الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستون عاما منذ أنعقاد أول مؤتمر لأتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية

هادي الخزاعي

2005 / 8 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بتأريخ 5/8/2005 أنتهى اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية من اعمال مؤتمره السادس الذي عقد في بغداد تحت شعار (من اجل حياة طلابية حرة .. من أجل مستقبل أفضا ). وقد حضر اكثر من مائة مندوب ليناقشوا مفردات جدول أعماله، فبعد الوقوف دقيقة صمت تمجيدا وتخليدا لشهداء الحركة الوطنية والطلابية وشهداء الأتحاد الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الوطن، تم أنتخاب لجان أدارة المؤتمر. بعد ذلك اعلنت اللجنة التنفيذية حل نفسها لتتولى هيئة رئاسة المؤتمر أدارة جلساته.
ناقش المؤتمرون في أجواء من الحماسة والجدية والحرص النظام الداخلي والتقرير السياسي وورقة ( قراءة في اوضاع الساحة الطلابية ) والتقرير الأنجازي والتقارير الأنجازية للفروع. فأدخلوا تعديلاتهم على النظام الداخلي وأقروا شعاره. وفي سياق مناقشة التقرير السياسي تدارسوا الوضع العراقي الراهن وآثاره على الحياة الطلابية وموقف الأتحاد من الأحتلال وتكريس الجهود السياسية لخروج قوات متعددة الجنسية من الوطن ونيل كامل سيادته.
وناقش المؤتمر الورقة التي تشير الى ابرز ملامح وسمات الأحداث، واهم المؤشرات التي تقلق وتعرقل مسيرة الحرية الفكرية وحق المواطنة كالذي جرى من جريمة مع طلبة كلية الهندسة في جامعة البصرة من قبل جماعات دينية متطرفة. وقد قيم المؤتمرون العمل السابق للأتحاد وما انجزه أو ما لم ينجزه كما ورد في التقارير الأنجازية، وما أعترى ذلك من أخفاقات.
بعد ذلك جرت عملية أنتخاب اللجنة القيادية للمرحلة القادمه لتعلن وبكل شفافية أنبثاق قيادة جديدة للأتحاد التي سرعان ما وجهت الشكر والتقدير للسكرتارية السابقة معاهدة المندوبين والطلبة بالعمل على تحقيق اهداف الطلبةالمرحلية والآنية والعمل وفق الخط الذي رسمه هذا الأتحاد المناضل.
أن هذا المؤتمر الذي عقد ببغداد يعيد للذاكرة الوطنية العراقية التأريخ المجيد للحركة الطلابية العراقية وممثلها أتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية الذي عقد مؤتمره الأول قبل ما يقرب من ستين عاما. ففي الرابع عشر من نيسان من العام 1948 وتحديدا في ساحة السباع ( وقد سمي المؤتمر بأسم ساحة السباع ) وبحضور أكثر من أربعة آلاف مشارك من العمال وابناء المنطقة الذين حموا المؤتمر وحرسوه من الذين كانوا يسعون الى عدم عقده او تخريبه على الأقل.
أفتتح الطلبة المندوبون البالغ عددهم 102 مندوبا الذين ترشحوا من أنتخابات جرت في سبعة وخمسين مؤسسة تعليمية في بغداد مؤتمرهم العام الأول بجلسة علنية محمية بسواعد العمال.، حتى كان صوت الجواهري الكبير صادحا بميميته الرائعه...
يوم الشباب تحية وسلام بك والنضال تؤرخ الأعوام
لقد ابدل الجواهري الكبير مفردة الشهيد بالشباب فكان لذلك معنى ألهب آلاف الأكف بالتصفيق فكانت أجواء الأفتتاح كرنفال وطني تحدثت عنه حتى الصحف الأجنبية.
لقد جرت جلسات المؤتمر في ثلاث أماكن، ساحة السباع وكلية الطب و كلية الهندسة. صادق خلالها على ميثاقه الوطني ( البرنامج ) وكذا على نظامه الداخلي الذي يشيرالى هويته ( منظمه طلابية ديمقراطية أجتماعية ذات اهداف وطنية عامة ). لقد أكد الميثاق ( نرى نحن الطلبة العراقيين بأن مصالحنا جزء لا يتجزأ من مصالح شعبنا الذي يناضل في سبيل حرية بلاده وأستقلالها ورفاه شعبه، فنحن نعلن أننا نؤمن بالحرية ونريدها لشعبنا ولشعوب الأقطار العربية الشقيقة ولجميع الشعوب الأخرى ، ونقاوم الأستعمار والأستعباد في شتى مظاهره وأشكاله ونقف بحزم بوجه المؤامرات والمشاريع الستعمارية والتشويهات ضد السلم العالمي.. ).
لقد كانت شعارات المؤتمر الأول الذي يعرف بمؤتمر السباع تحتوي كل التطلعات التي كانت تراود جماهير الشعب والتي يشكل الطلبة جزءا مهما منها، وقد عبرت بصدق عن هاجس الشارع العراقي التواق الى الحرية والأستقلال....
- جماهير الطلبة تناشد جميع الوطنيين المخلصين لتوحيد جهودهم في جبهة وطنية موحدة.
- نطالب بتوفير الغذاء والكساء للشعب .
- الصهيونية حركة أستعمارية لا دينية ، كل عميل للأستعمار هو صهيوني مهما كان دينه.
- أطلاق الحريات الديمقراطية جزء من نضالنا لتحرير فلسطين .
- عاشت فلسطين حره مستقله.
- الشعب العراقي يؤيد نضال الشعب المصري ويستنكر سياسة النقراشي الأرهابية .

أما الأهداف التي تبناها مؤتمر السباع الخالد فيمكن أدراجها بالتالي : ـ
- تعميم التعليم الألزامي وجعله مجانيا في كل المراحل .
- توفير الأقسام الداخلية ومستلزمات الدراسة للطلبة .
- فضح الأفكار والمفاهيم الرجعية والأستعمارية .
- تجنيد طاقات أعضاء الأتحاد لمحاربة الأمية .
- الدفاع عن الحقوق النقابية والأكاديمية للطلبة الأكراد.
- السعي الى تكوين منظمة طلابية خاصة بالطلبة الأكراد .
- التضامن مع نضالات الشعوب العربية .
- المشاركة في تعزيز وحدة الحركة الطلابية العالمية .

وحال انفضاض أعمال هذا المؤتمر أخذ الأتحاد على عاتقه طرح المبادرات لتوحيد الحركة الطلابية العربية. كما قرر المؤتمر الأنضمام الى أتحاد الطلاب العالمي وكان ناشطا متميزا في قيادته فقد جرى أنعقاد المؤتمر العالي لأتحاد السبيبة والطلبة في بغداد أوائل أعوال الستينات تضامنا مع الشعب العراقي وثورته المجيده ثورة 14 تموز الخالدة. كما لم يتوقف عن السعي لتكوين أتحاد طلبة كردستان حتى جرى تشكيلهفي بداية السبعينات من القرن المنصرم.
وفي ختام أعمال المؤتمر الأول وفي جلسته الختامية جرت عملية أنتخاب اللجنة التنفيذية المؤلفة من 25 عضوا يمثلون كافة ألوية (محافظات) العراق، والتي أنتخبت هذه اللجنة بدورها لجنة السكرتارية المكونة من : -
1 – جعفر اللبان رئيسا.
2 – أبو زيد صلال نائبا للرئيس.
3 – خلدون أمين تركي سكرتيرا .
4 – عبد الجبار شوكت أمينا للصندوق.
5 – محمود الجنابي .
6 – هادي هاشم .
7 – محمد عبد الله رستم.
أن هذه السنون التي شارفت على الستين تقف الأن على ارض صلبة مهدها المشاركون في المؤتمر الأول، مؤتمر السباع الخالد، وحماته من العمال وأبناء بغداد، يؤشر بداية مرحلة منظمة من نضال الحركة الطلابية التي كانت أرهاصاتها قد سبقت تأسيس الأتحاد بسنوات، فتجلى من هذه الأرهاصات مؤتمر السباع الخالد مرجل الحركة الطلابية الديمقراطية والوطنية العراقية.

أن التاريخ الوطني المناضل لأتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية الذي يمتد لقرابة الستين عاما يشكل بحق أرثا وطنيا مجيدا لكل الشعب العراقي والمحيط الكلابي على وجه الدقة بسبب من مشاركة الطلبة في اتون النضال الوطني العام الذي خاضه الشعب العراقي ضد الأنظمة الاستبدادية المتعاقبه التي عادت مصالح الشعب العراقي، فلم يخفت أوار هذا النضال الدؤوب الذي خاضته الجماهير الطلابية رغم أصناف الأرهاب والملاحقة والقمع والسجن وصولا الى الشهادة.
ومن نافلة القول التذكير بهذه المأثرة النضالية لجماهير وقادة الأتحاد، فقد تعرضت كوادره وجماهيره بعد ثلاثة أشهر من تأسيسه عام 1948 الى الأعتقال والسجن والفصل ومطاردة المئات من من الطلبة ، ولم يتوقف هذا الأرهاب المنظم ضد الأتحاد ومنتسبيه حتى عندما تحول الى العمل السري الشاق. أن هذا التعرض للأتحاد قد قوى عوده وصلبه وأمده بالديمومة والتواصلكل هذه العقود المديدة بالمشقة والتضحية. ولذا فلا غرابة أن نجد أن العديد من سياسينا ومثقفينا الذيم قاوموا الأستبداد وساهموا في النضال بمختلف أشكاله من أجل مصالح الجماهير العراقية الكادحة قد خرجوا من معطف هذا الأتحاد المناضل.

أن أنعقاد المؤتمر السادس لأتحاد الطلبة في الجمهورية العراقية ونجاحه في الخروج بصيغ عمل طلابية تتناسب والوضع الراهن يضع الكرة من جديد في ملعب الحركة الطلابية الوطنية الديمقراطية من أجل تحقيق أهدافهم المجسده في الشعار الذي أقره المؤتمرون..( من أجل حياة طلابية حرة ... من أجل مستقبل أفضل ).

المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية العراقية والحركة الطلابية الديمقراطية.
عاش أتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا