الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثقفوالمغرب والمنهج «الصردي»

جمال هاشم

2005 / 8 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


لا يهم أن يكون الوطن مهددا بزحف الظلام، كما لا يهمهم أن يتحرك الإنفصاليون والجهاديون و «الجمهوريون» لاستفزاز مشاعرنا، فما يهم مثقفينا هو مصالحهم الخاصة جدا وعلاقاتهم الخاصة، وولائمهم الخاصة لأنهم يعرفون جيدا من أين تؤكل الكتف (المشوية طبعا)، حين تسألهم عن عدم اهتمامهم بالأخطار الكبرى التي تهدد البلاد يجيبون : نحن ضد الأحكام السطحية المتسرعة والأمور تحتاج إلى دراسات علمية «معمقة» وحين تبحث عن إصداراتهم «المعمقة» تجدها دواوين وقصص و«دراسات أدبية» لا يقرأها أحد (وأرقام التوزيع الحقيقية خير دليل على ذلك لا توزيع المجاملات) وذلك باستثناء من استطاع أن يفرض تدريس مؤلفه في إحدى الجامعات..فهم في الحقيقة شعراء وأدباء أشباح لا يعرفهم أحد، ينظمون اللقاءات لقراءة بعضهم البعض و«يشد بعضهم عضد البعض الآخر» عبر دراسات منافقة، القاسم المشترك بينهم هو الابتعاد عن كل ما يجلب «صداع الرأس» خاصة مع طيور الظلام، فهم ليسوا من هواة اللعب بالنار ويعرفون جيدا أين يضعون أرجلهم لهذا تجد أن أغلبهم استفاد من علاقاته و«زود ماهيته» بطرق مختلفة (منهم المستشار في الوزارة، ومنهم العضو المتجول عبر المهرجانات والندوات، ومنهم من قطف ثمار علاقاته الدولية لهذا تجده دوما على أهبة السفر ومنهم من له علاقات مع مؤسسات وهيآت محلية..). المهم هو أن أغلبهم اسثمر اسمه أو «تاريخه النضالي» وأصبح يجني الثمار، لهذا يعبتر مواجهة الفكر الظلامي «تضحية كبيرة» لا يقوى عليها، فهو غير مستعد للتنازل عن مكاسبه ولا عن حياته...
وأخطر من ذلك تجد من مثقفينا «الحداثيين» من يعمل على مهادنة الأصوليين وعلى إبداء حسن النية في علاقته معهم تحسبا لأي طارئ...ف (اللي خاف نجا» وأقصى ما يقوم به بعض مثقفينا هو التوقيع على بعض البيانات للتنديد أو التضامن...أما الإسهام بفعالية في الحوار الفكري فذلك تخصص شرقي (أغلب كتاب مواقع النقاشات على الأنترنيت مشارقة سواء موقع إيلاف أو الحوار المتمدن أو شفاف الشرق الأوسط) سألت أحد الأصدقاء عن اهتماماته فأجاب : لدينا مختبر حول السرديات لهذا فنحن منشغلون بهذا البحث العلمي «الهام» فقلت له : أليس هناك أولويات في هذا الوطن؟ إذا كنت تهتم بالبحث السردي فهناك من يبحث عن «الصردي» لشحنه كي ينفجر دوما فيفجر معه «مختبرك» وأحلام المجتمع بمغرب جميل حداثي ديمقراطي، فالخطر المنظور حاليا هو زحف شيوخ الظلام لهذا وجب على كل مثقف أن يخصص جزءا من اهتمامه للمساهمة في أم المعارك والتي بدون كسبها فلا مجال للحديث عن ثقافة حقيقية. إن المثال يأتينا من الشرق ومن النقاش الصاخب عندهم حول هذا الخطر الداهم فمتى سينهض «صرديونا»؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغاني أخيرة- الألبوم الفردي الأول لأحمد عيد -


.. عقوبات بالسجن في الجزائر لمن يتدخل في صلاحيات وعمل السلطتين




.. ماذا تناول الإعلام الإسرائيلي بخصوص الحرب على غزة؟


.. مراسل الجزيرة: أكثر من 50 شهيدا خلال الـ24 ساعة الماضية في ا




.. اشتباكات عنيفة تدور بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي ف