الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحماقة

إبراهيم الحسيني

2014 / 8 / 17
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الحماقة
لكل داء دواء إلا الحماقة أعييت من يداويها
إن ثقافة المرشدين حثالة الجماعات والمجتمعات البشرية العامود الفقري للأجهزة الأمنية والمعلوماتية والسلطة السياسية المستبدة ، تقوم بنيتها الفكرية على استبعاد الجماهير واحتقارها وتوظيفها سلما من الجماجم للصعود الاقتصادي والاجتماعي ، وهذه دائما كارثة الطغاة ، يفتقدون البصر والبصيرة والفكر والثقافة التي تشكل النواة الصلبة للثقافة والرؤيا السياسية ، يزرعون الوشاة المرشدين بطول البلاد وعرضها آذانا ويصاصين ، ويشكلون رؤيتهم وإجراءاتهم وبرامجهم وفق وشايات صغار النفوس الوضيعة ونميمة المقاهي والبارات ، وهؤلاء المرشدون ـ دائما ـ أول من يقفزون من المركب إذا ثقب أو هبت عليه رياحا عاصفة ، فقد رباهم الحكام الطغاة على ثقافة الجرذان الحقيرة ، بعدما شوه روحهم الإنسانية ومسخها وأفقدها كل صفة نبيلة تتصف بالشرف والنزاهة والكرامة ..
هذه مقدمة ضرورية للتعليق على تقرير فض رابعة الصادر عن منظمة " هيومان رايتس ووتش "
أول ما لفت نظري في تقارير رابعة الصادرة عن : المجلس القومي لحقوق الإنسان الرسمي ، ومنظمة هيومان رايتس ووتش ، وتصريحات وزارة الداخلية ، أن الأسلحة المضبوطة في اعتصام رابعة 9 بنادق آلية ، وهذا عكس ما كانت تروجه وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة التي تستمد معلوماتها من الأجهزة الأمنية والمعلوماتية ، تلك المعلومات غير الدقيقة والمنضبطة عن تحول الاعتصام إلى ترسانة عسكرية ، وقاد قوات الفض إلى استخدام قوة مفرطة لا تتناسب على الإطلاق مع المعتصمين ، وأوقع الإدارة السياسية للبلاد في كارثة وورطة الفض الذي تحول إلى مذبحة ومحرقة ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية ، وهذه المعلومات الخاطئة والمضللة قادت قوات الفض إلى جريمة تاريخية كبرى ، وتكشف عن خلل بنيوي في أجهزة المعومات والمخابرات ، قائم على الاستسهال والكذب والفشل وتلفيق المعلومات والاتهامات ، وتقديم معلومات غير دقيقة للقيادة السياسية ـ تفضي ـ وقد أفضت فعلا إلى قتل مئات من المعتصمين يصل في أقل تقديرات رسمية إلى 632 روح بشرية في مذبحة ومحرقة كبرى تتحمل مسئوليتها القيادة السياسية التي لم تتحقق من دقة معلومات أجهزة استخباراتها ومعلوماتها ، فمكنت جماعات الإسلام السياسي وفي مقدمتهم الإخوان من هولوكست للإسلاميين على غرار هولوكست اليهود ( محارق هتلر لليهود ) ، وهذا يدفعنا للظن ـ وليس كل الظن أثم ـ أن عقل الديكتاتورية العسكرية خامل وبليد وربما تضربه منظومة الفساد ، فالديكتاتورية العسكرية أقدمت على هذه المذبحة وهي لا تزال أسيرة ثقافتها الأوامرية الموروثة من ستينيات القرن العشرين ، لم تتطور ولم تجدد نفسها ، ولم تدرك التحول النوعي في المنظومة الدولية ، التي انتقلت بالبشرية من منظومة الدولة الوطنية القومية إلى منظومة العولمة المنفتحة والأرحب مدى في الحقوق والحريات وصون الروح الإنسانية ، وأحد تجلياتها تعقب الطغاة القتلة سفاحي الأمم والشعوب .
ولتنتظر القيادة السياسية الملاحقة القضائية الدولية ، وهو ما انتهى إليه تقرير هيومان رايتس ووتش ، والذي يمكن أن تستخدمه الإدارة الأمريكية وفق احتياجاتها ، وفي التوقيت الذي يناسبها ، وهو مالا نحب ولا نرغب .
تسقط الشمولية والصهيونية
يسقط الشاويش والكاهن والدرويش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار