الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التأريخ المنسى للحريم أو انتقام -الاله الام-

ميرغنى ابشر

2014 / 8 / 20
كتابات ساخرة


" لقد تآمرت المرأة
دومًا مع كافة صور
الانحلال ضد
الرجال الأقوياء "


" نيتشة"


بدءأ لا ياتى هذا القول ردة فعل لعصاب القرن "الجندر" الذى يلهث ضالاً ليعمم صيغ محاصصة مجتمعية جديدة للمراة، كما أنه لا ينهض على اى ادلوجة أو مذهب دينى، فى الوقت الذى يحاول أن يبشر فيه بفرضية جديدة، ولكنه لا ينطلق من تبيت مقولة مسبقة تبحث لها عن شواهد لتعضدد طرحها. بل يمكننا موضعته فى سياق المحاولة للبحث عن اجابة تنضاف للركم التأملى المفسر للشقاء الانسانى .
اذن هى محاولة لاتدعى العلمية باى حال ،فكل ماهو علمى قابل للدحض!.
***
نجد فى تاريخ المدنيات القديمة الاصول الانثوية للتكوين والخلق اذ تحدثنا أسطورة التكوين البابلية"الإينوما إيليش" عن المنشأ الانثوى للوجود المكون من رحم و جسد الاله الام القتيلة "تعامة"، وهنا نقف على رمزية "ميثية" حفظتها الواعية الجمعية تحكى بعد سبر تضميناتها الرمزية عن الاقصاء والازاحة للدين الانثوى والاله الانثى، ليتقدم الاله الذكر والدين الذكورى. ففى لا واعية الانثى ومنذ عصور سحيقة يستبطنها قدر الاله السجين ،الذى استطاع فى مرات كثر أن يتحرر ممارسا انتقامه و مسبب لهذا الميراث الدينى الثقيل المتوضع فى السياقات الفكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية للناس بمحموله العصابى. الذى اقعد الانسانية عن دورها فى تحقيق انقلاب روحى جديد يخرج المعادلة الانسانية من فرضيتها الضالة (الانثى = الذكر،الانثى # الذكر). لصالح قيم الانسان غير الملتاث.
***

فبالتتبع الدقيق للمحمول الفكرى للديانات السماوية الثلاثة على سبيل المثال، نجد موقعا منمازا دوما للذكر حتى على مستوى تنزلات الاحوال الشخصية المستلهمة من هذه النصوص المقدسة فلا نبؤة للمرأة ولا عصمة ولا تساوى فى شهادة أو ميراث وقسمة!. وهو حال يعبر عن ردة الفعل الطبيعية للهيمنة الانثوية القديمة التى يتجدد الانتقام منها فى كل كور انسانى جديد،ولكن بالرغم عن ذلك استطاعت هذه الانثى و بقوة الاله الحبيس أن تنتقم لنفسها ولكن ليستمر عقابها عبر النصوص المقدسة وايضا يستمر عذابها للانسانية .
***

فبعد اربعة قرون من امساك السماء على ارسال نبى بعد "ملاخى" خرج فى الناس نبى الله "يحيى" (يوحنا المعمدان) فاضحا الهيمنة الخفية "لهيروديا" على الملك "هيرودس" الذى سجن المعمدان بالحاح من زوجته لينتهى مصير "يحيى" زبيحا على يد "هيروديا" بفضل ابنتها "سالومى".
وحين جاء وقت المسيح "عيسى" بن مريم حوصر بلطف المريمات الثلاثة، جاء فى انجيل مرقس:"
المريمات ﺇ-;-ستحقين رؤية القبر الفارغ وقيامة المسيح لانهن قمن باكراً جداً فالذي يبكر ﺇ-;-لى المسيح يتمتع بالحياة والقيامة " وبعد هذه الزيارة غير المسبوقة نهضن بالدور الخفى فى استمرار المسيحية الانثوية لحد ما: "لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ" مرقس 16: 2 .
ومن بين كل الرجال العظماء الذين تقدموا للزواج منها اختارت "خديجة" بنت خويلد وبفراسة يحسدها عليها الاله الكامن فى لا واعيتها الصبى "محمد" زوجا لها، لتمارس دور "الاله" الظل حتى حان دور "عائشة" و"حفصة" بنت "عمر" ليتظاهرا على "الاله" بنص المقدس "إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ-;- وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ-;- وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰ-;-لِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَىٰ-;- رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)" "التحريم". لينتهى الملك للصديق "ابو بكر" بدور مقدر من عائشة بعد الاغتيال البطى "لمحمد" بسب الحروب العملية و النفسية الانثوية أى انتقام الام القديم، جاء في السيرة النبوية لآبن كثير : عن الأعمش عن عبد الله بن نمرة عن اب الاحوص عن عبد الله بن مسعود إذ قال: لئن أحلف تسعا أن رسول الله قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل،وذلك لأن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا. "السيرة النبوية لابن كثير الدمشقي ج 4ص 449 ". وقال الشعبي: والله لقد سم رسول الله . "مستدرك الحاكم ج 3 ص 60". ثم ليعقب ابوبكر فى خلافة "محمد" "عمر بن الحطاب" ابو حفصة بتراتبية غريبة تبقى "الاله" تحت عين "الانثى" وفق الشرط الاجتماعى البدوى الصارم الذى لا يقبل الظهور المباشر لسلطة "الاله الام".
وعلى ضوء هذه الفرضية يمكننا ان نقراء تاريخ المدنيات الاسلامية منذ اغتيالات "هند بنت عتبة" ضد "الاله الهاشمى" الذى بداء فى سحب البساط من تحت اقدام "الاله الاموى" وحتى دور "حريم السلطان" فى الخلافة العثمانية المتأخرة فى الاستانة.
***

دوما ينفلت "الاله الانثى" من عقالته لينتقم لحقه التاريخى فى الاستحواذ والسيطرة، هذا هو تاريخ النكد فى حياة الانسان وسبب الشقاء البشرى، وتقديمنا لهذه النماذج المحدودة بعددها والمتجاوزة باثرها كل دورات التاريخ وتحقيباته الزمانية ، جاء بسبب كثافة وتنوع المادة الوثايقية التى تحتاج لجهد مضنى لدراستها بعمق، واستخلاص افدتها التى تعضد ما ذهبنا اليه من قول. فمع بروز كل استثناء ذكورى فى تاريخ الفكر على سبيل المثال تظهر بقربه "الام القديمة" لتنتقم وينتهى مصير واحد من اعظم الفلاسفة فى التاريخ على سبيل المثال "نيتشه" للجنون، وذلك بفضل تلميذته "لوسالوميه" بعد رفضها له .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في