الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تحولت الجامعة العربية من ضمير العروبة الى نادي للخصيان ؟

كريم قمودي

2014 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


هل تحولت الجامعة العربية من ضمير العروبة الى نادي للخصيان ؟

لا أظن اليوم أن هنالك عربي واحد يُكن بقية من الاحترام لما يسمى مجازا ب " الجامعة العربية"
.
منذ نشأتها تسلحت بالبلاغة العربية والبيان وتفانت في تمــرير قرارات هزلية تهم مصير الامة لا يذكر أحد متى كان لها تطبيق أو فاعلية تُذكر
على الميدان. وغاليا ما تتوقف قراراتها على تكرار قرارات سبق و أن تقررت دون حساب، وتوطئتها دائما " نشجب و نندد و نُنوه ونأسف
و نعبر عن قلقنا وبالغ حزننا و هلم جرا من تلك النغنغات السخيفة.
هذا النادي،أصبح نادي خصيان، لا حول ولا قوة له، ينتظر حتى تمر الأحداث المصيرية أو تكاد ليقرر عقد اجتماع و غالبا ما يفشل الاجتماع
لانعدام التوافق المسبق على القرار الذي يُفترض مناقشته واتخاذه...هذا على الصعيد القومي ، أما على الصعيد الدولي فتأثير الجامعة العربية هزيل ورصيدها هزيل,
هذا الجسم المشلول غالبا في غرفة الانعاش، مرآة صادقة تعكس حال العرب عموما.
الله وحده يعلم كم هي التكاليف السنوية التي يدفعها المواطن العربي للمحافظة على "شيء" لا فائدة ترجى منه، وقد الغى نفسه بنفسه ل
انعدام نية التعاون الحقيقي بين الأعضاء و اختلاف الولاءات لمن لهم النفوذ الحقيقي دوليا أي : أمريكا خاصة والغرب و تغليب المصالح القُطرية على مصالح الأمة،
بل مصالح الحكام ورؤاهم إذ لا ناقة ولا جمل للشعب في تلكُم القرارات المخيبة للآمال دائما حتى أصبح المواطن العربي لا يكترث بوجودها من عدمه..
آخر المسرحيات على الساحة السياسية قضية غزة واستمرار القصف و التدمير و التقتيل الجماعي و ابادة الاطفال و هدم البنى التحتية
في عملية اجرامية لا تشبه في حدتها وعجرفتها اي حادثة اخرى في التاريخ المعاصر
دام القصف ثلاثة اسابيع حتى استفاقت الجامعة العربية ودعا احد ملوك او سلاطين او كراكيرز أو طراطير العرب، أهل رالكهف لانعقاد القمة !,
نعرف أن الاجتماع لم يغير شيئا: لا في موازين القوى ولا في الواقع الأليم الذي تعيشه الامة
انتهى فصلُ فلسطين و غرة، ورجعوا الى جحورهم دون اية نتيجة ، لم ينجحوا حتى في لفت أنظار الرأي العام العربي فما بالك في أي تأثير آخر على المستوى الدولي !

نواقيس الخطر
من منا كمواطنين بسطاء، لا يعيش اليوم هاجس الامن من الخليج الى المحيط...
خطر المجموعات الارهابية التكفيرية و على رأسها داعش ينمو كل يوم و نعتمد على واقع ملموس لا نبالغ في تصويره ان قلنا انه أسوء وضع كارثي عرفته الاقطار العربية منذ استقلالها رسميا منذ نصف قرن و أكثر .

تمر قضية داعش كأنها مجرد شأن داخلي لا يهم غير سورية و العراق، و ربما وجدت الجامعة العربية، أن هذا المنطق هو الاجدى، نظرا للاختلافات بين الدويلات العرب-بترولية وغيرها من اخواتها الفقيرة التي تمارس عليها امريكا الوصاية ولا تتحرك الا بعد استشارتها حتى ترضى عليها قبل وبعد الندوات
خطر داعش و ما شابهها من تنظيمات تكفيرية و تخريبية هو خطر حقيقي يهدد بدرجة أولى كل العرب دون استثناء كما يهدد جوهر الاسلام سواء على مستوى التأثير على ارض الواقع حاليا أو على المد ى المتوسط في اطار مشروع اقامة دولة الخلافة، وهذا تبريره السطحي الذي يصفق له الكثير للأسف نظرا لمصالح لا تتعدى قصر النظر والجشع الآني، و ربما حتى نية الثأر و التشفي في الغير ممن مارس عليهم القمع في ظل الدكتاتوريات ، اما المشروع الحقيقي الذي اصبح بدوره جليا هو استدراج ايران الى الحرب القذرة لإيجاد ذرائع مباشرة و بالتالي اصطياد روسيا والصين الى المستنقع الشرق اوسطي في حرب عالمية ثالثة يدفع العرب خاصة ثمنها وهذا التدويل سينجر عنه واقع جديد يفرض فيه الغرب تصوراته على ارض الواقع.
يبدو أن كل ما يجري اليوم على الساحة الدولية لا يقلق العرب، وحتى المآسي التي تحدث في العراق و سورية لا تقلق العرب،
عوض ان نرى الجامعة العربية تلتئم و تقرر التدخل عسكريا، كل بما اوتي للقضاء على داعش و التنظيمات الارهابية الاخرى في سورية وليبيا وتلافي المخاطر المحدقة بباقي المنطقة تختار الجامعة العربية التفرج في سلبية غبية ، كان الامر لا يهمها فعلا، كانها ليست الضمير العربي
كانها شريك فاعل بالصمت و اللا ارادة و اللا فعل، كانها طرف في المؤامرة على محو نفسها !
-----------------------------
كريم .قمودي 20/07 / 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة