الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في صنعاء كالعادة صراع على السلطة

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2014 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية





مليشيات وجماعات وتنظيمات إرهابية وقبائل مدججة بالسلاح تحمل عقليات مغلقة وعنيفة جميعها أطراف مرتبطة مع بعضها البعض بمراكز الفساد والنفوذ القبلي والعسكري تمارس القتل والاختطاف والابتزاز ضد الدولة و الشعب , تدمر المعسكرات وتستولي على أسلحة الدولة لتسحق ما تبقى من البنى التحتية وتسويها بالأرض ( خطوط الغاز والبترول والكهرباء) , وبعد كل عمليات القتل و التخريبات تكتب في صحفها وتنشر في وسائل إعلامها عن فراغ الدولة وغياب الأمن , وما اكثر اليمنيين المصدقين و التابعين لتلك الاطراف من المخدرين باسم الدين والمذهب والطائفة والمصلحة القبلية والحزبية والقات إلى ميادين القتال الطائفي , والذين في كل جمعه جامعة يتم تغذيهم بالأفكار المسمومة والقاتلة وتجهزهم للحروب والابتزازات القادمة و غايات وأهداف سياسية وقبلية ضيقة بعيدة عن مصالح المواطن والوطن .
لست افهم تلك الحركات والتنظيمات والأحزاب التي مرغت وجه الوطن بوحل الجهل والتخلف ونسفت النسيج والسلم الاجتماعي بجرثومة المذهب والتطرف والذبح على الهوية وأفرغت خزانة الدولة بسبب حروبها مع السلطة و دفع الديات لها وإصلاح أبراج النفط والكهرباء والمدارس والطرقات التي تدمرها رغم مشاركتها في مؤتمر الحوار وفي الحقائب الحكومية مع علم أصحاب الخبرة بأنها صاحبة خبرة في السير على حبل الدين والقبيلة والسياسة ظاهرها طائفي وتخفي صراعا على السلطة وبعد ظهور الأمل بعد الثورة الأخيرة في بناء اليمن الجديد تعود تلك العقليات إلى نفس المربع القديم مربع العنف والفوضى في محاولة منها لتشكيل اليمن حسب مصالحها عن طريق القوة والابتزاز باسم الشعب .
أليس من العيب اللعب على وتر السخط الشعبي من ارتفاع الأسعار والبطالة والفقر والعزف عليهما كلما اقتضت المصلحة الطائفية او المذهبية حتى وأن جرت تلك المصلحة البلاد إلى هاوية الحرب الأهلية والجاهلية تحت ذريعة تخفيف ضغط الدولة على المواطن وإلغاء الزيادة في الأسعار ورفع الدعم والجرعات المتتالية , أليس الدولة هي التي تدفع من المال المتبقي بعد النهب من الأموال العامة للشركات التي ترمم خطوط نقل الطاقة والبترول , أليس الدولة هي من تدفع التعويضات لأهالي الشهداء والجرحى من منتسبي الأمن الذين يسقطون على أيدي رجال تلك الجماعات والتنظيمات والأحزاب المذهبية والمتطرفة , أليس الدولة هي من تدفع للمواطن المال لترميم مسكنه المدمر بسبب الحروب التي تحيها تلك الأطراف في الوقت الذي تريده وفي المكان الملائم لنشاطها .
الإرهاب ونشاط التنظيمات و الجماعات المسلحة في اليمن خلق بيئة مضطربة و غير آمنة , التخريب والحروب الأهلية كبدت اليمن خسائر قرابة 50 مليار دولار خلال العقدين الماضيين، فمثلا ًكشف تقرير حكومي يمني أن حجم الخسائر المادية لليمن التي تكبدتها الخزينة العامة للدولة في المواجهة العسكرية مع الحوثيين في حرب صعده السادسة تفوق 850 مليون دولار، فضلا عن الاف القتلى والجرحى والمشردين والمنازل المدمرة , وخلال الربع الأول من العام الجاري فقط 2014، خسر نحو 3.3 مليون برميل من النفط، جراء التفجيرات المستمرة التي تطال أنابيب النفط على يد المخربين والجماعات الإرهابية , واضطر البنك المركزي لدفع فاتورة الاستيراد للمشتقات النفطية بقيمة 975 مليون دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري , ويعلم الله كم خسرت الدولة من مال ورجال في معاركها مع القاعدة وأنصار الشريعة في ابين وشبوة وحضرموت وعدن ولحج والبيضاء ورداع , حتى العملة الوطنية التي تعتبر رمز لثقافة وحضارة أي شعب في اليمن نتكبد بسببها خسائر بملايين فقد كشفت إحصاءات رسمية عن إتلاف ما يزيد عن 100 مليون ريال من العملة اليمنية في الشهر الواحد، وتكبد الاقتصاد الوطني خسائر بعشرات الملايين كتكاليف استبدال وأتلاف العملات الورقية التي فقدت مظهرها وقيمتها بسبب العبث والاستخدام السيئ للعملات .

كثيرة جداً أسباب ضعف الدولة اليمنية واقتصادها منها فساد المسئولين والمشايخ ونهب المال العام ومنها كذلك الحروب والتهريب وحتى القات وتعاطيه وزراعته نشر الفقر و الرشوة والابتزاز والقتل والإذلال وحتى التفكك الأسري , و هناك أسباب مرتبطة بالمواطن الذي ينخرط في التنظيمات والجماعات المسلحة دون وعي بمخاطرها التي تقوض عمل ألدوله وتنخر في وظائفها الطبيعية , والعيب يا سادة ليس في الحكومات المتعاقبة وفساد بعض أعضائها وأجهزتها العيب كذلك فينا نحن في شعب غالبيته مخدر بنبتة القات يعلن الاعتصامات والاحتجاجات ويقاتل تحت تأثيره , شعب الكثير منه لا يجيد لغة الحوار السلمي وأصبعه بعيدة عن الزناد , شعب لا يفقه من أبجديات الدولة ومؤسساتها إلا الراتب وهو واجب على الدولة , ولكن الشعب يجب أن يعرف أن علية أيضا حقوق اقلها التفكير في استراتيجيات السلم والتنمية والتعليم ومن ثم النظر إلى أهداف من يتحدث بلسانه والتفكير فيما وراء الحرص المفاجئ على مصالحة من قبل اي طرف كان .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر