الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب المحرم – قصة قصيرة

موريس رمسيس

2014 / 8 / 17
الادب والفن


‘خالد‘ و ‘فارس‘ صديقان فى بداية الثلاثينات من عمرهما ينتميان الى عائلتين ثريتين تعارفا على بعضهما فى أحدى المنتديات الاجتماعية التى تتواجد بكثرة فى صالات الفنادق الكبرى بالمدينة .. تلك الملتقيات تعتبر نقطة تعارف و تلاقى لأبناء الأثرياء فيجتمعون فى حلقات يتحدثون فى نفس المواضيع المتكررة يوميا كأندية كرة القدم و اللاعبين و اسهم البورصة و مواضيع البداوة و الحضر و غيرها .. يمتلك ‘خالد‘ شركة لمقاولات المعمارية تقوم بتنفيذ مشاريع عدة فى اكثر من مدينة و ‘فارس‘ يدير مجموعة من المحلات الشهيرة الكبرى التى يمتلكها والده و تتواجد فى مدن أخرى بإنحاء البلد

لفت انتباه ‘خالد‘ الهدوء الذى يعترى ‘فارس‘ اثناء حديثه و أدبه فى اختيار كلماته مع الآخرين كما أعجبه الخجل الذى يصاحب نظراته عند الحديث .. تعارفا على بعضهما سريعا و تكونت بينهما صداقة و اعجاب متبادل مما جعلهما ينزويا سويا فى أحدى الأركان من الصالة فجلسا على احدى الأرائك الفسيحة ليتبادلان الحديث عن حياتهما العملية و الخاصة .. مر الوقت بسرعة و تكون لديهما الشعور بالثقة و الاحترام المتبادل و افترقا على ان يتلاقيا بنفس المكان

مرت الأيام و تقابلا الاثنان بنفس المكان و تطرقا فى حديثهما عن مواضيع مختلفة كثيرة
فارس: انا متزوج منذ ثلاثة سنوات
خالد: انا لم اتزوج بعد .. هل عندك اولاد؟
فارس: نعم عندى طفلة صغيرة ‘عبير‘ .. هل تريد الزواج؟
خالد: أكيد .. لكنى مازلت ابحث عن بنت الحلال

دارت فترة من الصمت بينهما ثم اخبره ‘فارس‘ عن عدم شعوره بالسعادة مع زوجته و انه مضطر لعيش معها لكونها من اقاربه و الطفلة الصغيرة بينهما .. قام ‘فارس‘ بالتلميح عن اخته الصغرى الغير متزوجة التى لا تزال طالبة جامعية .. التقط ‘خالد‘ الرسالة و اعتبرها ثقة و احترام كبير موجهان إلى شخصيه مما اسعده كثير لكنه فى نفس الوقت لم يعطى رد أو تعليق و أكتفى بابتسامة بسيطة

تقابلا الاثنان عدة مرات و فى اثناء ذلك لم يتطرق ‘خالد‘ إلى الرغبه فى الزواج فهو يخجل من سؤاله عن شكل أخته و ملامحها كما تفعل النساء فى الحالات المماثلة كما انه لا يستطيع رؤيتها خلسة فالنساء بالمدينة جميعهن منقبات و لا يُرى منهن غير العينين و يعتبر من المستحيل طلب الرؤية قبل الزواج

كان ‘خالد‘ دائم الذهاب فى الميعاد مبكرا حتى يتسنى له مراقبة ‘فارس‘اثناء قدومه إلية و هو مرتدى الثوب و الشماغ و العقال فيراقب مشيته و خطواته متفحصا كامل جسمه و افخاذه و اكتافه عن بعد كما كان يختلس النظر إليه من الخلف كما كان يتعمد النظر إلي عينيه اثناء الحديث ليراقب ملامح الوجه .. فقد كان رفيع رشيق ليس بالنحيف طويل القامه بلا كرش عريض الأكتاف غليظ الأذرع ذو وجه هادئ جميل .. اخذ ‘خالد‘ يتخيل كثيرا و مفترضا تواجد التشابه بين ‘فارس‘ و أخته فى شكل الجسد و مواصفاته الخارجية بالإضافة إلى ملامح الوجه

يعجب ‘خالد‘كثيرا عند مشاهدة ‘فارس‘ اثناء قيامة بإلقاء الشماغ على اكتافه جانبا بشكل غير ارادى فيستفزه ذلك الإيحاء الجنسى المصاحب عندما يكشف عن جزء من شعره الأسود الناعم المختفى اسفل الشماغ فيزداد فى نشوة عند النظر إليه و يراقبه اكثر بعينيه اثناء الحديث معه كما لو كان يتمعن فى صورة بديعة الجمال .. ازداد ‘خالد‘ اعجابا بملامح وجهه الهادئ ذو الجبهة العريضة و العينين العريضتين الواسعتين و الحاجبين السميكين المحددين أعلاهما فالخدود الممتلئة قليلا على الجانبين و الأنف الصغير الذى يتوسطهما مع الشفاه الغليظة ذات الحمرة الداكنة .. كان ‘فارس‘ يقابل تلك النظرات طوال الوقت بابتسامته الرقيقة المعهودة منه و المصحوبة بنظرات العين إلى اسفل فى خجل .. افترقا على ان يتقابلا حينما يعود ‘فارس‘ مرة ثانية من السفر لسفره فى مهمة عمل خارجية قد تستغرق اسبوعين إلى أكثر من دولة أسيوية لشراء بعض الحاجيات و البضائع و البحث عن الجديد ليعرضه فى المحلات التى يديرها

مر الأسبوعان كأنهما اشهر على ‘خالد‘ كما لو كان شاب صغير يعيش فى حالة من العشق مع ولع الحب و الحرمان منه .. شاب يحب و يعشق فتاة لم يراها ابدا و لا يعرف اسمها و يتخيلها كصورة طبق الأصل من شكل ‘فارس‘ أخيها .. شاب يتغزل فى صوره وهمية لا تفارق عينيه و خيالة ليل نهار و يعيش حالة من التوحد فى غيبوبة الحب مع فتاة من وحى الخيال لذا انتظر بفارغ الصبر حتى رجوع ‘فارس‘ ليعبر له عن رغبته فى الزواج من اخته الطالبة فقد لعب الوسواس فى رأسه أكثر و خاف ان يسبقه احد اخر فى طلب يديها

وصل ‘فارس‘ من السفرة الطويلة و تقابل مع ‘خالد‘الذى لم يستطع اخفاء سعادته برؤيته له ثانيا كما عبر ‘فارس‘ عن نفس المشاعر تجاهه .. بدأ ‘خالد‘ الحديث قبل سؤاله عن حال الرحله كاشفا عن رغبته الشديدة فى الزواج من اخته .. ابتسم ‘فارس‘إليه بنظرته المعهودة ثم طلب منه الانتظار قليلا حتى يأخذ رأى الوالد ولى أمرها

تم التوافق سريعا فالعائلتان ثريتان يعرفان بعضهما و تحدد ميعاد الفتحة و الدخلة و مضت اسابيع قليلة حتى حان زواج ‘خالد‘ من ‘فاطمة‘ اخت ‘فارس‘ و فى منزل الزوجية استطاعا كلا منهما ان يرى الأخر كما يفعل أى عروسان .. حاول ‘خالد‘ ان يتمالك اعصابه من هول المفاجأة كلما نظر إلى زوجته فقد كانت ‘فاطمة‘ تخينه فى الجسم قصيرة فى الطول و يتقارب امام عينيه طولها مع عرضها كما استفزه كثيرا المساحيق و الألوان التى تملئ الوجه و تلك العيون المتربصة بيه التى تنظر إليه بلا خجل .. شعر ‘خالد‘ برهبة شديدة تمتلك قلبه و وجدانه فهو يرى الزوجة كفتاة اخرى غير التى تخيلها و أحبها فتختلف فى كل ما تخيله عنها و كان من الصعب ان يناما سويا فى سريرهما فى الليلة الأولى

مر شهر العسل بلا عسل إلا قليلا و اراد ‘خالد‘ مقابلة صديقه و نسيبه ‘فارس‘ فقد كان فى حالة من الحزن الاكتئاب بعدما علم من ‘فاطمة‘ بأنها الاخت الغير الشقيقة من زوجة الوالد الثانية لكنه بمجرد ان تقابل مع ‘فارس‘ شعر بفرح و سعادة تغمره و ذهب الحزن سريعا عنه برؤيته ثم اخذا الاثنان يعبران صراحة عما بداخلهما من مشاعر

خالد: كنت متخيل ‘فاطمة‘ فتاة مختلفة تماما عما عليه
فارس: كيف؟ .. وضح اكثر
خالد: لقد كنت اعشق فتاة جميلة اعتبرتها تشبهك تماما
فارس: هل تقصد ‘فاطمة‘ غير مناسبة لك و تريد تطليقها؟
خالد: لا .. لم اقصد ذلك .. لكنى اردت التعبير عن مشاعرى
فارس: أنا شاعر بك من أول مرة تقابلنا فى الفندق
خالد: تقصد انت كمان؟
فارس: الم تفهم هذا بعد؟
خالد: لماذا زوجتنى اختك؟
فارس: اعتبرت الزواج كالعقد الذى يربطنى بك
خالد بحبك كثير
فارس: بحبك أكثر

اتفقا الاثنان على مغادرة الصالة و الذهاب الى مزرعة ‘فارس‘ وهناك استطاعا ان يتبادلا القبلات و يمارسا فى أمان فتجرعا سويا من الحب المحرم كما اتفقا على التقابل اسبوعيا فى المزرعة و ليس فى صالة الفندق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??