوةَ الحيوانية، يضمرون الموت

وها قد أصبحوا أوهاماً، تذرُوها الرياح
بينما نسيمُ الصنوبر والضبابُ المُـشْـبَعُ بغناءِ الطيور
يذوبانِ في سحرِ المكانْ

ما هذا الوجهُ؟ ينقصُهُ الوضوحُ لشدّةِ إشراقه!
ما النبضُ في عروقِ الذراع، كم هو ضعيفٌ وقويٌّ جداً
أَ هوَ معطىً لنا؟ أم مُعارٌ فقط؟
أبعدُ من النجوم، وأقربُ من عينيّ

همساتٌ وضحكاتٌ خجولةٌ، بين أوراقِ الشجرِ
والخُطا المتسارعة فوقها.
في مملكة النوم، حيثُ تلتقي كلُّ المياه
عمودُ السفينة يتحطّمُ بالجليد، وطلاؤها يتقـشّـرُ بالحرارة.

هل فعلتُ ذلك؟ نسيتُ
ثم تذكّرتُ
ضعفَ حبالِ السفينة، وتعـفُّـنَ الشراع
بين حزيران وأيلول الجديد
لقد فعلتُ ذلك، غيرَ مُدرِكٍ، نصفَ واعٍ، جاهلاً من أنا

ألواحُ السفينة تسرِّبُ الماء، والشقوقُ يجبُ سدُّها
بهذا الشكل، بهذا الوجه، بهذه الحياة
أعيشُ لأحيا في زمنٍ يقبعُ ورائي
دعْنيْ أتركُ حياتي لتلك الحياة
وكلامي لذاك الكلام الذي لا يُقال
لليقظين، لمُمزَّقي الشفاه، للأمل
للسفينة الجديدة

يا لها من بحارٍ ومن سواحل!
يا لها من جزرٍ صخريةٍ أمام سفينتي!
والعصافيرُ تُـنـشِـدُ ملءَ الضباب
آهٍ يا ابنتي!

* * *


[1] مارينا: ميناءٌ صغيرٌ ترسو عليه القواربُ المخصّصة لنزهات العشاق.
[2] جميع حقوق الترجمة محفوظة لـ عبد الكريم بدرخان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟