الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كان الإفلاس المالي وراء التقليص الوزاري ؟

جاسم محمد كاظم

2014 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


هل كان الإفلاس المالي وراء التقليص الوزاري ؟
فجأة وبدون مقدمات اطل علينا الإعلام بخبر يقول بان رئيس الوزراء القادم سيقوم بتقليص عدد الوزارات العراقية إلى حدود ال15 وزارة من العدد الكلي الذي قارب ال40 متجاوزا الرقم القياسي للوزارات في اكبر البلاد مساحة روسيا الاتحادية ومتفوقا على دولة "ماو تسي تونغ" أكثر البلاد سكانا ومتخطيا وزارات دولة العراب المؤسس للديمقراطية العراقية والمالك لأكثر حاملات الطائرات النووية في هذا الكون .
لا يقوم الأعلام الاستهلاكي المتواطى مع السلطة بقول الحقيقة أبدا وتمتنع السلطات عن كشف أسرارها لكن القاري لأبسط ألف بائيات الاقتصاد يستطيع من التعرف عل بعض أجزاء الحقيقة "
يقول لينين ما نصه :-
"" تعرف السياسة بأنها الشكل المكثف للاقتصاد "
عرفت الدولة العراقية الرخاء بعد انتصار تموز الخالد في الرابع عشر من تموز وأصبحت الجمهورية العراقية دولة ذات مقومات سيادية لأنها تمتلك الموارد والعملة القوية المستقلة والجيش النظامي والقرار المستقل .
تحسن دخل المواطن العراقي ووصل إلى ما يقارب ال65 دينار عراقي في الشهر وكانت الميزانية العامة للدولة تقارب ال50 مليون دولار وساعد فيض الميزانية جمهورية الزعيم عبد الكريم قاسم من السير على طريق التنمية والرخاء من خلال أنشاء المؤسسات الصناعية المنتجة للبضاعة والمؤسسات المنتجة للخدمة ولأول مرة فتح باب التعيين المركزي في العراق بدورات المعلمين والمعاهد الفنية والكليات الهندسية ولازال معمولا بة للبعض حتى اليوم .
ووصلت الميزانية العراقية عصرها الذهبي من أعوام 1975 حتى عام 1980 وبلغ فائض الميزانية العراقية ما يقارب ال30 مليار دولار أميركي وبلغت نسبة الصرف للدينار العراقي مقابل الدولار الأميركي 3-1.
وعملت الدولة العراقية آنذاك على عملية تصنيع شاملة عبر نظام كمركي صارم أرادت منه توفير كل الأشياء والبضائع من خلال صناعة محلية وأصبحت محلات التجزئة العراقية تمتلئ بالمنتوج الوطني .
أصبح العراق دولة دائنة يتمتع برصيد وثقل دولي هائل داخل الوطن العربي وربما كان العراق الدولة العربية الأكثر سيطرة عل مقاليد العرب في تلك الفترة وعلى جامعتها العربية .
تدهورت الميزانية العراقية بعد الحرب العراقية الإيرانية وأصبح العراق دولة مدينة بعد عام 1982 لأنة استهلك كل النقد المخزون وتوقفت في كل المشاريع وأغلق باب التعيينات للموظفين بشكل جزئي وأصبحت بعض الوزارات هامشية وتم دمج بعض الوزارات مع بعضها البعض وزارة الثقافة والأعلام وزارة الرياضة والشباب والزراعة والري .الداخلية مع الحكم المحلي وتقليص الوزارات إلى اقل عدد ممكن لتقليل النفقات إلى ابعد حد .

يأخذ إفلاس الميزانية صور عدة يمكن ملاحظتها وتزيدها وضوحا القرارات السياسية المنفعلة المتسمة باالشخصانية وتصدر هذه القرارات بصورة غير محسوبة وتكون مفاجئة في طابعها لان صانع القرار السياسي يصيبه العمى وينظر من خلال بعد واحد .
صافح السادات بيغن ووضع يده معه بعد حرب أكتوبر وحرب الاستنزاف التي استنزفت الميزانية المصرية وجعلتها تجلس عل الحديد واندفعت المدرعات العراقية نحو الكويت بعد أن وجد صدام نفسه مدينا بأكثر من 100 مليار دولار في حربة ضد إيران .

وتتضح الصورة أكثر في حالة السلم اللاحقة لحالة الحرب بصدور قرارات الاستثمار التي يكون شكلها القبيح الاستثمار النفطي طويل الأمد والذي نلاحظ بذوره التي سوف تثمر عل شكل أشجار الشوك في القريب العاجل .
وتتسابق الشركات من الخارج لتحط رحالها في البلد المنكوب وتقوم بنهب العملة والموارد الأولية مقابل تشغيل عدد قليل من البطالة الراقدة عل قلب السلطة التي تتشبث بكل شي من اجل البقاء والديمومة .
لم تحسب السلطة في العراق ما حدث يوم العاشر من حزيران أبدا وما سبب لها من كارثة أدت إلى استنزاف الميزانية من خلال حرب شرسة بجبهة عريضة خطط لها من قبل أنظمة مخابراتية سيتطور فيها الأمر كثيرا أن لم يجد لها حلا سريعا سيؤدي إلى الإفلاس ودخول العراق في مربع الديون الدولية التي لا تسدها كل استثماراته النفطية .
التاريخ لاقتصادي يشهد بان كل الدول التي عانت صراعات مذهبية وحروب طائفية بقيت في قاع التاريخ لان هذا النوع من الحروب يسبب الدمار لكل البنى التحتية ويستنزف كل الموارد البشرية منها والمادية ويجعل هذه الدول تعاني مرض الاقتراض والسداد للديون وتعطيل كل مشاريع التنمية وتصبح هذه الدول في عداد الدول الفاشلة التي لا يظهر الإعلام منها سوى الاستعراضات العسكرية وصور صور الهتاف والأناشيد ولا تعرف من وزاراتها سوى الداخلية والدفاع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة