الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقطع الوعي البحريني

عبدالله خليفة

2014 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



إذ لم تتجذر منشورات التجار المكافحين في الخمسينيات وتصير مجلات مستمرة وكتباً سياسية وجرائد يومية وعقلاً وطنياً حفرياً، فكذا وعي العمال بقي منشورات سياسية ذات لغة إيديولوجية نقدية مسطحة لم تتجذر في مطبوعات عميقة.
الطبقتان المحوريتان في العصر الحديث الديمقراطي لم تتعاونا ولم ينشأ بالتالي نظامٌ ديمقراطي.
هذا بسبب رأسمالية الدولة التي حازت على أغلبية الاقتصاد فتتوزع الدخول ليس بناءً على الإنتاج.
هذا أدى إلى أشكال وعي منتفضة في البدايات وخائرة في الزمن الحاضر لا تحصل على فرص التجسد والحضور والنشر.
وعي التجار الراهن حصل على مطبوعة للغرفة فنية غير سياسية وإيديولوجية فلم تقم بقراءات للواقع الاقتصادي ومصالح التجار والقوى المالية عامة.
النقابات لم تقدر على إصدار مطبوعات قوية سوى نشرات يظهر فيها النادر من نضال العمال، كمطبوعة شركة ألبا ذات الحضور بفضل نشاط نقابة ألبا القوي الشعبي.
نشاط التجار الثقافي النقدي تقلص إلا في كتابات أدبية للباحث عبدالله المدني النشط في مختلف جوانب الكلمة، فهو يتابع سير التجار وعائلاتهم وأنشطتهم التي تتركز على الأعمال التجارية وليست السياسية والفكرية ربما بسبب قلة هذه الأنشطة الأخيرة.
وهو يتابع هذا الجدل الحضاري بين الضفتين العربية والفارسية على مدى عقود في رحلات التجار بين الضفتين وأدوارهم.
وامتد نشاطه إلى الأعمال القصصية السردية المطولة وهي تستثمر ما يعرفه عن عالم التجار، وهي كتابات ممتعة رغم عدم توغلها في مبنى الرواية الفني، فهي ذكريات ومشاهدات كروايته(من المكلا إلى الخبر) التي لا تسرد صراعات الجزيرة العربية ومسائل التطور الاجتماعية الفكرية والسياسية المركبة، لكنها أشبه بمشاهد تصويرية عامة مسلية.
الشعر والنقد نائمان، وسبق لنا قراءة النقد وعجزه عن الجدل العميق مع الواقع، ولهذا يتوقف نقده للقصة القصيرة والرواية والشعر ويخمد غافياً.
وهذه هي نفس مشكلة الشعر الذي لا يعترف بمشكلات الوعي الديني وحرفه للصراع الاجتماعي ولا يلتحم مع الناس ومشكلاتهم.
يمكن ملاحظة بعض نسمات التطور الإبداعي في القصص القصيرة الصادرة من الريف البحريني حيث تسجل في مشاهد تصويرية بعض حالات الواقع، لا قضاياه الجوهرية وأعماقه، ومن هنا فهي لا تتطور نحو الرواية.
وينشط الشباب والشابات في هذا المضمار، والقصة القصيرة أحفل بملموسية الحياة من الشعر الفردي الذي يحوم وينعزل مع الذات.
ولا يوجد نشاط أدبي في أحياء المدينة في الانتاج الثقافي ولا نتاجات فهي راقدة.
ويبدو أن الثنائية الطائفية انعكست حتى على النتاج الثقافي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا