الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة بريطانية «متشائمة» من تطور الواقع الصحي في العراق..

أحمد خيري مشاري

2014 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


كشفت دراسة متخصصة نشرت في مجلة «رويال سوسايتي أوف مديسون» الطبية البريطانية, أنه بالرغم من الإستثمارات الضخمة التي خصصت للنظام الصحي في العراق خلال أكثر من عقد مضى من الزمن, إلا أن الوضع الصحي للعراقيين تدهور بشكل لافت, فضلاً عن كونه سيتدهور ويفشل أكثر ما لم يتم القيام بشيء من أجل تحسين الواقع المعاشي للناس. وقد خلصت الدراسة إلى أن الإستثمار المستمر في مجال الخدمات الصحية يعد عاملاً حاسماً في رفع المستوى الصحي للشعب العراقي, إلا ان إحراز التقدم في هذا الموضوع سيكون محدوداً من دون تقدم مقابل في مجالات الإسكان, والماء, والصرف الصحي, والكهرباء, والنقل, والزراعة, والتعليم, فضلاً عن سوق فرص العمل.
وقد أجريت هذه الدراسة من قبل مجموعة من الأطباء المتخصصين في مجال الصحة العامة من الكلية الإمبراطورية في لندن بمشاركة جامعة وأين في ديترويت بالولايات المتحدة, حيث تم إجراء تلك الدراسة ومسوحاتها بناءً على مجموعة من الزيارات الميدانية للعراق ما بين الأعوام 2011 و2013.
وبحسب الدراسة، فقد كانت هنالك محاولات كثيرة بهدف الوصول إلى حلول يمكن أن تساعد على إيجاد الموارد اللازمة لجعل النظام الصحي في العراق أكثر كفاءة، إلا أن دراستنا تظهر بأن المخططين والمنظرين الإستراتيجيين لديهم رؤية قاصرة حينما يتعلق الأمر بالعمل المطلوب إنجازه بغية تحسين صور الحياة كافة, الأمر الذي يلعب دوراً حيوياً في تحقيق تأثير إيجابي على الوضع الصحي للشعب العراقي.
لقد خلص واضعو الدراسة إلى أن أوضاع الإسكان العامة في العراق تعيش ظروفا رهيبة بالنسبة للغالبية الساحقة من الشعب الذي يعيش منه ما يقدر بنصف مليون ضمن أحياء عشوائية.
أما البنية التحتية الخاصة بالماء والصرف الصحي فتعد قديمة جداً فضلاً عن كونها تمثل مصدراً كبيراً للأمراض التي تصيب الكثير من الناس. وحتى في مدينة البصرة الجنوبية التي تعد من أغنى مدن البلاد بالنفط, فأن مياه الشرب فيها ليست صالحة للإستهلاك البشري.
أما عن تجهيز الطاقة الكهربائية في البلاد, فهو يعاني من مشاكل كبيرة جداً, لاسيما في فصل الصيف الحار, الأمر الذي يدفع العراقيين للحصول على الكهرباء البديلة من أصحاب المولدات الأهلية المحلية التي تتميز بضوضائها وتلوثها للبيئة المحلية الذي يزيد من إنبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكاربون.
كما ان الشوارع في المدن العراقية تعاني من ظروف سيئة وزحامات مرورية وحوادث بنسب عالية لا يكن قبولها. أما التهديدات المتمثلة بالقنابل والتفجيرات وهجمات الإرهابيين ضد الأسواق والمقاهي ودور العبادة, فأنها مستمرة ودون إنقطاع.
كما خلص واضعو الدراسة إلى ان قطاع الزراعة العراقي ليس قادراً على تغطية إحتياجات السوق المحلية بالمواد الغذائية الأساسية, فضلا عن كونه يعاني بشكل حاد من نقص البنية التحتية والتكنولوجيا الحديثة.
وفي هذا السياق, يقدر برنامج الأغذية العالمي بأن 22% من الأطفال العراقيين دون سن 5 سنوات يعانون من سوء التغذية بصرف النظر عن تلقي معظم العوائل العراقية لتجهيزات الحصة التموينية الشهرية من الحكومة والتي بدورها تعاني من مشاكل لا حصر لها.
وفي سياق متصل, فأن الأمية انخفضت بعض الشيء في العراق مقارنة بالدول الاخرى في المنطقة, حتى مع انفاق الحكومة المستمر على هذا الجانب الذي يعرقله واقع الفساد المستشري في البلاد. أما البطالة, فأنها تقف عن معدلات مرتفعة نسبياً.
وتقول الدراسة بأن العيش في عراق اليوم ليس بالأمر السهل أبداً, إلا أن الصور ليست قاتمة ومظلمة بمطلقها. أن الإستثمارات الضخمة الرامية لتطوير وتحسين الواقع الصحي في البلاد, سواء من خلال الجهود المحلية أو الدولية, تعد واعدة جداً لكن مع حاجة بالغة الشدة لإسهام مقابل ومساوي في القطاعات الاخرى التي تمس حياة الناس وتؤثر على المستوى الصحي بشكل مباشر.
كما ختمت الدراسة بأن موارد العراق الطبيعية والبشرية الوافرة يمكن أن تمثل قاعدة قيمة لإنطلاق عملية إستعادة إقتصاده وتماسك نسيجه الإجتماعي. ولاشك أن ذلك الإسهام العراقي يمكن ان يكون بناءً وقيما في عملية البناء الإقليمي للمنطقة إجمالاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا : لماذا أقال بوتين وزير دفاعه ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عنفت طفل من ذوي الهمم.. معلمة تثير غضب الشارع الأردني | #منص




.. تلون السماء وتهدد الاتصالات.. تأثير العاصفة الشمسية يصل بلد


.. بينَ إسرائيل والولايات المتحدة.. تقاربٌ وتضارب.. دعمٌ وتحذير




.. مهاجم مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند يحافظ على لقب هداف الدوري