الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لحكومة الجعفري أن تقلب السحر على الساحر ؟!

كريم عبد

2005 / 8 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إذا كان الأداء العسكري والأمني لوزارتي الداخلية والدفاع قد حقق الكثير نسبياً على صعيدي مواجهة الإرهاب وإعادة بناء أجهزة الوزارتين، فإن استمرار أزمتي الكهرباء والوقود وهبوط الخدمات عموماً، سيظل يعطي المزيد من الفرص ل( النفاق السياسي ) الذي وجد فيه البعض ضالته !! ولذلك يمكن القول أن حكومة الجعفري تحتاج إلى مبادرات من النوع الذي يقلب السحر على الساحر !! ولكن كيف ؟!
يستطيع المراقب أن يلاحظ أن تردي الأوضاع العامة في البلاد ظل ينعكس سلبياً على الأداء السياسي للحكومة وكذلك على إدامة الاشكاليات المتعلقة ببعض بنود مسودة الدستور، خاصة وأن الحكومة ليس لديها الكثير من الوقت كي تنتظر انفراجات معينة على هذا الصعيد أو ذاك، وعليه فهي بحاجة إلى مبادرة من النوع الذي يمكن أن ينعكس ايجابياً على جوانب أخرى من المعادلة السياسية عموماً. ومرة أخرى لنـتساءل : كيف ؟!
إذا كانت الفيدرالية أو نقل الدولة العراقية من مركزيتها إلى الحالة الاتحادية هو خيار لا بد منه لتكريس المشاركة السياسية وتوزيع الصلاحيات بين المركز وأطراف الحكم المحلي، فإن مشروع الفدرالية وتعدد اشكالها المقترحة كأن تكون لدينا خمس أو ست وحدات فدرالية، قد أثار قلقاً مشروعاً لدى قطاعات واسعة من العراقيين بل وأنقسم الرأي بين مؤيد ومعارض لهذا الاقتراح أو ذاك خاصة في منطقتي الفرات الأوسط والجنوب ناهيك عن المناطق الغربية. لذلك فإن مبادرة حكومة الجعفري التي ستحمل بين طياتها تحولاً في الرأي العام وحلحلة للأوضاع عموماً، ستكون في إعلانها أن الدولة الاتحادية ستكون بوحدتين إداريتين فقط، منطقة كردستان وحدة وبقية البلاد هي الوحدة الثانية.
هذه الخطوة ستؤدي إلى نتائج عديدة، منها.
أولاً : إنهاء الجدل والقلق والأخذ والرد حول الفدراليات المتعددة والظنون أو المعلومات أو الوساوس المتعلقة بهذا ( المشروع ) الذي لا يملك مبررات واقعية أساساً، بل هو أعطى المزيد من الأوراق بيد جماعات النفاق السياسي ما جلب المزيد من الانقسامات والاتهامات وتبديد الجهد والوقت دون طائل.
ثانياً : اعطاء مزيد من الاطمئنان للمناطق التي تفتقر للثروات المعدنية داخل محافظاتها، وهذا سيساهم بتعزيز الثقة بالحكومة من قبل الأطراف المختلفة، كي ننتهي تماماً من أية احتمالات سيئة يمكن أن تترتب على تعدد الفدراليات.
ثالثاً : أن وجود فدراليتين فقط سيجعل الصورة أكثر وضوحاً بالنسبة للحكومة وكذلك للجنة كتابة الدستور، لناحية تحديد صلاحيات وامتيازات كل من الحكومة المركزية من جهة والحكومتين المحليتين من جهة أخرى، ما يسقط الكثير من الألتباسات المتعلقة بتعدد الفدراليات.
رابعاً : في هذه الحالة أيضاً سيكون للحكم المحلي أو اللامركزية في المحافظات آليات حيوية سواء لناحية حرية المحافظات في تطوير أوضاعها الداخلية أم لناحية تطوير العلاقة وتفعيلها بين كل محافظة وبين حكومتها المحلية.
خامساً : أن هذه المبادرة ستمتص الظنون أو القلق الطائفي الذي تصاعد مع تصاعد الحديث عن تعدد الفيدراليات.
وبالإضافة إلى ما ستؤديه هذه المبادرة من تعزيز وترسيخ للوحدة الوطنية، فأن كل هذه النقاط الواقعية ستؤدي إلى توفير المزيد من الفرص لتطوير الأداء الحكومي، كما ستعطي فرصاً أفضل للجنة كتابة الدستور للتخفف من بعض الاشكالات المتعلقة بالموضوع ذاته.
أن أية مبادرة جادة تؤدي إلى إنفراجات معينة في الوضع السياسي العام ستؤدي بدورها إلى دفع الأمور نحو الأفضل أكثر فأكثر، وبهذه الطريقة فقط تستطيع الحكومة أن تكسب المزيد من الوقت والأوراق في مواجهة الأرهاب والنفاق الساسي معاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي