الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار داعش

كايد الركيبات
(Kayed Rkibat)

2014 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


أسرار داعش
إن الإسراع الدولي في التبرئة من داعش، وإعلانها جماعة إرهابية، يعطي مدلول على أن هذا التنظيم تقف ورائه قوى ذات قدرات اقتصادية كبيرة، وهذا الاستنتاج يمكن الوصول إليه من توفر الأسلحة والذخائر للتنظيم طيلة الفترة التي مارس خلالها نشاطه العسكري، فعمليات التزويد للأسلحة والذخائر تحتاج إلى استراتيجيات مهمة، متعلق جزء كبير منها بالإمكانيات المالية، التي تدفع ثمنا لهذه المواد، وأيضا تكاليف النقل لهذه المواد وتوصيلها للمواقع القتالية، وهي بحاجة أيضا إلى مستودعات وآليات تخزين وإمداد مستمر.
كما أن هذه الأسلحة والذخائر يستبعد تأمينها بشكل مباشر ووحيد من مستودعات ومخازن الأسلحة، العائدة للجيش السوري والجيش العراقي، لسبب مهم وهو أن المنطقة التي ينتشر بها تنظيم داعش حاليا، والتي تشكل أجزاء من شمال غرب العراق وشرق سوريا، تمثل مناطق أقليات في كل من سوريا والعراق أصلا، وبذلك فهي ليست مناطق ذات خطر على الأمن الوطني لكلا البلدين، حتى يتم تخزين الأسلحة والذخائر في المعسكرات التابعة لهم فيها، خشية أي مواجهات طارئة مع السكان في هذه المناطق.
وهذا الأمر يؤدي إلى تنامي الشكوك حول آلية تزويد مستمرة للتنظيم بالذخائر والأسلحة من قبل حليف قوي لهذا التنظيم، ومن المؤكد لن يكون هذا الحليف سوى جهاز استخباري دولي، قادر على تقديم الدعم اللوجستي والمادي للتنظيم، ليكون هذا التنظيم قادر على البقاء والصمود، والاستمرار في التحرك العسكري، مع الاحتفاظ بمخزون استراتيجي يسهم في إنجاح المشهد الأخير من مسلسل التظليل على تورط دول بعينها في دعم هذا التنظيم، الذي وجد أصلا ليشوه صورة الجماعات الإسلامية خصوصا.
ومما يدعو للشك حول هذا التنظيم هو أيضا مكان انتشاره، فالمنطقة التي يبسط التنظيم عليها سيطرته تكاد تكون منطقة خالية من المسلمين العرب السنة، أي انه لم ينشأ في حاضنة سنية تعزز وجوده، وإنما يكتفي في صموده على الأفراد المقاتلين، وعلى التزويد والإمداد العسكري من جهة، وعلى ارتكاب الجرائم بحق الأقليات من جهة أخرى، بل إن المنطقة التي ينتشر بها تنظيم داعش، هي مناطق تقطنها الجماعات الكردية، والأقلية اليزيدية، وبعض الأقليات المسيحية، ووجود تنظيم داعش في تلك المنطقة وتنكيله بهذه الطوائف، يسهم بشكل كبير بخدمة الهدف الأساسي غير المعلن لتنظيم داعش، وهو تشويه صورة الجماعات الجهادية الإسلامية، وهذا الهدف الذي تعمل عليه داعش، يخدم بعض الأنظمة العربية القائمة حاليا، قبل أن يخدم أي دولة خارج منظومة الدول الإسلامية.
فتشويه صورة الجماعات الإسلامية، سيمكن القيادات العربية التي تقف في وجه الإصلاح السياسي والاقتصادي، من استثمار انخراط داعش بالأعمال الإجرامية، التي تقوم بها لعكس الصورة على باقي الجماعات الإسلامية الإصلاحية، وترهيب المواطن من خطر الإسلام السياسي، والشاهد لديهم هو ما يقوم به أفراد تنظيم داعش الذي يدعي انه التنظيم الذي سيحمي راية الحق والدين.
فصمود داعش واستمرار تزويدها بالعتاد والأسلحة، وارتكابها لأعمال إجرامية باسم الدين، يخدم فقط أصحاب العروش التي تحارب الإسلام وأهله، وان كانوا يلبسون عباءة الإسلام، ويدعون أنهم هم أنصاره، ورغم الشكوك بأنهم هم أيضا من يقف وراء داعش ويدعمها.

[email protected]
كايد الركيبات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا كل هذا الظلم لداعش؟ وما اشبه اليوم بالبارحة
زرقاء العراق ( 2014 / 8 / 17 - 18:53 )
لا تخلوا اي مقالة من انتقاد داعش وما تفعله بالاقليات وبالنساء.
ولا يريد احد ان يفسر لنا ماذا فعلت داعش اكثر مما فعله قبلهم ليس فقط من الجماعات الأسلامية, بل من حكام دول عربية ومدارس الشريعة كالأزهر وغيرها
انا عراقية ورأيت بأم عيني كيف قام نظام البعث بأعدام يهود العراق والتنكيل بهم بحجة التجسس لأسرائيل مع منعهم جميعاً من السفر او التصرف بأموالهم وممتلكاتهم. ولا يقبل المنطق بأن جميعهم كانوا جواسيس
ويقال لنا بأن داعش تقتل وتنكل بالأقليات؟؟
فرغ العراق من اليهود فقاموا بتفجير كنائس المسيحيين وقتلهم, حتى ترك اكثر من نصفهم العراق. ويقال لنا بأن داعش تقتل وتنكل بالأقليات؟؟
وقد قتل وشرد من الأكراد مئات الآلاف من قبل الأنظمة العراقية المتوالية وتقولون لنا أجرام داعش؟؟
لماذا قتل الأقليات وسلب اموالهم حكر وحلال على الحكام العرب وحرام على داعش ياترى؟؟
على الأقل داعش اعطت الخيار للأقليات حسب الشريعة الأسلامية قبل قتلهم وطردهم, ما لم يفعله قبلهم من حكام الأنظمة


2 - رد على تعليق زرقاء العراق
من الناصرة ( 2014 / 8 / 17 - 21:51 )
تزعجني المواقف التي يشتم منها تعاطف، ولو القليل، مع تنظيم داعش (دولة أعوان الشيطان). حتى لو كانت أيدي الأنظمة القديمة ملطخة بالدم، فإن ذلك لا يبرر ما يفعله منحرفي داعش اليوم. كان بالإمكان الاشارة الى ظلم الماضي دون الانتقاص من اهوال ما تفعله التنظيمات الارهابية التكفيرية المرتدة وعلى رأسها تنظيم دولة اعوان الشيطان


3 - وتلومون داعش على معاملته للنساء
زرقاء العراق ( 2014 / 8 / 18 - 00:18 )
داعش أختطفت النساء ؟؟ لا اريد العودة الى التاريخ القديم وسبي النساء بعد الفتوحات, ولكن ها هي بوكا حرام خطفت مئات الفتيات والى يومنا هذا فأين هي اصواتكم واقلامكم؟؟ بس على داعش حرام؟
ومصر والسودان واليمن وغيرهم تشجع ختان الفتيات ولم يرف لكم جفن , وحتى المسلمين في بريطانيا وفرنسا يختنون فتياتهم وانتم صامتون, وبس على داعش حرام وغيرها حلال ؟؟ فما هذا النفاق؟
تلومون داعش على نكاح الجهاد ولا تلومون الفتيات اللذين سافروا بمحض ارادتهن من تونس وغيرها وحتى من بريطانيا ودول أوربا متطوعات, فلم تلومون مقاتلي داعش؟ هل هم من اجبر هؤلاء الفتيات على هذا الجهاد؟؟
ومن ثم تتهمون داعش بأحياء سوق النحاسة من جديد وتناسيتم بأن الآلاف من الفتيات
تباع كل يوم وتحت انظاركم من قبل آبائهم بما يسمى المهر, وما هو الا سوق نخاسة بأسم جديد يدار من البيت بدل السوق
الأزهر أتاحت ارضاع الكبير ونكاح الزوجة المتوفية وغيرها وافتى غيرها على شرعية زواج المتعة وزواج المطيار والمسفار والمصياف وغيرها وانتم صمٌ بكمٌ لا تتكلمون الا عندما وصل الأمر الى داعش فتحتم افواهكم


4 - لماذا العجب والنكران ؟؟؟؟؟؟؟
احمد حسين البابلي ( 2014 / 8 / 18 - 12:51 )
يا ناس لما هذا العجب مما يدور في العالم على( ايدي ) كما يقال من المتشددين الاسلاميين!!ارجوا ان تبحثوا في التاريخ والحاضر وسوف ترون ان التشدد موجود في تعاليم الاسلامنا (وقرآنه )هو الدستور الذي لا يمكن ان يتغير حتى وان كان فيه كل ما يخالف السلام والتعايش..وان كل (عمر الاسلام )هو فعل كما يفعل الداعش وغيره..ان اسلامنا وتعاليمه هي جوهر ديننا الحنيف المبني على القتل وتخريب كل ما هو جميل وعليه لماذا النكران والتبرير..هل من الممكن ان تتعرفوا على حضارة الاسلام وسوف ترونها فقط ذكريات القتل والسلب والعبودية لا غير..تحسسوا حضارة الاغريق والرومان وكل عامود في ابنيتهم يستحق كل الاحترام ولهذا يا ناس اصبحنا مهزلة بين الشعوب بسبب كوننا اسلام والانكى اننا لا يمكننا الدفاع عن انفسنا وكيف ندافع (وقرآننا) مملوء بكل ما يخزي ولهذا لم يبقى لدينا سوى التخفي او الانكار باننا لسنا حاملين لهذا الدين والذي تم فضحه بسبب ما اكتشف فيه كل هذا القدرمن الجهل والتدمير. وشكرا لداعش وبوكو حرام منتجات اسلامنا لافهام من لا يفهم عن اسلامنا..وانا ابحث عن اليوم والساعة والمكان الذي يمكنني ان اتخلى عن هذا الدين الغير مشرف..ن

اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ