الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجليات الإسلام التاريخي في عصره الداعشي الأخير

نبيل علي صالح

2014 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


القتل لغة ومنهج ورسالة، والعقل عطالة واستقالة وبلادة...

الحاجة أم الاختراع، هكذا قالوا، والحاجة الآن تقتضي ضخ الدم الملوث العفن في أنفاق الفتن التاريخية وإعادة إحيائها، وضح الدم الأسود الكريه في أوصال وشرايين العقول والأجساد الحارة، لتشويه صورة القيم والمبادئ الإنسانية الأولى.. ومن غير داعش لمهمة نوعية كبرى تنوء تحتها عقول البشر الأسوياء؟!!.

حز الرؤوس، وجز الأعناق، وسلخ الجلود، وصلب الأطفال، ورجم النساء، وبيع القاصرات المسبيات.. وووالخ كلها مهن البرابرة والمتوحشيين الجدد، خوارج العصر الحديث.

نعم، هي صور فجائعية فضائحية، مزقت المستور المعروف في دواخلنا جميعاً، وهتكت حجب الزيف والبهتان، وكشفت مشاهد بكر أولى فقط، عن حقيقتنا الباقية والماثلة التي كثيراً ما عملنا جاهدين جميعا -من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، اسلاميين واصوليين وعلمانيين ويساريين وووالخ- على إخفائها بين طيات الكتب والجمل والألفاظ والمصطلحات الرنانة الفارغة..

مارسنا جميعاً في تاريخنا المبجل والتليد القديم وتاريخنا الجديد الحضاري العتيد، مارسنا جميعاً الزنا السياسي وغير السياسي.. لغة القتل اليومي سائرة ممجدة..

لغة العنف وأعمال القتل الوحشي شغالة على طول الخط، وعلى كامل مساحات وجغرافية تاريخنا الثقافي والسياسي واجتماعنا الديني العربي والاسلامي على وجه العموم..
لم تتوقف تلك المسيرة المتصاعدة التكاملية لعنفنا العاري أبداً منذ ايام الخلافة الباكرة، مروراً بالخلفاء الامويين والعباسيين وصولاً إلى نظمنا العربية العتيدة المعاصرة التي تركتنا عراة أمام إرهاب بدائي وحشي يتلطى وراء تدينات شعبوية ساذجة.

نعم، اختلفت الاشكال والسياقات فقط، واتفقت وتوحدت المضامين والفاعليات الذاتية الجوهرية.. لأن اللغة المشتركة واحدة، ولأن العقل المستقيل الانفعالي البسيط واحد، ولأن الموجه المركوز في عقولنا الفارغة واحد أيضاً، وإن تعددت الاسماء والصور والعناوين.

طبعا، نحن هنا لا نقول بأن باقي الأمم والحضارات البشرية كالحضارة الغربية لم تمر بما مررنا ونمر به حالياً، بالعكس، ربما مروا بما هو أسوأ من حالنا السوداوية، حروب أهلية وصراعات وفتن أهلية وطائفية وعشائرية وووالخ.. ولكنهم بالعقل وصلوا وانتهوا وحسموا أمور اجتماعهم الديني إلى غير رجعة.. حسموها بالتنوير العقلي والحداثة المعرفية والفلسفية، واعتماد الحوار والمنطق ولغة المصالح بينهم.. حسموها بإقامة دول العقل والقانون والمؤسسات.. الدول المدنية المستندة إلى الحداثة العقلية والعلمية..
فمتى ننتهي نحن من كوارثنا الفكرية والتاريخية لنبدأ في بناء لبنات مدنيتنا العاقلة الإنسانية.. ولماذا مقدر علينا أن نبقى ضائعين مشتتين ندفع الأثمان الباهظة للاستبداد المقيم والارهاب الدموي الجديد-القديم؟!!!
..
وهل هناك أفظع من أن تقف أمام مشهد مهول ترى وتسمع ضحية تتعذب متمنية أن تعدم وتقتل بالرصاص الحي.. بدلا عن السكين أوالسيف أو الخنجر!!... هذه هي مشاهدنا وأحوالنا الراهنة.... لا عمل ولا شغل ولا إنتاج... فقط.. هناك قتل وذبح وتصفيات... قرون سوداء طويلة ونحن نتعذب.. فمتى الخلاص؟ وعلى يد من؟ عمرو أم غيره؟!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر بالإجماع تجنيد الحريديم | #غ


.. مظاهرة في مارسيليا ضد مشاركة إسرائيل بالأولمبياد




.. الرئيس السابق لجهاز الشاباك: لا أمن لإسرائيل دون إنهاء الاحت


.. بلا مأوى أو دليل.. القضاء الأردني: تورط 28 شخصا في واقعة وفا




.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق