الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرصة الأخيرة

عبد علي عوض

2014 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أنْ إتّفقَت جميع الكتل المشاركة بالسلطة بفضل المحاصصة على ترشيح د. حيدر العبادي لرئاسة الوزراء وإستبعاد المالكي، إستبشرَت بعض الأوساط خيراً لحد الافراط والمغالاة بالتفاؤل ورسَمَتْ صورة وردية، في حين هنالك آراء تنظر إلى هذا التغيير بايجاب نسبي يشوبه الحذر، وهي محقة في ذلك، لأنّ تغيير رأس السلطة التنفيذية لايعني إحداث تغيير جذري وشامل في البناء الهيكلي للعملية السياسية. فألسيد حيدر العبادي هو مسؤول المكتب السياسي لحزب الدعوة الاسلامية الذي يمثّل أحد أحزاب الاسلام السياسي، والاسلام السياسي، كما نعلم، يتقاطع مع الديمقراطية كمفهوم وفلسفة وتطبيق منهجي لجميع آلياتها. وهنا سؤال يطرح نفسه، ألا وهو – هل سينزع السيد العبادي عباءته الدعوية، وهذا ما يجب أن يكون، عندما يصبح رئيساً لوزراء العراق، يمثل كافة أطياف السعب العراقي، أم سيفرض قناعات ومعتقدات وفكر حزبه لإدارة السلطة التنفيذية؟ ... أنا لا أعني بكلامي أنه يجب علية الخروج من صفوف حزبه وإعلان البراءة منه، هذا شأنه الشخصي، إضافةً إلى إنّ القناعات الشخصية، بضمنها الفكر السياسي، حق طبيعي لكل إنسان.
لننظر إلى مصر وما جرى فيها في عام 2011 ... فالأسباب ألتي أزاحت حسني مبارك وأسقطَت نظامه وحزبه هي التالية: اولاً- ظاهرة التزوير في جميع الدورات الانتخابية لمجلس الشعب (البرلمان المصري)، ألتي جعلت حزب مبارك يهيمن على السلطة التشريعية المصرية طيلة أربعة عقود، وهذا ما حصل ويحصل في العراق منذ 2004 وليومنا هذا، بسيطرة القوى الطائفية والعرقية، بتراضيها المحاصصي، على مفاصل الدولة. ثانياً – إستشراء الفساد في جميع مفاصل الأجهزة الادارية المصرية، وذات الشيء يحدث في العراق وبوتائر متصاعدة وبمباركة وتغطية أحزاب السلطة. ثالثاً – إرتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى 23 مليون شخص قياساً بعدد سكان مصر البالغ 85 مليون إنسان ... يقابل ذلك ظهور طبقة طفيلية من الحيتان والقطط السمان المصرية، تنحصر بيدها الخيرات والثروات المادية لمصر، وهذه الصورة، هي ذاتها في العراق، فقد بلغ عدد العاطلين 7 ملايين شخص من مجموع 31 مليون، مع ظهور حفنة المليارديرات، سارقي المال العام، والعابثين بالاقتصاد العراقي والواقفين بوجه التنمية العلمية الشاملة. رابعاً – فقدان مصر لقرارها السياسي الرسمي المستقل، بسبب تبعيتها الاقتصادية والعسكرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية... والعراق في وضع لا يُحسَد عليه، عندما تقرر الدول الاقليمية والولايات المتحدة مصيره وبناء العملية السياسية فيه، إذ إنّ كل واحدة من القوى السياسية العراقية المشاركة في السلطة، تتشرف وتتشدق بتبعيتها لاحدى تلك الدول!.
الآن يردد رئيس الوزراء المكلف السيد العبادي عبارة حكومة تكنوقراط، تتكون من الكفاءات العلمية الوطنية النزيهة، وهو يعلم جيداً، إنّ جميع الكتل السياسية المشتركة في إدارة مفاصل الدولة وعلى مدى أحد عشرة سنة أخفقَت وفشلت بأدائها، بسبب عدم إمتلاكها الكفاءات ذات الصلة بتخصصات الوزارات. فهل سيطلب الدكتور العبادي من جميع الكتل المتنافسة والمتناطحة لأجل المناصب الوزارية وإمتيازاتها، بترشيح شخصيات علمية مهنية وطنية كفوءة من خارج كتلهم .... أشك في ذلك!!.
إنْ بقيَ الحال هكذا، فلا نستبعد أن تأتي اللحظة، التي يحسم فيها العراقيون مصيرهم والعراق، ويتخلصون من تلك الأدران العابثة بالقيَم والقوانين والانسان، طالت الفترة أم قصُرَتْ، فالتاريخ غني بتجاربه ودروسه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: ما الغاية من زيارة مساعدة وزير الدفاع الأمريكي تزامن


.. روسيا تنفي ما تردّد عن وجود طائرات مقاتلة روسية بمطار جربة ا




.. موريتانيا: 7 مرشحين يتنافسون في الرئاسيات والمجلس الدستوري ي


.. قلق أمريكي إيطالي من هبوط طائرات عسكرية روسية في جربة التونس




.. وفاة إبراهيم رئيسي تطلق العنان لنظريات المؤامرة • فرانس 24 /