الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهداء ويوم الشهيد

جاسم هداد

2005 / 8 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المتصفح للتاريخ النضالي لشعبنا العراقي, يجد فيه فصولا ناصعة من التضحيات , فطيلة فترة تسلط النظام الدكتاتوري المقبور قدم شعبنا قافلة طويلة من الشهداء , وتوزعت القافلة جميع الأحزاب المناهضة للدكتاتورية , الأسلامية والوطنية والديمقراطية . وبعد السقوط المشين لنظام البعث العفلقي , تكشفت جرائمه بشكل واضح , لمن كانت غشاوة ما حول عينيه . فقد كشفت المقابر الجماعية , كيف ان النظام المقبور , لم يكن يفرق بين منتم لأحد الأحزاب الأسلامية أو الديمقراطية أو الوطنية أو القومية . وهؤلاء الشهداء , بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو القومي , يستحقون الأجلال والأكبار والأحترام , فبدمائهم الطاهرة النبيلة , مهدوا الطريق لسقوط اعتى نظام دكتاتوري في العصر الحديث . وإكراما لهؤلاء الشهداء ومن باب الأنصاف والعدالة التي نناضل من اجلها جميعا , يتعين على كافة الأحزاب الوطنية المتمثلة بالحكومة والتي لم تتمثل فيها , عدم التمييز بين الشهداء , والنظر لهم بعين واحدة , وهم يستحقون ذلك بدون منة من احد .

وبالطبع يحق لكل حزب سياسي تمجيد وتخليد شهداؤه بالطريقة والأسلوب الذي يراه مناسبا . فالحزب الشيوعي العراقي على سبيل المثال ,اتخذ قرارا باعتبار الرابع عشر من شباط يوما للأحتفاء بشهدائه واستذكارهم , وهذا اليوم هو يوم استشهاد يوسف سلمان يوسف " فهد " , مؤسس الحزب وبانيه , وتم تسمية هذا اليوم بـ "يوم الشهيد الشيوعي " . والحركة الديمقراطية الآشورية , تحتفي كل عام في يوم السابع من آب , محتفية ومستذكرة شهداء مجزرة " سمبل " التي تمت عام 1933 , بحق ابناء شعبنا الآشوريين على يد النظام الحاكم وقتذاك , وتم تسمية هذا اليوم " يوم الشهيد الآشوري " .

في الأول من رجب الموافق السابع من شهر آب الجاري , تم الأحتفال بالذكرى الثانية لأستشهاد
السيد محمد باقر الحكيم , واقام " المجلس الأعلى للثورة الأسلامية " احتفاءا يليق بالسيد الحكيم وبمكانته وبذكرى استشهاده . وكما ذكرنا في مقالة سابقة , فإن السيد محمد باقر الحكيم شخصية سياسية وطنية لعبت دورا نضاليا ضد النظام المقبور, وختم حياته السياسية بالأستشهاد . ولكن الملفت للنظر هو اتخاذ " هيئة الرئاسة " قرارا بإعتبار هذا اليوم " يوما للشهيد العراقي " , وفق ما جاء في الأخبار التي تناقلتها الصحافة العراقية , كما وشحت " الفضائية العراقية " شاشتها طيلة اليوم المذكور بعبارة " يوم الشهيد العراقي " . ثم يطالعنا مانشيت على الفضائية العراقية يوم العاشر من آب , أي بعد ثلاثة ايام من قرار " هيئة الرئاسة " , يقول المانشيت " مجلس الوزراء يجعل يوم الأول من رجب من كل عام يوم حداد على روح شهيد المحراب محمد باقر الحكيم " .

منعا لأي سوء فهم , نقول ان تخليد الشهداء واستذكارهم لا يمكن ان يعترض عليه احد , ولكن الأعتراض على التمييز بين الشهداء . فمن الشهداء الكثر , على سبيل المثال , السيد محمد باقر الصدر , السيد محمد صادق الصدر , عزالدين سليم , عبدالكريم قاسم , يوسف سلمان يوسف , سلام عادل , وضاح حسن عبدالأمير" سعدون " وغيرهم . فهل عندما تحين ذكراهم , سوف يتخذ مجلس الوزراء قرارا باعتبارها أيام حداد ؟ .

اما بالنسبة لـ " يوم الشهيد العراقي " , فأنني اعتقد انه لا يحق لـ " هيئة الرئاسة " او " مجلس الوزراء " تسمية هذا اليوم بأسم شهيد محدد ينتم لحزب سياسي بعينه دون غيره . فالأحزاب السياسية , جميعها ,شاركت في النضال ضد النظام المقبور , وكل منها يحتفظ بقائمة طويلة لشهدائه , والشهداء يجب ان يكونوا خارج حسابات " الأستحقاقات الأنتخابية " وبعيدة كل البعد عن " المحاصصة الطائفية " .

واذا كان مطلوبا تسمية يوم بأسم " الشهيد العراقي " فأعتقد ان من المناسب تسميته بأسم شهيد لم ينتم لحزب سياسي معين , بل منتم للشعب العراقي كله , وهو الشهيد " عبدالكريم قاسم " الذي استشهد يوم التاسع من آذار 1963 . ومقترحي هذا لا ينتقص ابدا من دور الشهداء الكبار , بما فيهم السيد محمد باقر الحكيم , الذين قدمهم شعبنا على طريق التحرر من أعتى نظام دكتاتوري ومن اجل بناء عراق ديمقراطي , انهم جميعا الشموع التي انارت لنا طريق الحرية , وبذا يستحقون كل التقدير والأحترام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبيب يدعو لإنقاذ فلسطين بحفل التخرج في كندا


.. اللواء الركن محمد الصمادي: في الطائرة الرئاسية يتم اختيار ال




.. صور مباشرة من المسيرة التركية فوق موقع سقوط مروحية #الرئيس_ا


.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي




.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط