الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدود الصواب ج 1

حسين علي الزبيدي

2014 / 8 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كثيره هي الاسئلة الحائره التي تنتصب امام انظار المواطن اليوم وكانه سائر في غابة كثيفه اشجارها علامات استفهامات تسرق انتباهه وتشده اليها وتحاصره وتضغط على وعيه من كل الجهات, هل الحق واضح ام تقنعه الارادات المتضاربه التي تعبر عن مصالح حامليها وليس الجهات او المكونات التي تطرح تلك الارادات نيابة عنها , هل الحكومة على صواب ام معارضيها...؟ وما دور الشعب قي التقيم من خلال صناديق الاقتراع التي هي التعبير الوحيد الحقيقي والصادق عن حكم الشعب وقوله الفصل في البرامج والاتجاهات والجهات التي تحملها وتسعى للتطبيقها من خلال الحكم , ومن الاقوى الحكومة ام معاريضها ...؟ وكيف تخفق الحكومه في مواجة الاطراف المنافسه الاخري حتى وهي مويده باصوات الشعب عقب فوز انتخابي ...؟ضعف الحكومة وقوتها من اين تنبع وكيف تكون ضعيفة والشعب ضهيرها ....؟وتتواصل الاسئلة وتمتد في تتابع مخيف يدفع بالشك الى واجهة كل شي ونلحض المنطق السقراطي الذي يتيح اثبات الشي ونقيضه في ان واحد ماثلا امامنا بقوه , فنجدنا مضطرين الى اقرار عدد من المبادئ الاساسيه والاحتكام لها في تحديد الخطا من الصواب .
هل الحكم في العر اق ديمقراطيا حقا ......؟ والجواب هو نعم بالتاكيد ومستوفي ايضا للشروط والمواصفات التي تجعله يحوز على ثقة وقناعة المواطن فالتداول السلمي للسلطه يجري كما ينبغي له وكما يطمح الشعب في ان تتولى المسولية جهات وان تدعها جهات اخرى فالفرز الشعبي موجود وقائم وتحدده بكل جداره صناديق الاقتراع وان الالتزام به والعمل على اقراره وتجسيده من قبل الكتل والاطراف السياسيه المكونه للعمليه السياسيه يوكد مدى ايمانها بالفعل والاليه الديمقراطيه التي تجسده اي ان الذين يمارسون الفعل الديموقراطي هم ديمقراطيون حقا .؟ويسعون لان يمارسوا الافعال المحدد ه بسياقات معروفة وواضحه تمثل في شكلها ومحتواها ا النهج الديمقراطي الواضح والصحيح .
اذا كان الامر كذلك وهو كذلك في جانب منه فلماذا تشهد عملية تشكيل الحكومه ملابسات عويصه ومشاكل كبيره ومتشعبه ....؟ ان نتائج الانتخابات قد حسمت الامر وحددت بوضوح ملامح رجل المرحله القادمه ومن يجب اختيارهم للعمل معه فلماذا هذا التردد والمباحثات والمفاوضات لتحديده والامر محسوم من قبل الشعب سلفا .....!!.
اهو التفاف على ارادة الشعب , والخروج على الديمقراطيه حين تاكون نتائجهاعلى عكس ما تشتهي السفن فهم يدعون الديمقراطيه ويمارسونها لينالوا لاحقا ما تجود به عليهم من مناصب تجعلهم حكاما ومسولين ولكنهم يرفضون تلك النتائج ويحتجون عليها حين تصب في مصلحة سواهم , فنحن امام سياسيون يمارسون الديمقراطيه دون ان يكونوا ديمقراطين حقا .....! او انهم مكلفون من قبل جهات واطراف اخرى خارجية وداخليه ,وهذا ينطبق تماما على عدد كبير من ساسة العراق ولا سيما رئساء الكتل منهم ولعل من اسبابه ايضا التربيه الحزبيه والديمقراطيه الشكليه الى يمارسونها داخل احزابهم وتكتلاتهم فتتعاظم فيهم نرجسية القائد الذي لا يرى هناك من يصلح للقيادة سواه وبالتالي فان الاخرين سوف يكونون عاجزين عن تحقيق الاهداف الوطنيه التي يستطيع ان يحققها هو وعليه ان يقاتل بكل ما اوتي من قوه ليصل الى دفة القياده خدمة للوطن ...! وحين يرى ان الاخرين مجمعين على سواه يتصور ان هناك موامره لاقصائه عما يستحقه من مسوليه فهم قد زوروا الانتخابات.... وذلك اول ما يتبادر الى ذهنه ويوسم به المنافسين عند الفشل ,ولو ان احد سائله عن نزاهة الانتخابات قبل عملية العد وضهور النتائج لاقر واكد بكل ثقة وجديه انها انتخابات حقيقيه ونزيه بما لا يدع مجالا للشك ....!
واذا كانت الديمقراطيه هي مطلب ومطمح رئيسي وما تفرزه صناديق
قتراع هو الفيصل وهو الحق الذي ينبغي على الجميع الاقرار به والاذعان لنتائجه بعد ان تمحص الطعون والاعتراضات وتصادق المحكمة الاتحاديه على النتائج بما يسقط اي دعوى او ذريعه للاحتجاج , فنكون امام حالين الاول هو وجود انتخابات تمت على مرى ومسمع العديد من الهيئات والمراقبين الدولين وقد اشادت بها معضم الدول الديمقراطيه كذلك اقرتها الهيات الوطنيه ذات الاختصاص والاشخاص او الكيانات الذين اعترضوا عليها فيما بعد فاصبحت نتائجها ملزمه للجميع , والحال الثاني هو وجود سياسين وكتل ترفض ما الت اليه الامور وتسعى بكل جهدها ان تفرض اشخاص وجهات لم تحوز ثقة الشعب بغزارة التصويت...!والسوال هو هل يمكن لتلك المساعي المضاده لطموحات الشعب وارادته ان تفلح وتفرض ما تريد والجواب هو نعم بواسطة التحالفات وتشكيل كتلة اكبر من تلك التي اختارها وصوت لها الشعب وذلك امر يوسف له ولكن يبقى من سلبيات اللعبة الديمقراطيه ومن ضمن الياتها التي تتيح للخصوم ان يتحدوا ويتكدسوا في تحالف او صف يسير بالعمليه في الاتجاه المعاكس .! وذلك امر يمكن حدوثه عندنا وعند سوانا من الدول التي لم تترسخ تقاليد العمل الديمقراطي الحقيقي فيها فترى تشرذم الكتل والاحزاب والكيانات السياسية فيها على عكس الدول التي نضجت سياسيا وباتة تقطف ثمار جهدها وعلو كعبها في هذا الضرب من المارسات السياسيه والانسانيه الراقيه .
قطعا ان من يغلبون توق السلطه على صوت الشعب قد اختارو الطريقة والاسلوب االلذان تسمع بها الالية الديمقراطيه وهم محميون بما توفره لهم من حصانه وحمايه يكفلها القانون مادامو متسترين به ومتبرقعين بوشاحه , و ذلك في واقع الامر مشكلة حقيقيه لا يمكن معالجتها الا بقانون يضيق الخناق على الاحزاب والكتل الصغير فتجبر على الاندماج مع بعضها ولعل اسلوب الحزبين الرئسيين هو الحل الامثل لكل عقد ومشاكل العمليه السياسيه .وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال اجرات قانونيه مناسبه تغدق الامتيازات والتسهيلات في جانب وتحجبها وتفرض عليها القيود في جانب اخر , غير ان هذا الحل لايمكن تحقيقه في ضل الاوضاع التي تستفحل فيها الطائفية بوجود احزاب دينيه فهل سيكون احدهما شعينا والاخر سني وماذا عن التكتلات القوميه الاخرى...؟
ان الامور لا يمكن ان تستقر وتنتصب باستقامة وثبات الا فوق قاعدة صلبه ولن يلفح اي مسعى او اتجاه لاعادة الهدوء والاطمئنان والسلام لهذا البلد بغيرالعوده الى جعل المواطنه هي اساس كل شيء والاعتبار الاول والاخير الذي تقوم بموجبه كافة الامور الاخري . وهنا تاتي العلمانيه كاحل مثالي اخذت به كل الشعوب ونفذت من خلاله لطريق التطور والسلام , دون ان ينتقص ذلك من القيم الدنية والا خلاقيه للبلاد ان الله ليس موجود في السماء فحسب بك هو في كل مكان ويمكن لمن يريده ان يجده ويتصل به في اي زمان ومكان واتجاه هذه هي القيمة الانسانية النبيله للعلمانيه.
ويبقى لدينا جانب مهم اخر يلفه الغموض وتعشعش في افقه اكداس الضباب فلا تكاد تخترق للحاض كوامنه وخوافيه , ذلك هو الاداء الحكومي الهش والهزيل رغم شرعية الحكومة وتايد الشعب ودعمه لها الامر المثير للاستغر اب ولارتياب فمن ضعف وقصور واضح في الاداء الى لامبالاة قاتله في التعاما مع الاحداث وتركتها تتفاقم حتى تصبح امراض عضا ل عسير معالجتها فضلا عن شفائها .
ان الديمقراطيه قائمه على التوزن في الحقوق والواجبات اما الدتاتوريه فهي ميلان واضح او طغيان شديد للثانيه على الاولى اما الفلتان والتيه فليس من هذه او تلك فلماذا يمضي الحكم في البلاد وفق طريقة غير مطروقة او معروفه في السماح للسيئين واللذين يسعون لتقسيم البلاد علنا والذين يسبون ويتهمون المكونات الاخرى علنا ويمدون يدا خفيه للارهاب لماذا يسمح لهم بالمشاركه في الحكم من غير استحقاق انتخابي .....؟!! نعم هم شاركوا بالانتخابات وحازوا اصواتا لم توهلهم للفوز وتشكيل الحكومه وهم معارضون اصلا لتوجهات المكون الرئيس في البلاد ويحتضنون الجانب العروبي القومي المناثر بالمذهب الوهابي الذي يرى الدين اهم من الوطن وان التشدد والتعصب فيه هو المنهج والطريقه الصحيحه ويعتبرون الاخرين الذين يرون في الاعتدال والوسطيه التي اوصى بها الرسول الاكرم (ص) كفرا ونحرافا , ان وجود مثل هولاء على روس مناصب سياديه سيجعل من الحكومة والموسسات الاخري في خصام دائم يشل كافة القوانين والمشاريع التي انتخب الشعب الحكومه لتنفيذها . وقد فعلو ما هو ابعد من ذلك واكثر ضررا وخيانه
ورغم ذلك تتخبط الاحزاب الشيعيه الفائزه بالانتخابات و تفرط بالمناصب المهمه والضروريه لقيام حكومه قويه متجانسه قادره على الجام كل الافواه الداعيه للتقسم والانفصام وتمزيق البلد, هل يخشون ان يتهمون بالاستفراد بالحكم وكيف يمكن ان يكون ذلك مقنعا او مقبولا وهم لم ياتوا بانقلاب عسكري وانما بفوز انتخابي وقد اتفق الجميع سلفاعلى قبول نتائجه ...!!
هل يخشون امريكا التي لاترغب بدوله كما يريدها اغلبية سكانها ...!! وماذا ستفعل امريكا في العراق اكثر مما فعلت ...؟؟! بل ماذا يرجون منها وهاهي داعش تبتلع ربع العراق وتسلب وتنهب وتهتك الاعراض وتفجر المقدسات وهي تتفرج على بلد دمرت جيشه وموسساته وهي ملزمه قانونا بالدفاع عنه بحكم اتفاقية بينهما , هل نخشى ان توعز للبرزاني ان ينفصل وان ذلك ليس اقصى اقصى ما يمكن ان تذهب اليه امريكا في عدئها للعراق الذي فاق اي حد او تصور ومع ذلك فان البرزاني سينفصل يوما ما حتى بدون مباركة امريكا .
ربما هناك سيناريو اخر يجرى اعدده الان بعد ان تغيرت المعطيات وانتصرت الارادات التي توحدة رغم تناقضها على مسعى واحدهو تحقيق المشروع الامريكي في العراق بعد اسقاط المقاومه الاسطوريه له والمتمثله بشخصية رئيس الوزراء السابق والذي تحمل من الاذى والمواقف التي تشوه صورته الحقيقيه ما لايمكن لسوه ان يتحمله وقد اندفع في عدائه وانتقاده السفهاء وانصاف المتعلميين الذين يتوهم الكثرين منهم بانه فولتير او جان جاك روسو فيكتب ا
حدهم ( مجنون من يدافع عن المالكي ) .
ان الجزاء الاعظم من الحقيقه لا يزال طي الكتمان ويحتاج الى اكثر من معول للحفر والتنقيب وهذا ما سنفعله في الجزء الثاني من المقال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه