الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية التعبير والتجسس

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 8 / 20
حقوق الانسان


فى العام الماضى أطلق إدوارد سنودن الذى عمل فى وكالة الأستخبارات الامريكية قنبلة من القنابل التى تجيد صنعها أمريكا، وهى قنبلة التجسس الأمريكى على مواطنيها ومواطنى العالم كله وأنه توجد برامج للمراقبة السرية على مستوى العالم، وهو الذى صرح به إدوارد سنودن وقدم الوثائق التى تشهد بذلك، وأضطر للهرب من أمريكا، وأكتشفت ألمانيا ممثل أستخباراتى أمريكى يتجسس عليهم فقامت السلطات الألمانية بطرده فوراً، وفى سؤال سنودن بعد أن ترك عمله ومنزله المجانى من المخابرات قال أنه "مستعد للتضحية بكل ما أملك لأن هذا التجسس يشكل تهديداً حقيقياً للديمقراطية التي ننادي فيها ببلادنا"، وهذه العبارة تلخص زيف وكذب وإدعاءات الديموقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان التى تروج لها الإدارة السياسية الأمريكية.

ليس حقيقياً ما تقوله وتردده كالببغاء المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارفى، أن "الناس أحرار فى قول ما يريدون وهذه هى حرية التعبير"، كيف يمكن أن يشعر الناس بأنهم أحرار ولديهم حرية فى التعبير وهناك من يراقب حركاتهم وكل كلمة ينطقون بها فى التليفون أو على الإنترنت؟ هل هذه هى حقوق الإنسان والديموقراطية؟

وتستطرد مسز هارفى كلامها وردها على التصريحات المصرية المنتقدة لتعامل واشنطن مع أحداث ميسورى" عندما تكون لدينا مشاكل وقضايا في هذا البلد فنحن نعالجها بنزاهة وشفافية"، وأقول لها بالتأكيد لديكم مشاكل فى الإرهاب والقمع والدكتاتورية والعنصرية وتعالجونها بأكثر قمعاً وأكثر إرهاباً ونازية، وشفافيتكم تكمن فى أنكم ترتكبون أسوأ الجرائم ولا يعرف عنها العالم شيئاً إلا بعد أن يكشفها أبناءكم الذين لهم ضمير مثل سنودن، ولا نستطيع أن نقارن حرية التعبير فى مصر بالقمع الإستخباراتى لحرية التعبير والتجسس الأمريكية.

إن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية لا تريد الأعتراف بالقمع والتمييز وعدم المساواة بين البيض والسود على أساس عرقى، لأن حكومتها تتباهى بأن أمريكا هى أرض الوحى الديموقراطى والحرية وحقوق الإنسان، وأكدت صحيفة "يو اس توداي" الأمريكية كذب تصريحات المتحدثة الأمريكية مسز هارفى وقالت الصحيفة "أن الحزب الجمهوري الأمريكي أدان برنامج وكالة الأمن القومي الأمريكي للتجسس الإلكتروني على أساس أنه يخرق حقوق الحياة الخاصة للامريكيين وحث أعضاء الكونجرس على وضع نهاية له."، فإذا كان هذا كلام أعضاء الحزب الجمهور الامريكى الذين يفضح ويدين الشفافية التى تختفى وراءها الحكومة الأمريكية، فليس لنا كلام بعد هذه الصراحة من مواطنى الحزب الجمهورى؟!!

هكذا دائماً يخرج علينا أعضاء الحكومة الأمريكية لتبرير جرائمهم التى يخترقون فيها كل قواعد الأخلاق والقوانين التى هى من المعايير الأساسية للمجتمع الديموقراطى، لكن من حق أوباوما وحكومته وضع البرامج والقوانين للتجسس على حياة الفرد الإنسانية، وفى الوقت نفسه لا يخجلون من الأنتقاد بشدة لأنظمة الدول السياسية الأخرى التى لا تتحالف معها ولا ترضخ لقراراتها مثل ما فعلت مع شعب مصر، لكن إدارة مصر السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى ستنفذ إرادة الشعب المصرى ومصالحه، وأتمنى أن تستمر مصر فى سياساتها الحضارية وأن تتخطى مشاكلها الأقتصادية والإرهابية التى أعلم أنها تحتاج إلى الوقت والجهد التعليمى والثقافى.

الآن أعترف أن مصر دولة لها قيادة حقيقية ومن حقها علينا فى المستقبل توجيه النقد البناء لها، وشكراً لقيادة السيسى الشعبية للوطن المصرى الكبير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي


.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري




.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين


.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل




.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ