الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تدعم إيران الإرهاب السلفي في العراق؟

سعد الشديدي

2005 / 8 / 11
الارهاب, الحرب والسلام



في مؤتمرٍ صحفي عقده وزير الخارجية الأمريكي دونالد رامسفيلد، أكد الوزير الأمريكي إن الولايات المتحدة لديها إثباتات دامغة على تورط النظام الإيراني في دعم المجموعات الإرهابية الناشطة في العراق، قائلاً: من المؤكد انه تمَّ العثور على اسلحة في العراق أحضرت من إيران.
بدايةً نريد ان نسأل السيد وزير الدفاع الأمريكي اذا ما كان متأكداً بالفعل من ان بحوزة أجهزة مخابراته ما يكفي من الأدلة لإدانة نظام طهران في هذا الجانب؟ وسؤالنا موجّهٌ بناءاً على اعتبارات عدّة منها أولا أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها سوابق في موضوع ادعاء حيازة الأدلة الدامغة. كما حصل في موضوع أسلحة الدمار الشامل، حين ادعت الإدارة الأمريكية الحالية ان لديها أدلة استخبارية ثابتة على امتلاك نظام صدام حسين لتلك الأسلحة المحظورة، وبررت حربها بتلك الأدلة ضد ذلك النظام وأدت الى إسقاطه. ثمّ أتضح بعد ذلك بسنتين، من البحث الدؤوب، أنْ ليس هناك أسلحة دمار شامل ولا غيره.
ثانياً لأن الموضوع وصل في الاتهامات الى كسر العظم مع دولة من دول الجوار. والمشكلة ان هذه الدولة لديها علاقات متميزة مع الحكومة العراقية الحالية. حيث تذكر الأخبار القادمة من بغداد ان علاقات التنسيق الأمنية بين العراق وإيران وصلت الى مستويات متقدمة جداً من التعاون والتفاهم "المتبادل" بين الجانبين. والدليل على ذلك إنشاء مكتب للتنسيق الأمني بين وزارتي داخلية البلدين ومقرّه في وزارة الداخلية العراقية في بغداد.
أما السبب الثالث فهو ان عدد كبير من القيادات العراقية الحالية، عربية وكردية، لها علاقات وثيقة جداً مع نظام ملالي الجمهورية الإسلامية في إيران. وتقديم ادعاء مثل هذا سيؤدي لا محالة الى اهتزاز الأرض تحت أقدام هؤلاء. والمشكلة العويصة جداً هنا أنّ هؤلاء هم حلفاء للولايات المتحدة ومؤيدين لسياستها في العراق.
ان تصريحات السيد وزير الدفاع الأمريكي تثير بعض التساؤلات حول جدية السياسة الأمريكية في العراق وأسلوب القيادات العسكرية والسياسية الأمريكية في إدارة ألازمة الراهنة، وحكمة هذه القيادات في اختيارها لحلفائها من العراقيين لمساعدتهم على النهوض من حالة التردي السياسي والأمني والاقتصادي التي وصل إليها العراق بعد الاحتلال الأمريكي له.
فتصريحات الوزير الأمريكي اتهام غير مباشر لعدد كبير من القيادات العراقية المتحالفة مع إيران بالتورط في العمليات الإرهابية ضد الشعب العراقي. إذ كيف يجوز اتهام ملالي طهران وقمّ ومشهد بمساندة ودعم قوى الإرهاب الوهابي واستثناء ملالي العراق المرتبطين بعلاقات عقيدية و أحياناً علاقات أُسرية مع قيادات عليا في نظام طهران؟ وكيف يمكن لنا اتهام الإيرانيين بدعم الإرهاب ولا نتهمّ أولئكَ القادة العراقيين وعلى مستوى قيادات الأحزاب ممن يحملون الجنسية الإيرانية ممن سكنوا ايران طوال حياتهم تقريباً ويشعرون بمنتهى الامتنان لنظام طهران على ما قدمه لهم من خدمات خمس نجوم قبل تربعهم على دست السلطة في بغداد ؟ أليس هؤلاء إيرانيين أيضاً ولديهم من الإخلاص للنظام "الإسلامي" ما يوازي ذلك الذي نجده لدى القيادات الإيرانية نفسها؟
وما تفسير السيد وزير الدفاع الأمريكي لذلك الهامش الكبير الممنوح من قبل الأمريكيين وحلفاءهم البريطانيين للمخابرات الإيرانية في المحافظات الجنوبية، ومحافظة البصرة على وجه الخصوص؟ أهو الخوف من الإيرانيين!؟ الذي نعرفه أن الولايات المتحدة لا تخاف من أحد بل لا تحسب حساب أحد اذا ما تعلق الموضوع بأمنها ومصالحها القومية العليا. فلماذا تكتفي إذن بتوجيه الاتهامات الى دول المنطقة التي تساعد قوى الإرهاب على قتل الجنود الأمريكان في العراق ولا تفعل أكثر من ذلك؟
والآن وبعد أن حصلت الولايات المتحدة على الأدلة الدامغة على تورط المعممين الإيرانيين في دعم وإسناد قوى الإرهاب السلفي الوهابي في العراق. ماذا تنوي الإدارة الأمريكية إن تفعل؟
أن الادعاء بامتلاك أدلة تدين إيران أو غيرها لا يكفي المواطن العراقي الذي انقلبت حياته الى ما يشبه الجحيم نتيجة الحرب الأمريكية ضد الإرهاب على الأرض العراقية. بل ان وضع هذه الأدلة على الطاولة وكشف المستور والمخبوء منها أصبح ضرورياً خصوصاً وانه لم يبقَ بيت من البيوت العراقية في مناطق بغداد والوسط والجنوب لم تحرقه نار الإرهاب سواءاً كان إيرانياً أو وهابياً سلفياً. ولم يعد يهمّ العراقيّ لون وطعم ورائحة هذا الإرهاب ومنشأه الجغرافي واسم العقيدة التي يتخفى ورائها، بل أصبح ما يهمه بالدرجة الأولى الخلاص من الإرهاب وبدء صفحة جديدة من الحياة الهادئة المستقرة كتلك التي يعيشها البشر في بلدان العالم الأخرى.
فإذا كان لدى الإدارة الأمريكية حقاً من الأدلة التي تستطيع معها أثبات تورط الإيرانيين في دعم وتسليح وتمويل المجموعات الإرهابية فالمطلوب من الأمريكيين إبعاد حلفاء إيران من العراقيين عن مراكز اتخاذ القرار المهمة في المؤسسة العسكرية العراقية الناشئة والحكومة العراقية الحالية. لأن هذه العناصر تقوم بالتأكيد بخدمة المشروع الإيراني مهما سيكلفها ذلك من ثمن. أما الأمر الثاني فهو تجميد العلاقات مع إيران ليس على المستوى الدبلوماسي فحسب بل وملاحقة عناصر المخابرات الإيرانية التي باتت تسرح وتمرح في محافظات جنوبنا الحبيب وإبعادهم من الأراضي العراقية. وهناك بالتأكيد إجراءات أخرى تستطيع الحكومة العراقية اتخاذها وبدعم أمريكي- دولي.
وإلا فأن في الموضوع..ما فيه!!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: إسرائيل تريد الدخول إلى رفح.. لكنّ الأمور


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق الحالية بين حماس




.. صحيفة يديعوت أحرونوت: إصابة جندي من وحدة -اليمام- خلال عملية


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. نتنياهو يعلن الإقرار بالإجماع قررت بالإجماع على إغلاق قناة ا