الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطبة الوداع للمالكي

باسل مهدي

2014 / 8 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


صرح المالكي في الكلمة التي تنازل فيها عن الولاية الثالثة وقال، (عند تشكيلنا للحكومة عام 2006 كان القتال يدور في وسط شوارع العاصمة، وكانت بغداد محاصرة والطرق العامة ومؤسسات ودوائر الدولة خاوية على عروشها، ولا نشاط حيوي اقتصادي وتجاري أو ثقافي يبدد وحشة النهار والليل).. لكن المالكي ودع الولاية الثالثة وأكثر من نصف مساحة العراق محتلة من قبل تنظيمات إرهابية، غادر الولاية الثالثة والميليشيات تصول وتجول في شوارع بغداد ومحافظات الوسط والجنوب. غادر وبقيت وحشة الليل والنهار لا تبدد حسب تعبيره..
المالكي عرج على الخدمات وعلى الأعمار والبناء وأعلن عن تحقيق نجاحات كبيرة في تلك المجالات، هو لم يصرح عن وضع الخدمات قبل استلامه السلطة فلم يكن وقتها اختصاصه الخدمات، كان فقط اختصاصه الملف الأمني لذلك صرح عن الواقع الأمني قبل استلام السلطة، رئيس الوزراء سابقا قد يكون لا يعرف ماهي الخدمات، أو أنه يقصد الخدمات من نوع أخر ليس مثل تلك الخدمات التي تقدم للمواطنين كالكهرباء والماء الصالح للاستخدام البشري ومجاري تصريف المياه الخفيفة والثقيلة، فلربما يقصد خدمات أطلاق الميليشيات ونشرها في الشوارع والمحلات والأزقة لتقوم بمهام القتل والتهجير وبث الرعب.
وتدارك المالكي هزيمة الجيش الذي بناه طوال الولايتين السابقتين وسلحه بحمية لا تعرف الكلل والملل ومن مصادر عدة، وأعلن عن استعادة زمام المبادرة بهمة القوات الأمنية والمجاهدين المتطوعين وأبناء العشائر الغيارى. والتحول من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم، فبهمة الغيارى استعادة زمام المبادرة من الدفاع الى الهجوم، المالكي لم يذكر الجيش ولم يتطرق الى استعادة المبادرة من مرحلة الهزيمة والفرار الى مرحلة الدفاع.. أعلن أن قواته الأمنية وهمة الغيارى حررت مدن ومحافظات رغم انه أعترف بان داعش احتلت الموصل فقط..
وأضاف قائلا (لقد استبعدت منذ البداية خيار استخدام القوة لعدم إيماني بهذا الخيار فيما عدا مواجهة الإرهاب.. واقصد بذلك استخدام القوة في أدارة العملية السياسية.. ولن اسمح في استخدام القوة في معالجة الأزمات).. المالكي لم يسمح باستخدام القوة في معالجة الأزمات فقضية الهجوم على المتظاهرين في ساحة التحرير لم يكن يعلم بها فقد كان وقتها يتمتع بإجازة أداء مناسك العمرة.. أما قضية الهجوم البربري على منطقة الزركة في النجف وقتل العشرات فقد كانت ليست أزمة وإنما لاستعادة المبادرة من الدفاع الى الهجوم.. أما الهجوم على مخيمات المعتصمين في الحويجة، فقد كانت تدريب بالذخيرة الحية لقوات سوات لبيان مدى جاهزيتها القتالية في حماية الوطن من شرور داعش وأمثالها.. وأخيرا بالنسبة للهجوم على مقرات الصرخي في كربلاء وقتل من قتل، فهي كانت عملية تعبوية للقوات الأمنية لعبور هزيمة وفرار قوات الجيش في الموصل..
في بداية الولاية الأولى وفي كربلاء بزلة لسان أوضح المالكي بأنه لن يعطيها حتى صارت (ماننطيها) لازمة تطارد المالكي وحكومته، لكن في خطبة الوداع عدل المالكي زلة لسانه سابقا وصرح، بأنه تعرض لهجمة شخصية لكونه ألتزم بالآليات القانونية في معركة الدفاع عن الدستور حتى اتهامه بأنه متشبث بالسلطة. المالكي (انطاها) وسط ترحيب أمريكا وإيران والسعودية وداعش والعملية السياسية..
القضية ليست قضية شماتة بالمالكي ولا تشفي بما آل أليه أمر الولاية الثالثة، لكن المالكي غادر وبقيت العملية السياسية، المالكي الذي غادر كان احد أمهر اللاعبين الطائفيين داخل العملية السياسية التي بقيت.. المالكي غادر لكن سياسية تقسيم الإنسان وفق الدين والطائفة بقيت.. المالكي غادر ونظام المحاصصة بقي.. في خطبة الوداع أكد المالكي وأوصى على الإبقاء على الطائفية وديمومة المحاصصة وامتهان إنسانية الإنسان من خلال تقسيم وجوده وفق هويات الطائفة والدين والعرق..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب