الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيدر العبادي نوري ام ميخائيل؟

شاكر العينه جي

2014 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


رغم تشككنا المزمن نحن دعاة الدولة المدنية العلمانية بالمجاميع الدينية التي تمتهن السياسة و التي اثبتت التجارب التاريخية المتعددة فشلها المريع في ادارة شؤون البلاد و العباد في كل انحاء العالم و على مر الدهور الا ان هناك الان شعورا عاما في العراق بنوع من الفرح الطاغي لتعيين ممثل احد هذه الاحزاب بمنصب المسؤول الاداري الاول في العراق!
قد يبدو الوضع مُستغربا للناظر اليه لوهلة و لكن بربط هذه الظاهرة بالاداء السياسي و الاداري المزري لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي و الغير مسبوق في تاريخ العراق يجعلنا نستذكر المثل القائل ان ابتهاجنا " ليس حبا في علي و لكن كرها في معاوية"، ألمبدأ الذي نتمنى الا يستمر فرحنا بالدكتورالعبادي قائما عليه لفترة اطول.
لنبدأ الان بنظرة عامة عن الوضع العراقي و التحديات الكثيرة و العديدة التي تواجه العبادي و بودي ان الخصها كما يلي
اولا: الارث الذي اورثه اياه المالكي الذي يتلخص بدولة ايلة للسقوط ، لا نريد ان نعدد تفاصيل ذلك لانها معروفة لكل المهتمين بالشأن العراقي
ثانيا: استحقاقات غريبة غير وطنية تم خلقها و تعزيزها من قبل كل المشاركين في العملية السياسية بعد سقوط نظام صدام حسين قادها حزب الدعوة الذى ينتمي اليه الدكتور العبادي و عززها الاداء الفج للمالكي مثل مظلومية الشيعة التاريخية و المظلوميات المستحدثة للسنة و المسيحيين و التركمان و الشبك و الايزيديين و الصابئة و باقي الطوائف العراقية التي يحلو لساسة الكتلة الاكبر وصفهم بالاقليات تعزيزا للتفوق العددي و ليس النوعي للطائفة الكبيرة و كذلك مظلوميات الجيش السابق و المجتثين ممن لا مخالفات قانونية لهم و المهنيين الذين تمت تصفيتهم سياسيا بتلفيق تهم لهم و غيرهم كثير . لكل من هذه المظلوميات تعويضات ذات اشكال مختلفة سيترتب على العبادي ايجاد حلول منصفة لاصحابها .
ثالثا: استحقاق التحالف الوطني المتأتي عن منحه ثقته مقابل ان يفي بالتزامه لكتلته السياسية التي جائت به للمنصب و الذي سيدفعه للقيام باجراءات ادارية معينة كالتعيينات ذات الطبيعة السياسية تلبية لمطالب قد يُجبر على تنفيذها و التي اثبتت التجارب السابقة عدم تطابقها تماما مع المصالح الوطنية الكبرى للعراق
رابعا: الضغط الشعبي و التصور الخاطئ للغالبية العظمى من العراقيين ان العبادي يمسك عصا سحرية سيحل بها مشاكل العراق المعقدة الموروثة منذ عام 1958 عندما انحرف العراق من كونه دولة مؤسسات الى دولة عسكر و انقلابات و حروب و اخيرا دولة تم فرض التغيير فيها عن طريق قوة اجنبية ما زال الكثير يشكك في شرعية كل العملية المنبثقة عنها.
خامسا: المشاريع الاقليمية التي تقف فيها ايران في جانب مقابل دول الاسلام السني المعتدل و المتشدد على حد سواء و التي اصبح العراق بسبب عدم نضوج قيادته السياسية ساحة لنزاعاتها دفع ثمنه مئات الاف العراقيين الابرياء من خلال جرائم ارتكبتها ميليشيات تابعة لدول الجوار بعضها حاربتها الحكومة و البعض الاخر مر تحت انظارها دون ان تحرك ساكنا لاعتبارات معروفة
سادسا: الاستحقاقات الدولية و متطلبات الوقوف بشكل واضح مع جهة دولية معينة لا اللعب على الحبال و محاولة استغفال الجميع الطريقة الساذجة التي مارسها المالكي و فشل فيها فشلا ذريعا اوردنا الهلاك.
سابعا: الارهاب الدولي الذي استغل هشاشة الوضع السياسي العراقي و ارسى منظمات و قواعد له في العراق من الصعب التخلص منها يشكل جذري في المستقبل المنظور.
ثامنا: عوامل اخرى اقل اهمية في سلم الاولويات كونها نتائج للعوامل السابقة الذكر
امام الدكتور العبادي خطان اساسيان للاصلاح مترابطان بشكل كبير يمكن تلخيصهما في الاصلاح الاداري و الاصلاح السياسي
و قد بدأت بعض التلميحات بالظهور عن امثلة للاصلاح الاداري مثل تقليل عدد الوزارات او الغاء بعض الوزارات المهمة و اعطاء صلاحياتها للمحافظات و تقليل رواتب البرلمانيين و تغيير اسلوب حمايتهم و توفير موارد اخرى يتم هدرها بشكل علني و مشرعن الان عن طريق الرئاسات وممارسة اللامركزية الادارية و غيرها من الاشاعات و رغم منطقية معظم هذه المقترحات الا ان نصيحتي للدكتور العبادي هي ان لا يلجا الى اجراءات سريعة مبتسرة ناشئة عن مجرد عكس السياسات السابقة او الاستماع لبعض الناصحين او المتملقين او تلبية لقناعاته الشخصية المجردة.. ان ادارة مؤسسة عملاقة ذات منظومات اداريةعديدة و معقدة مثل الدولة تحتاج اولا الى وضع استراتيجيات مكتوبة و واضحة لكل قطاع من قطاعات الدولة و يجب ان يكون لها اهداف محددة على المديات القريبة و المتوسطة و البعيدة ثم وضع خطط تنفيذية تفصيلية يتم فيها تحديد المسؤوليات و الميزانيات بناء على تحليل اقتصادي رصين لكافة الموارد المتاحة بشرية كانت ام مادية مدعمة بدراسات جدوى تقوم بها مؤسسات محلية او عالمية مستقلة ذات خبرة و رصانة. و صدقني سيادة الرئيس لا يوجد في العراق من يمتلك هذه القدرة الان لذا اقترح الاستعانة بمؤسسات دولية محترفة للقيام بذلك و باسرع ما يمكن.
من المهم جدا زج كوادر وطنية ذات تحصيل اكاديمي مناسب لمراقبة و الاشتراك في كل هذه الفعاليات لاكسابها خبرة عملية و بناء قدراتها لخلق كادر وطني يكمل مسيرة البناء. مع التاكيد على الاحتكاك الحقيقي و ليس الدعائي مع الجامعات المرموقة في العالم و ارسال بعثات و أنشاء اليات للتعاون لخلق قاعدة مادية بشرية متطورة تقود البلد مستقبلا لانها احد القواعد الاساسية للتطور
و لا ننسى التاكيد على مبدأ فصل السلطات و استقلال القضاء فانت و مؤسستك الادارية الاقوى بين السلطات الثلاث و بيدك المال و الجيش و انت الوحيد القادر على خرق القانون و ارهاب الجهاز القضائي و الامتناع عن الحضور للببرلمان او اعلان دزلة القانون الحقيقية لا بالاسم فقط كما فعل سلفك مع الاسف الشديد
اما بالنسبة للاصلاح السياسي فنتمنى على الدكتور العبادي ان يبدأ بأصلاح الترهل و الفساد الذي اصاب حزب الدعوة اولا .. فحزب الدعوة الان هو حزب السلطة و قد تم تحويله الى المنتفع الاول من كل شي عملا بنهج الاحزاب الشمولية التي تنتشر في دول العالم الثالث و هذا تسطيح و اهانة لكلمة الديمقراطية . ان تلفيق التهم للابرياء و تطويع النظام القضائي لخدمة افراد الحزب الحاكم و الحماية الفائقة التي قدمها رئيس الوزراء السابق للمخالفين و المتهمين من الدعاة كانت مخجلة و محبطة للشعب و اول من يجب ان يخجل منها و ينتفض عليها هو انتم قياديي حزب الدعوة لان فيها اضرارا كبيرا بكم و بدعوتكم و منها يكون الانطلاق لاصلاح كل العملية السياسية و الدفع بقانون الاحزاب الى البرلمان بسرعة على ان تعاد صياغته لتفكيك كل الاحزاب الطائفية و الدينية و العنصرية و انشاء احزاب وطنية تتنافس على كسب ود اعضاء لها من خلال برامج و مبادئ وطنية لا من خلال تعزيز خلافات مذهبية و عرقية و طائفية. لن يتم اصلاح المنظومة السياسية الحالية التي اثبتت فشلها الا من خلال قائد تاريخي نتمنى ان تكونه انت.. نريد منك ضربة معلم كما يقول المصريون ... لقد اصلح ميخائيل كورباتشوف الحزب الشيوعي السوفييتي عندما خرج من رحمه و اصبح قائدا له و لم يأتي من خارجه حيث انهى اسطورة الشيوعية الفاشلة بعد معاناة شعوب عديدة في العالم منها ما يقارب التسعة عقود .. نريدك ميخائيلا للعراق لا نوري اخر فكلنا امل و ما زالت غالبية الشعب العراقي صابرة محتسبة تنظر اليك و ليس لها الا ان تردد قوله تعالى { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۞-;- الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }
نريد ان نرى بشارة الله تتحقق على يديك فهل انت اهل لها؟
هذا بعض ما جال بخاطري و كلي امل ان يصل اسماعك و انت في مرحلة البداية قبل ان يستفحل الامر و الله من وراء القصد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف