الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهكذا يكافئ المواطن العراقي...؟

رشاد الشلاه

2005 / 8 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رغم كل النواقص والثغرات المقصودة والعفوية التي رافقت انتخابات كانون الثاني الماضي العامة، جاء تشكيل الجمعية الوطنية إثرها، خطوة هامة على طريق مسيرة بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد، وكان طموح المواطن العراقي ولازال في أتساق المضي في العمليتين؛ السياسية التي تضطلع بها الجمعية الوطنية والحكومة، والعسكرية التي تنهض بها المؤسسات العسكرية والأمنية، لما له من تأثير في إشاعة الأمن وتامين احتياجات المواطن الأساسية في توفير الكهرباء والماء النظيف وفرص العمل واستكمال إعادة السيادة الوطنية الكاملة.

إلا أن طموح المواطن العراقي أخذ بالتضاؤل وهو يشهد استشراء الفسادين السياسي والإداري والتخبط في معالجتهما، متزامنين مع تصاعد إذكاء النعرات المذهبية واتساع نطاق الجريمة المنظمة وعمليات الإبادة الجماعية بذريعة "المقاومة الشريفة". وقد يجد بعض المواطنين بعض العذر للأداء غير الموفق للحكومة والجمعية العامة في معالجة قضايا معقدة ومتشابكة، بسبب الحجم الهائل لتركة النظام الديكتاتوري السابق، كما لم تمض على تشكيل الجمعية والحكومة إلا فترة اشهر معدودة.

لكن الذي كان منتظرا إزاء مشهد الخراب الشامل الذي أوصل المواطن إلى حالة جزع قاتمة ، أن يسعى أعضاء الجمعية الوطنية بالمقابل إلى بذل جهد استثنائي لتحقيق وعود قوائمهم الانتخابية، و لتبرير ثقة المواطن العراقي بهم، وهو الذي لم يبخل بدمه متحديا قوى الإرهاب وأعداء العراق الديمقراطي الجديد عندما خرج يوم الانتخابات ليعطي ثقته لهم . فما الذي تلقاه هذا المواطن العراقي من عدد كبير من أعضاء جمعيته الوطنية عرفانا له وردا لجميل شجاعته ؟

قبل أسابيع كانت الشكوى مريرة من التغيب المتكرر غير المبرر لعدد غير قليل من أعضاء الجمعية عن حضور الجلسات، وهذا الغياب يعني التنصل من مهامهم، أو استصغارا للدور الذي تقوم به الجمعية الوطنية، وهو بالتالي تعطيل لأداها، في الوقت الذي تتطلب فيه الظروف القاسية التي يكابدها المواطن العراقي تفعيل هذا الأداء للتخفيف على الاقل من معاناته، وعندها جاءت المطالبة الشعبية وهي لا تزال راهنة باطلاع المواطنين على كشوفات حضور ومساهمة الأعضاء في جلسات الجمعية الوطنية، لتكون أحد المعايير الهامة في تقويم أداء الأعضاء وبالتالي تشكيلاتهم السياسية التي ينتمون إليها عند إجراء الانتخابات المقبلة.

وبالأمس،الأحد، الذي سقط خلاله ثمانون عراقيا بين شهيد و جريح، وشهد الإضراب العام والأحداث المتصاعدة في مدينة السماوة، تغيب ممثلو أكبر قائمة في الجمعية الوطنية عن حضور اجتماع مقرر لها، و أدى هذا الغياب إلى إلغائه، بذريعة المشاركة في الحفل التأبيني المقام بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد السيد محمد باقر الحكيم...!، وعلى أهمية هذه المناسبة وللمكانة الرفيعة التي تمتع بها الشهيد السيد الحكيم، إلا أن ذلك لا يعطي مبررا للغياب عن اجتماع الجمعية الوطنية وتفضيل المشاركة في الحفل التأبيني الذي كان بالإمكان أقامته في وقت لا يتعارض مع وقت انعقاد الأجتماع أو تغيير ساعة الاجتماع نفسه حرصا على انعقاده.

ألم يدرك أعضاء جمعيتنا الموقرون إلى الآن أن مهمتهم هي تكليف جسيم وليست تشريفا للعلاقات العامة، وأن معركة بناء عراق جديد على ركام نظام الفاشية والحروب، تتطلب استبسالا حقيقيا في عمل يومي شاق يسابق الزمن، وهم وشعبنا في مواجهة قاسية مع أكبر بلوى عرفها تاريخ العراق الحديث وخصوصا في هذه الساعات العصيبة ساعات معركة صياغة الدستور.

لقد قيل؛ أن استعينوا على بلواكم بإقامة الصلوات، ولم نسمع أحدا قال؛ استعينوا على بلواكم بإقامة محافل التأبين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول