الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب : جيل عربي جديد

حليم الخوري

2005 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لا تزال الدول العربية تعاني حتى يومنا هذا من سيطرة الأنظمة العسكرية المخابراتية اللاديمقراطية على الحكم، ومن مرض التخلّف السياسي والاجتماعي والثقافي، ومن هيمنة المناهج التعليمية البالية في المدارس والمعاهد والجامعات، ومن التنامي المتزايد لآفة الطبقية، ومن الغياب الكامل لنشاط الحركات والمنظمات المدنية داخل المجتمع.

والمضحك المبكي في آن، هو أنّ هذه الأنظمة، التي ما فتئت تمارس سياسات القهر والتعذيب والاعتقال والقتل بحقّ الجماعات والأفراد الذين يطالبون بالإصلاح والتغيير، ترفع الصوت عالياً اليوم لتنادي بالتحرّر والوحدة وخلق مجتمع جديد، وتحمل لواء التصدّي للصيغ والاتفاقات "الاستعمارية" الجديدة التي يحاول الغرب، الأميركي والأوروبي على حدّ سواء، فرضها علينا.

أمّا الأعجب من هذا كلّه، فهو عندما تطالعنا هذه الأنظمة بشعاراتها الطنّانة والرنّانة عن كيفية مواجهة هيمنة إسرائيل واحتلالها العسكريّ لفلسطين ولبعض الأراضي العربية، فيما تقوم من الجهة المقابلة بالتهافت على تطبيق المزيد من سياسات الانفتاح والتطبيع معها، غير آبهة بالنقمة والرفض من جانب شعوبها لمثل هذه السياسات.

طبعاً، ليس المطلوب منّا أن نقلّد الغرب في كلّ ما يفكّر أو يفعل، لكن من المفيد لنا أن نتعلّم منه بعض ما يتميّز به عنّا من مبادئ، كالديمقراطية والعلمانية والتطوّر السياسي والتقدّم الاجتماعي والثقافي...إلخ. هذه المبادئ التي ما فتئنا نرفضها بحجّة أنّها تتعارض مع "عاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية"!

لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل تستطيع هذه الأنظمة الحافل سجلّها بالجرائم والإرهاب، أن تقود شعوبها اليوم إلى ما تصبو إليه من إصلاح وتغيير وتحديث؟ لا أعتقد، لأنّ هذه الشعوب فقدت ثقتها بحكّامها منذ زمن بعيد، وهي تنظر الآن بأمل كبير إلى بزوغ جيل جديد من الشباب العربي المثقّف الرافض للرجعية والتحجّر والظلـم، المؤمـن بالمساواة والانفتـاح وحريّـة التعبيـر عـن الرأي، المتشـوّق للعمـل من أجل التغيير الديمقراطي الصحيح، الطامح إلى خدمة مجتمعه بتفان وإخلاص ومن دون أيّ مقابل، المصمّم على التوحّد عن حقّ في مواجهة الأعداء والطامعين بالأرض وبالثروات.

أملي في أن يكون مثل هذا الجيل على الأبواب، لأنّ الكيل قد طفح من كلّ أشكال السياسات التي اتّبعتها أنظمتنا الحاكمة، والتي أوصلتنا إلى هذه الحالة من التخلّف والانسحاق والحرمان والاتّكالية والانغلاق على الذات، وساهمت في خلق هذا الشعور بالإحباط والهزيمة والفشل في مجابهة العدوّ التاريخي، إسرائيل، الذي ما زال يمعن، دون أيّ رادع، في سياسة التوسّع وضمّ الأراضي وتهجير السكّان العرب من أرزاقهم ونهبها وتدميرها. وأتمنّى على شعوبنا، العطشى والتوّاقة إلى التغيير، أن تمنح هذا الجيل الآتي، الدعم المطلوب لكي يصل إلى موقع السلطة ليحقّق ما يصبو ونصبو إليه جميعاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح