الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة على مجتمع عراق ما بعد داعش

ئارام باله ته ي

2014 / 8 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نظرة على مجتمع عراق ما بعد داعش

شهد المشهد العراقي أحداثا دراماتيكية مثيرة بعد سقوط الموصل وإعلان خلافة أمير الدواعش منها ، ووصول المعارك إلى حزام بغداد دون أي تحرك فعلي للمجتمع الدولي، لكن سرعانَ ما تغيرت بوصلة المعارك بفعل فاعل صوب هدف اخر كان مستبعدا ولو لحين، في تقدير جل المراقبين للوضع السياسي في العراق .
يبدو أن داعش قد جنت على نفسها أو أن عمرها الافتراضي قد نفذ، أو على أقل تقدير نفذ في العراق بعد فتحها للجبهة الشمالية مع كوردستان، حيث هنالك معادلات أخرى غير قابلة للمساس (لا مجال للتطرق لها في هذه المقالة) . ولكن ما تمخض من هذه الأحداث من رؤى هي التي تهمنا في هذه المقالة المقتضبة .
ففي خضم الأحداث الجارية في العراق، تحولت نظرة المجتمع الدولي لـ (السنة)، من أقلية مضطهدة تعاني من وطأة حكومة شيعية مستبدة، إلى فئة باغية تقتل وتسفك الدماء جنبا إلى جنب داعش، بعدما كونوا حاضنا اجتماعيا ملائما لهذه الجماعة المرفوضة إنسانيا قبل كل شيء . فخسر (السنة) جراء ما حدث (شيعة) العراق لاسيما بعد الشرخ المجتمعي الذي ازداد عمقا بفعل التصريحات المفعمة بالكراهية من الجانبين، ناهيك أن (السنة) قد خسروا وربما للأبد تعاطف الكورد الذين شاركوهم التذمر من حكومة (المالكي) ، فلا يمكن للكورد أن ينسوا ما حصل في (سنجار) من قتل جماعي وسبي ووحشية لم تُستوعب لحد الآن من هول الصدمة، لاسيما وأن العشائر العربية السنية قد تواطأت مباشرة وبفاعلية في كل ما جرى .
أما كوردستان، فقد كسبت حشداً من التأييد الدولي غير المسبوق، تعالت الأصوات من كل حدب وصوب لنصرة هذا الاقليم الذي نجح خلال السنوات الماضية أمام الاختبار الدولي في جوانب التنمية والاعمار والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولو بطريقة نسبية، لكنه قطع شوطا لا يمكن مقارنته مع ما يجري في بقية بلاد الرافدين . لقد باتت كوردستان رقما مهما في معادلة الحرب على الارهاب، وشريكا معتمداً عليه لدى المجتمع الدولي في هذا السياق . ولم تقتصر المكاسب عند هذا الحد، بل أن القادة الكوردستانيون قد كسبوا رهان الإطاحة بالسيد نوري المالكي، لكنهم ربما خسروا حلم الدولة إلى حين، بل أن صورة الكورد قد شوهت في الأوساط الشيعية بفعل الحملات الاعلامية المنظمة، وقد تسوء هذه الصورة لدى (السنة) أكثر، إذا توسعت الضربات الأمريكية ووصلت لعمق المناطق السنية .
إن شيعة العراق، ولكونهم الأثنية المهيمنة عدديا وسياسيا، فهم معنيون أكثر من غيرهم في حسابات الربح والخسارة المتعلقة بالسلم الأهلي في المجتمع، حتى يمارسوا السلطة ويحافظوا على وضعهم المهيمن هذا، فبعد أن خسروا (السنة) و (الكورد) والخليج وتركيا ودول أخرى مؤثرة على الساحة العراقية، في ظل ولايتي (أبو إسراء) ، فإنهم الآن أمام تحدٍ وجودي لدولة عراقية موحدة يحكمونها، بعد أن نجحوا في الإبقاء على السلطة بيدهم بالرغم من هذه العاصفة الهوجاء .
باتت العلاقات المجتمعية اليوم في العراق بين الأثنيات الرئيسية على حافة الهاوية، وقد تزداد سوءاً إذا سارت على هذا النحو، ولكن يبدوا أن هناك استراحة مؤقتة يرضى بها الجميع لحين العودة إلى حلبة الصراع من جديد ووفقا للأجندة الاقليمية والدولية .
ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
ماجستير في دراسات السلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش