الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسراء في شنكال,أو براق الماء الأرجواني

كاسي يوسف

2014 / 8 / 20
الادب والفن


الإسراء في شنكال,أو براق الماء الأرجواني
كاسي يوسف
صهيل الريح في شنكال,الألم يعتصر خاصرة الماء,وألوان على متن قوس قزح المثلث الحزين,بكاء الرجال,وازيز الرصاص,والحقد المستجمع في مخروط الجنبات المتيمة بالموت,ليل طويل كالظمئ الذي حل بثنايا الوادي ,ظلام يتهيئ للافتراس بغتة يلتف حول ناحية (سنونى),شوارع شنكال تصطف وراء بعضها كباعة اليانصيب في قامشلى ليلة رأس السنة,والعطر الممزوج بالدم واستغاثات الشنكاليات يفوح من زوايا المدينة المتعبة.
أية بسملة منمقة بحبر كوردي احمر,وأية جهة هي قبلة الصلاة على قتلانا,ما عدد الركعات التي سنركعها لله شكرا له على هذه العطاءات التي حظينا بها من وراء آياته حول الانفال,وضرب الاعناق,أكنا حقولا لتجارب آل أبي لهب,ومن والاهم,أم أننا من مما ملكت ايمان خالد ابن الوليد وقتيبة ابن مسلم الباهلي وعياض ابن غنم,وأولاد البعث ,أولاد حاتم في كرم الذبح والسبي وكنس الرؤوس؟
الوقت يمارس عادة اراقة الدم,والبيادر ترزح تحت اكداس (المحصول) المؤلف من أجساد الأطفال ,الشيوح والرجال,والسبايا من الاناث الكورديات,لبيعهن ........واتمام دينهن ,حسب اصول الفقه الفتوحي,أو الفتحي,وارضاءا للذوات المقدسة في اجساد مليئة بالكره,والبغض والحقد ,ذوات توارثت هذه الصفات من آبائها,واجدادها,ممن تمكنوا من ارضاخ الناس كرها وترهيبا ,لإطاعة خلفاء الله و الآمرين باسمه.

نحيب الجبل مكتومٌ مكتومْ,والسياط التي يجلد بها العراة تاريخ هذه الامة مصنوع من جلد البراق, يحفر عميقا اثر كل جلدة في جلود الكورد,ويطبع عليها عبارة (أسلموا تسلموا)والانبياءُ كعادتهم لا يتدخلون في سيرورة الوجع,والوقت مرقع الركبتين ,ف ليس جبل باكوك بذاك الذي يستطيع الوصول لمكان الحدث,لآلام المفاصل التي صاحبت سيرته منذ ان جاء من أقصى المدينة الرجل الذي كالحية يسعى,ويشوه.ولا جبل الجودي عاد يرى بعينيه الهرمتين لهول ما رأى من مكائد الثعالب ,بحق احفاد الملوك والامراء.
لاح من بعيد نجم حسبته مغيثا من السماء,هوى من السماء نيزك وكأنه يلوذ بمعصم طاووسي ملك, استتب الخوف ارجاء العشاء,وتبدلت لكنة الله مع العبيد هنا تندحر كل النظريات,لا التفاف حول الخطاب المزمع عقده على أركان مهدمة,ماتت الريح فجأة وعلت صيحات التكبير,من افواه مسكرة ,وعيون ثملة,لا فواصل بين الحذاء والحذاء,دبت النقمة في وجنتي ذاك الفجر,تكالبت كل القرى القريبة على شنكال من اهل الجنوب المتعطشين للدم,أي بيعة تلك التي ستزف لنا النوم قليلا بين ارداف الخطيئة,كأنه كحل شنكالية قد غظى على الوجود شيئا من السواد,لا تنهي العبارات بانتهاء السطور,لا زال صدى الانين والوجع يختبئ بين ثنايا هذه الغيوموستمطر الوجع حيثنا تشاء ,ولكنه يعود الي انا حيثما هطل,فانا مجمع النهرين,ومجمع الوجعين,ومفترق الكيدين,كيد الناس ومكر الله .
نادى طفل وهو يحتضر, في خضم دمه ,ابتي اني رأيت براقاً,أبتي انه كان ارجواني اللون , على مقلتيه نتف ريش طاووس ملك,أين الماء يا أبت.وانحدرت بالشهداء أجنحة الكائنات اليقظة في الظلام,وأخذت ببقايا كتل ارواحهم لمناجم الارواح هناك حيث الهواء يضرب الوجنات من تحت الأوراق الخضراء .
أضواء شارعنا الكئيبة,ترزح تحت خُيلاء الصمت....الصبية الباقون يتنفسون من نظرات أعينهم,بحثا عن عيون أخرى....كأن ريحا عثت بأركان البيوت,فحملت معها كل الناس,أو كأنه الوباء الذي يدفع البشر نحو الهروب بجنون ....فترى الناس سكارى على المعابر الشائكة اللاغمة وما هم بسكارى,تراهم هائمين على أوجههم بحثا عن منفذ للخلاص,ما الذي سيحدث,ما هو الحدث التالي,لماذا نجد عمليات افراغ البيوت,والقرى والحارات ومن ثم النواحي كما حدث في شنكال مؤخرا,عشرات الآلاف من البشر يفرون معا,ومئات الآلاف فروا قبلهم من كوردستان سوريا,مالسر من وراء افراغ هذه الارض من سكانها,ماذا سيُفعلُ بالارض,مالذي سيتم تطبيقه على ارض بلا سكان اصليين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع


.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح