الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس الأمن وفالون يعومان في دُنيا الفوازير

عادل الخياط

2014 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



تصريح " مايكل فالون " وزير الدفاع البريطاني يتطابق بالضبط مع قرار مجلس الأمن الخاص بالإرهاب الجديد - إرهاب الدولة الإسلامية - الجماعة في السابق نقطوا الإرهاب بحرفية علمية لا تقبل المسخ , فإنطلقت الجيوش لتقتحم الأغوار والصخور والوديان والهبوب , إنطلقت لمواجهة هذا الكائن الغير طبيعي في سلوكه الإجرامي . فحدث ماحدث ولا يزال ممتدا في أصقاع تمتد من العراق وأفغانستان مرورا بباكستان وصولا إلى أصقاع أفريقيا .

أما اليوم فقد تناطحت تعريفاتهم عن ماهية داعش او الدولة الإسلامية ,
هل هي تنظيم إرهابي , هل هي منظمة خيرية تطمح لتوزيع خيرات النفط على المحتاجين العراقيين والسوريين وحتى الأوروبيين والإمريكيين والأفارقة !!.. هذا التعبير الفاقع السخرية لم يتولد من العدم .. لنر كيف ؟

سوف ننسخ بعض العبارات عن قرار مجلس الأمن بشأن داعش , كذلك بعض ما تفوه به " مايكل فالون " عن تنظيم داعش .

مجلس الأمن المكون من خمس أعضاء دائمين , ومن ضمنهم عضو بريطانيا الناطق بإسم " فالون " قال في معرض رؤيته ل داعش , قال ما يلي :

"ويطالب القرار الاممي مسلحي "الدولة الاسلامية" وجبهة النصرة "بالقاء اسلحتهم وتفكيك تنظيماتهم فورا !"

وعليه فإن داعش والنصرة سوف يلقون أسلحتهم ويفككون تنظيماتهم تحت الرغبة الجامحة لمجلس الأمن , مجلس الأمن الذي تقاتل جيوشه تلك التنظيمات منذ 13 سنة في أفغانستان والعراق واليمن وبوكو حرام والشباب الصومالي ولم تسلم حتى شوارعهم ومبانيهم ومحطاتهم والإستنفارات نطحت السماء في عالم الغرب على هذا الوقع الإرهابي .. كل ذلك الزخم الذي غير الخرائط والحسابات والبُنى النفسية .. كل ذلك الهول المزع , وحضرة مجلس الأمن يخاطب تلك الكائنات التي لا تنتمي لجنس المخلوقات على الإطلاق , جنس غير خاضع حتى للقدر الملكوتي وحتى الكوني ! يخاطبهم برومانتيكية تشبه رومانتيكية العصر الكلاسيكي , بإلقاء سلاحهم فورا !! .. لا تعليق .

وتضيف : وبعد كل الفظائع التي أرتكبت على أيدي تلك الكائنات , ترى الجماعة في مجلس البُؤس الدولي , يعود ليقول التالي :

" واتهم المجلس في قراره التنظيمات المذكورة بارتكاب سلسلة من الفظائع، وحذرها من ان هذه قد ترقى الى جرائم ضد الانسانية ! "
فإذا كانت جرائم أولئل الممسوخين لم ترق إلى الآن إلى وصفة جرائم ضد الإنسانية , فمتى سوف ترقى إلى ذلك يا ترى ؟! .. حقا شر تصريحات مجلس الأمن ما يُقوض أو تُقوض الأمن والسلم العالمي .

تلك مجرد فقرتين من قرار هذا المجلس , لكنهما في كل الأحوال تتماثلان مع بقية الفقرات .. غير أن المصيبة المرادفة لذلك هي ان " مايكل فالون " وزير دفاع بريطانيا راح يتماهى او يتمايل على تلك الترنيمة السقيمة , في جزيرة قبرص وأمام مجموعة عسكرية بريطانية , فالون يقول التالي في ذلك اللقاء :

"وأضاف :"نريد مساعدة الحكومة الجديدة في العراق والقوات الكردية،
نريد مساعدتهم لوقف تقدم الدولة الإسلامية ومنعهم من التحول لإرهابيين"

ماذا تعني يا سيادة " فالون " منعهم من التحول إلى إرهابيين , هل تعتقد إلى الأن إنهم ليسوا إرهابيين ؟

لكن المصيبة الأشد , إنه بعد تلك الفقرة يقول التالي :

" وأوضح أن هذه ليست مجرد مهمة إنسانية، "نحن ودول أوروبية أخرى قررنا عمل كل ما نستطيع لمساعدة الحكومة العراقية في قتال هذا النوع الجديد والمتطرف جدا من الإرهاب، الذي تروج له الدولة الإسلامية "

هههه .. إضحك على وزير الدفالع البريطاني .. في الفقرة السابقة يقول : يجب منعهم قبل أن يتحولوا إلى إرهابيين .. أما الفقرة التالية فيمضغهم بالإرهاب المتطرف جدا !!

أعتقد ان الوزير فالون كان قد تناول بضعة شاتات من " التكيلة المكسيكية " قبل اللقاء , لذلك تراه لم يُجمع في كلماته .. أو ان فالون وبريطانيا ومجلس الأمن عموما قد أصابتهم دوامة داعش أو الدولة الإسلامية بنوع من عدمية التركيز إزاء ما يحدث تحت وقع هذا التنظيم الجديد في العراق بالذات , وأعتقد ان ما يؤكد هذا الحدس هو تصريحات مسؤولي الولايات المتحدة وبريطانيا على وجه الخصوص عن حرب العراق التي امتدت لما يقرب العشر سنوات , فقد ولدت تلك الحرب نوعا من الحساسية المفرطة في الشارع البريطاني والأميركي , وان المسؤولين الأميركين والبريطانيين الذين قدموا في اعقاب أمراء الحرب الذين سبقوهم " جورج بوش وادارته , وتوني بلير وطاقمه " قد أطلقوا الوعود عن انه لا عودة لفكرة الحرب التي عبأ لها صقور الحروب الأوائل , أولئل الذين نتيجة مغامراتهم تلك , سقطت البلاد والعباد في فوضى الأزمات الإقتصادية التي إجتاحت العالم أجمع ..
ومن الممكن ان تستشف مثل تلك الرؤى من خلال الحذر في تصريحات أوباما : سنساعد إنسانيا .. وسوف نضرب إذا تعرضت مصالحنا للخطر , وغيرها التي تصب في هذا الإتجاه .. " .. المعنى : الحذر أمام الأميركيين عن الحرب المباشرة , إنما المساعدة الإنسانية , وحفظ مصالح الولايات المتحدة .

وكاميرون على ذات التوجه , لكن ببطء , ربما لحساسية الواقع البريطاني الأشد من نظيره الأميركي .. لكنه عموما ذات الخطاب : إذا لم يتم معالجة هؤلاء الإرهابيين الجدد , فإنهم سوف يُهددوننا في شوارع بريطانيا ذاتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بصدق
فريد جلو ( 2014 / 8 / 20 - 17:00 )
لقد فككت خطابهم القذر واشرت الى اصوله الحقيقيه

اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر