الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعي الإرهاب لمنع القوّات الأجنبية من الانسحاب

أبو مسلم الحيدر

2005 / 8 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


منذ أيام والقادة السياسيين والعسكريين الأمريكان والعراقيين يعلنون بكل ثقة بأن قوات التحالف ستنسحب من المدن العراقية المستقرة وقد تم تحديد بعض هذه المدن وكانت منها السماوة والناصرية والكوت وقد أعلن الجنرال الأمريكي كيسي قائد القوات المتحالفة في العراق يوم أمس وأثناء زيارته لمدينة النجف ولقائه بالمحافظ هناك بأن مدينة النجف ستكون أولى المدن التي ستنسحب منها قوات التحالف والتي سيتم تسليمها كاملة للقوات العراقية الأمنية والعسكرية لإدارة شؤون الأمن فيها.
كان هذا الإعلان بمثابة الصاعقة المميتة على قوى الإرهاب والظلام التي لا تريد للعراق أن يكون متحرراً وخالياً من أي تواجد لأي قوة أجنبية وكذلك لبعض العناصر المستفيدة ماديا من تواجد مثل هذه القوات.
هذا الإعلان سيحرم قوى الظلام التكفيرية من حجة قوية طالما تمسكت بها واستعملتها كجواز مرور لتبرير عملياتهم الإجرامية في إزهاق أرواح العراقيين والعراقيات من أطفال وكبار بقنابلهم وسياراتهم المفخخة ومجرميهم الانتحاريين وقذائفهم وعمليات الاغتيال المستمرة، تلك الحجة هي الوجود الأجنبي في المدن العراقية. والآن وبعد هذا الإعلان الجريء والذي صممت قيادة قوات التحالف والقوات العراقية على اتخاذه نلاحظ إن قوى الشر الظلامية قد ارتعدت فرائصها وهي ترى إن البساط قد أنسحب من تحت أقدامها، ليس هذه العناصر السلفبعثية الأجرامية فقط من راعها مثل هذا القرار ولكن توجد في العراق مجموعة أخرى من تجار الحروب ومن المستفيدين فائدة مادية كبيرة من إستمرار الأوضاع في العراق على ما هي عليه، وبهذا فإن تحالفا غير معلن قد ظهر للوجود يهدف إلى عرقلة تنفيذ هذه الخطوة خصوصاً وإن أصحاب القرار في القيادة العراقية وقيادة قوات التحالف والقيادة الأمريكية السياسية قد ربطت تنفيذ هذا القرار باستمرار الاستقرار الأمني في هذه المدن، لذا راح هذا التحالف الجديد القديم يسعى سعياً حثيثاً لعرقلة تنفيذ هذا الإجراء وذلك بإثارة الإضطرابات في المدن التي تم الإعلان عنها على إنها مدن مستقرة وإن التنفيذ سيكون في هذه المدن قريباً جداً وهو لا يحتاج من الوقت إلا الفترة الزمنية اللازمة للتنفيذ. إن ما حدث ويحدث في السماوة من إضطرابات وبالرغم من كون الحكومة المحلية في محافظة السماوة والحكومة الفدرالية يتحملان جزءاً ليس قليلا من مسؤولية ما حدث ولكن التوقيت لما يحدث في السماوة ليس بعيداً عن محاولة عرقلة تنفيذ قرار الانسحاب من المدن. ليس في السماوة فحسب وإنما في الكوت أيضاً حيث إن الأوضاع التي قامت جهات معلومة بتوتيرها تشير إلى إن الكوت ستكون كما السماوة وهما المدينتان الأكثر استقرارا بعد النجف وكذلك ما حدث في الناصرية من تفجير لأحد القطارات يوم أمس ليس بعيداً عن هذه الغاية. أما مدينتي النجف وكربلاء فإن معلومات على درجة عالية من الصدقية قد أكدت إن عناصر الظلام وحلفائهم القدامى والجدد يخططون إلى كسر الأستقرار فيهما وذلك من خلال إدخال أوتحريك بعض العناصر التخريبية هناك والتي نتمنى ان تكون عيون أبناء المدينتين وقوات الشرطة والجيش العراقي فيهما مفتوحة لمنع أي تخريب فيهما يؤدي إلى حذفهما من قائمة المدن المستقرة.
إن على الحكومة وقوات التحالف العمل على سد كافة الثغرات التي أستعملها أو سيستعملها أعداء الأستقرار والسلام للنفاذ منها وتخريب الاستقرار في هذه المدن، ومن أهم الخطوات التي يمكن أن تتخذها الحكومات المحلية والحكومة المركزية وقوات التحالف في هذا المضمار هي توفير مستلزمات الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء وتوفير فرص عمل تقلل نسبة البطالة وتنظيف دوائر الدولة من العناصر الفاسدة وتقييم الأشخاص على أساس الكفاءة وليس على أساس الولاءآت الحزبية أو العشائرية.
من المؤكد إن قوى الظلام حينما تضع خططها الأجرامية ترفدها بخطط بديلة تحسباً لفشل خطتها الرئيسية لعرقلة كل إجراء يحرمها من بعض حججها التي تسوقها كتبرير لاستمرارها في عمليات القتل والإرهاب. أن ما تطرقنا إليه من خطة لهذه القوى الظلامية وحلفائها قد تم رفده بخطة بديلة. هذه الخطة قد بدأ التسويق لها إعلامياً. غاية الخطة إيجاد أعذار جديدة لاستمرار عمليات القتل والتصفيات وعمليات الأبادة الجماعية لأبناء العراق وقد تم الإعلان عنها من قبل عدد من أعضاء هيئة علماء الإرهاب حيث أعلن بعض أعضاء هذه الهيئة إن الدستور العراقي المقترح لا شرعية له لأنه تمت كتابته تحت سيطرة قوات الاحتلال. إن مثل هذه التصريحات إنما يراد منها الاستمرار في إيجاد الأعذار للقوى الإرهابية الظلامية التكفيرية وحلفائها للاستمرار بعملياتهم الإجرامية ضد الأبرياء من العراقيين وخصوصاً أفراد الشرطة والجيش والموظفين الحكوميين وأعضاء الأحزاب ++بحجة اللاشرعية والعمالة للأجنبي، علماً إن مفاوضيهم العلنيين والسريين أمثال أيهم السامرائي قد أعلنوها غير مرة إنه لا مشكلة لهم مع الأمريكان أو قوات التحالف لا في تواجدها في العراق ولا في التعاون معهم ( وهذه طبعاً لا تقع في خانة العمالة) ولكن المشكلة مع العراقيين( وهذه قمة الشرعية السلفبعثية بل وغاية وجودها).
إن الواجب الوطني يدعو جميع الشرفاء إلى العمل الجدي على إفشال خطط الإرهابيين ومحاولاتهم المحمومة لسلب استقرار المدن التي حددها القادة السياسيين والعسكريين وكذلك لجلب الاستقرار إلى تلك الغير المستقرة وذلك من أجل التعجيل بانسحاب قوات التحالف الأجنبية من مدننا وبالتالي من كامل التراب العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية